الكافِر : الزَّارع لسَترِه البَذر بالتُّرابِ . والكُفَّارُ : الزَّرّاع وتقول العرب للزَّارع كافِرٌ لأنَّه يكْفُرُ البَذرَ المَبذور بتُرابِ الأَرضِ المُثارَة إذا أَمَرَّ عليها مالَقَهُ ومنه قولُه تعالى : " كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّار نباتُه " أي أَعجبَ الزُّرَّاعَ نَباتُه مع عِلمِهم به فهو غايةُ ما يُستحسن والغيث : المطر هنا وقد قيل : الكُفَّارُ في هذه الآية الكُفَّار بالله تعالى وهم أَشدُّ إعجاباً بزينةِ الدُّنيا وحَرْثِها من المؤمنين . الكافر من الأرض : ما بعُدَ عن الناس لا يكادُ يَنزِلُه أو يمرُّ به أحدٌ وأَنشد الليثُ في وصف العُقابِ والأَرنَبِ : .
تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزٍّ عِكْرِشَةٍ ... في كافرٍ ما به أَمْتٌ ولا عِوجُ كالكَفْرِ بالفتح كما هو مقتَضَى إطلاقه وضبطه الصّاغانيُّ بالضّمّ هكذا رأيتُهُ مُجَوَّداً الكافِرُ : الأَرضُ المُستويةُ قاله الصَّاغانِيّ قال ابنُ شُميل : الكافِر : الغائطُ الوطِئُ وأَنشدَ البيتَ السابقَ وفيه : .
" فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً من رَأْسِ عِكْرِشَةٍ الكافِر : النَّبْتُ نقله الصَّاغانِيّ . كافِرٌ : ع ببِلاد هُذَيل . الكافِرُ : الظُّلمَةُ لأنَّها تستُرُ ما تحتها وقولُ لبيد : .
فاجْرَمَّزَتْ ثمَّ سارت وهْي لاَهِيَةٌ ... في كافرٍ ما بِهِ أَمْتٌ ولا شَرَفُ يجوز أَن يكونَ ظلمة الليل وأَن يكونَ الوادِيَ كالكَفْرَة بالفتح هكذا في سائر النسخ والذي في اللسان : كالكَفْرِ . الكافِرُ : الدَّاخِلُ في السِّلاح من كَفَرَ فوقَ دِرْعِهِ إذا لبسَ فوقَها ثَوباً كالمُكَفِّرِ كمُحَدِّث وقد كَفَّرَ دِرْعَهُ بثَوبٍ تَكفيراً : لبسَ فوقَها ثوباً فغَشَّاها به ومنه الحديث : " أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم قال في حَجَّة الوداع : لا تَرجِعُوا وفي رواية أَلا لا تَرْجِعُنَّ بَعدي كُفَّاراً يَضرِبُ بعضُكُم رِقابَ بعض " قال أبو منصور : في قوله كُفَّاراً قَولانِ : أَحدُهما : لابِسين السِّلاحَ مُتَهَيِّئينَ للقتال كأنَّه أراد بذلك النَّهيَ عن الحرب أو معناه لا تُكَفِّروا الناسَ فتكفُروا كما يفعلُ الخوارجُ إذا استعرضوا الناسَ فكَفَّروهم . وهو كقوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " مَنْ قالَ لأخيه يا كافِرُ فقد باءَ به أَحدُهما " . لأَنَّه إمّا أَنْ يَصْدُقَ عليه أو يكذِب فإن صدقَ فهو كافِرٌ وإنْ كذبَ عاد الكُفْرُ إليه بتكفيرِه أَخاهُ المسلم . والمُكَفَّرُ كمُعَظَّم : المُوثَقُ في الحديد كأَنَّهُ غُطِّيَ به وسُتِرَ . والكَفْرُ بالفتح : تعظيمُ الفارسيّ هكذا في اللسان والأساس وغيرهما من الأُمَّهات وشَذَّ الصَّاغانِيّ فقال في التكملةِ : الفارس مَلِكهُ بغير ياءٍ ولعلَّه تصحيفٌ من النُسَّاخِ وهو إيماءٌ بالرَّأْسِ قريبٌ من السُّجود .
الكَفْرُ : ظُلْمَةُ اللَّيلِ وسوادُه وقد يُكْسَرُ قال حُمَيد : .
فوَرَدت قَبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ ... وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في الكَفْرِ أي فيما يواريه من سواد الليل . قال الصَّاغانِيّ : هكذا أَنشَدَه الجَوْهَرِيّ وليس الرَّجَزُ لحُمَيد وإنَّما هو لبشيرِ بنِ النِّكْث والرِّواية : .
" وَرَدْتُهُ قَبْلَ أُفولِ النَّسْرِ