" دَعَتْ بالجِمَالِ البُزْلِ لِلْظَّعْنِ بَعْدَمَاتَجَذَّبَ رَاعِي الإِبلِ ما قَدْ تَحَلَّبَا ومنَ الأَمثالِ المشهورةِ أَخَذَ فُلاَنٌ في وَادِي جَذَبَاتٍ مُحَرَّكَةً وفي مجمَعِ الأَمْثَالِ للميدانيّ : وَقَعُوا يُضْرَبُ في الرجُلِ إذَا أَخْطَأَ ولَمْ يُصِبْ قِيلَ : من جُذِبَ الصَّبِيُّ : فُطِمَ وَرُبَّمَا يَهْلِكُ ويُفهم من كلام الأَساس أَنه مأْخوذ من قولهم : انْجَذَبُوا في السَّيْرِ وانْجَذَبَ بهم السَّيْرُ : ساروا بعِيداً . فيُنظرُ مع تفسير المُؤلّف ورواه بعضُهم بالدّال المهملة ونقل شيخنا : والأَصوبُ قولُ الأَزهريّ عن الأَصمعيّ خَدَبَاتٍ أَي بالخَاء المعجمة جمع خَدْبَة فَعْلَة مِن خَدَبَتْهُ الحَيَّةُ : نَهَشَتْهُ يُضْرَب لواقعٍ في هَلَكَةٍ وللجَائرِ عن قَصْدِه ويأْتي للمصنِّف ونقل شيخُنَا أَيضاً أَنه أُخِذَ من كلام الميدانيّ أَنه يقالُ جُذِبَ الصَّبِيُّ إذا فُطِم وظاهِرُ المصنّفِ كالجَوْهرِيِّ أَنه يكونُ للمُهْرِ لأَنه ذَكرَه مُقيَّداً به .
قلت : وقد أَسْبَقْنَا النقْلَ عن التهذيب في ذلك ما يُغنِي النقل عن معنى المَثل .
ج ر ب .
الجَرَبُ مُحَرَّكَةً م خِلْطٌ غَلِيظٌ يَحْدُثُ تحتَ الجِلْدِ من مُخَالَطَةِ البَلْغَم المِلْحِ للدَّمِ يكونُ معه بُثُورٌ ورُبَّمَا حَصَلَ معه هُزَالٌ لكَثْرَتِه نقله شيخُنا عن المصباح وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ ابنِ سيده : بَثْرٌ يَعْلُو أَبْدَانَ النَّاسِ والإِبلِ وفي الأَساس : وفي المَثَلِ " أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ عِنْدَ العَرَبِ " جَرِبَ كَفَرِحَ يَجْرَبُ جَرَباً فَهُوَ جَرِبٌ وجَرْبَانُ وأَجْرَبُ المعروفُ في هذه الصفاتِ الأَخِيرُ ج جُرْبٌ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ وهو القِياسُ وجَرْبَى كقَتْلَى ذَكَرَهُ الجوهَرِيُّ وابنُ سِيدَه وهو يَحْتَمِلُ كونَه جمْعَ أَجْرَبَ أَو جَرْبَانَ كَسَكْرَان على القِيَاسِ وجِرَابٌ بالكسر يجوزُ أَن يكون جَمْعاً لأَجْرَبَ كأَعْجَفَ وعِجَافٍ كما جَزَم به في المصباح وصرح به أَنه على غيرِ قِياس وزَعَم الجوهَرِيُّ أَنهُ جَمْعُ جُرْبٍ الذي هو جمع أَجْرَبَ فهو عنده جَمْعُ الجَمْعِ وهو أَبْعَدُهَا كذا قاله شيخُنا وأَجَارِبُ ضَارَعُوا به الأَسماءَ كأَجادِلَ وأَنَامِلَ .
وأَجْرَبُوا : جَرِبَتْ إبِلُهُمْ وهو أَي الجَرَبُ على ما قال ابنُ الأَعرابيّ : العَيْبُ وقال أيضاً : الجَرَبُ : صَدَأُ السَّيْفِ وهو أَيضاً كالصَّدَا مقصور يَعْلُو باطِنَ الجَفْنِ ورُبَّمَا أَلْبَسَه كُلَّه ورُبما رَكِبَ بَعْضَه كذا في المحكم .
والجَرْبَاءُ : السَّمَاءُ سُمِّيَت بذلك لموضع المَجَرَّةِ كأَنَّهَا جَرِبَتْ بالنُّجُوم قاله الجوهَرِيُّ وابنُ فارِسٍ وابنُ سِيده وابن منظور ونقله شيخنا عن الأَوَّلين زَادَ ابنُ سيده : وقال الفَارِسِيُّ : كَمَا قِيلَ لِلْبَحْرِ أَجْرَدُ وكما سَمَّوُا السَّمَاءَ أَيضاً : رَقِيعاً لأَنَّها مَرْقُوعَةٌ بالنجُوم قال أُسَامَةُ بنُ حَبِيبٍ الهُذَلِيُّ : .
" أَرَتْهُ مِنَ الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْقِفٍطِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ أَو الجَرْبَاءُ : النَّاحِيَةُ من السماءِ التي يَدُورُ فيها فَلَكُ الشَّمْسِ والقَمَرِ كذا في المحكم قال : وجِرْبَةُ مَعْرِفَةً : اسْمٌ للسَّمَاءِ أُرَاهُ مِنْ ذلكَ ولم يَتعرَّضْ له شيخُنا كما لم يتعرضْ لمادَّة جذب إلا قليلاً على عادَتِه وقال أَبو الهَيْثَمِ : الجَرْبَاءُ والمَلْسَاءُ : السَّمَاءُ الدُّنْيَا : والجَرْبَاءُ : الأَرْضُ المَحْلَةُ المَقْحُوطَةُ لا شضيْءَ فيها قاله ابن سيده وعن ابن الأَعْرَابيّ : الجَرْبَاءُ : الجَارِيَةُ المَلِيحَةُ : سُمِّيَت جَرْبَاءَ لأَنَّ النِّسَاءَ يَنْفِرْنَ عَنْها لِتَقْبِيحها بِمحَاسِنِهَا مَحَاسِنَهُنَّ وكان لعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ المُرِّيِّ بنْتٌ يقالُ لَهَا الجَرْبَاءُ وكانت من أَحْسَنِ النِّسَاءِ