شَدَّ على أَمْرِ الوُرودِ مِئْزَرَهُ ... لَيْلاً وما نادى أَذِينُ المَدَرَهْ والأَذِين هنا : المُؤَذِّن . قلتُ : وهو مَجاز : ومن سجعات الأساس : اللهُمَّ أَخْرِجني من هذه المَدَرَة وخلِّصْني من هؤلاء المَدَرَة . الأخير جمع مادِر . من المَجاز : بَنو مَدْرَاء : أَهْلُ الحَضَر ؛ لأنّ سُكناهم غالباً في البيوت المَبْنِيَّة بالمَدَر . والأَمْدَر : الخارِئُ في ثِيابه . قال مالك بن الرَّيْب : .
إنْ أكُ مَضْرُوباً إلى ثَوْبِ آلِفٍ ... مِن القومِ أَمْسَى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ أو الأَمْدَر : الكثيرُ الرَّجِيع العاجِزُ عن حَبْسِه نقله أبو عُبَيْد عن بعضهم . الأَمْدَر : الأَقْلَف وبه فسَّر خالد بن كلثوم قولَ عَمْرُو بن كلثوم : .
ألا هُبِّي بصَحْنِك فاصْبَحِينا ... ولا تُبُقِي خُمورَ الأَمْدَرِينا بالميم نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : هكذا قاله شَمِرٌ سمعتُ أحمد بن هانئٍ يقول : سمعتُ خالد بن كلثوم فذكره . الأَمْدَر : الأَغْبَر وهو المِعْمال الذي يَمْتَهن نَفْسَه ولا يتعهَّدُها كقولهم للمِسْفار : أَشْعَثَ أَغْبَر وهو مَجاز . الأَمْدَر : المُنتفِخ الجَنْبَيْن العظيمُ البطن قاله أبو عُبَيْد وأنشد للراعي يصفُ إبلاً لها قيِّم : .
وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ ... عَنْهُ العَباءةُ قَوَّامٍ على الهَمَلِ يقال : الأَمْدَر : من تترَّب جَنْبَاهُ من المَدَر يذهبُ به إلى التراب أي أصاب جَسَدَه التراب . الأَمْدَر من الضِّباع : الذي في جسده لُمَع وفي اللِّسان على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه ويقال : لَوْنٌ له وفي حديث إبراهيمَ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم : " أنَّه يَأْتِيه أبوه يَوْمَ القِيامةِ فيسألهُ أنْ يَشْفَع له فيلتفِتُ إليه فإذا هو بضِبْعانٍ أَمْدَرَ فيقول : ما أنت بأبي " وفي لفظٍ : أَمْجَر بالجيم وقد تقدّم وهو مَجاز . من أمثالهم : أَلأَمُ من مادِر . وفي الأساس : أَبْخَلُ من مادِرٍ . قالوا : مادِرٌ لقبُ مُخارِقٍ لَئيم جدِّ بني هلال بن عامر . وفي الصِّحاح : هو رجلٌ من بني هلال بن مالك كذا في النسخ وصوابُه كما في الصحاح وغيرِه : هلال بن عامر بن صَعْصَعة بن مُعاوية بن بَكْر بن هَوازِن لأنّه سَقَىَ إبلَه فبَقِي في أَسْفَل الحَوْضِ ماءٌ قليل فَسَلَح فيه ومَدَرَ الحوْضَ به بُخلاً أن يُشرَب من فَضْلِه . قال ابنُ بَرِّيّ : هذا هلالٌ جدٌّ لمحمد بن حَرْبٍ الهلاليّ صاحبُ شُرْطَةِ البَصْرَة . وكانتْ بنو هلال عَيَّرَت بني فَزَاَرة بأكلِ أَيْرِ الحِمار ولمّا سَمِعَت فَزارَة بقول الكُمَيْت بن ثَعْلَبة : .
نَشَدْتُكَ يا فَزارُ وأنْتَ شَيْخٌ ... إذا خُيِّرْتَ تُخْطئُ في الخِيارِ .
أصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بسَمْنٍ ... أَحَبُّ إليكَ أمْ أَيْرُ الحِمارِ .
بلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ ... أحَبُّ إلى فَزارةَ من فَزارِ قالت بنو فَزارة : أَلَيْسَ منكم يا بني هلالٍ من قَرا في حَوْضِه فسقى إبله فلمّا رَوِيَتْ سَلَحَ فيه وَمَدَره بُخْلاً أنْ يُشرَب منه فَضْلُه وكانوا جعلوا حَكَمَاً بينهم أنس بنَ مُدرِك فقضى على بني هلال بعظم الخِزْي . ثم إنّهم رَمَوْا بني فَزارة بخِزْيٍ آخر وهو إتْيانُ الإبل ولهذا يقول سالُم بن دَارَة : .
لا تَأْمَنَنَّ فَزارِيَّاً خَلَوْتَ بهِ ... على قَلُوصِك واكْتُبْها بأَسْيارِ .
" لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَهُبَعْدَ الذي امْتَلَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ فقال الشاعر : .
لَقَدْ جَلَّلْتَ خِزْياً هِلالُ بن عامرٍ ... بَني عامرٍ طُرَّاً بسَلْحَةِ مادِرِ .
فَاُفٍّ لكُم لا تَذْكُروا الفَخْرَ بَعْدَها ... بَني عامرٍ أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ