فلم يُمْكنْه ذلك حتى حَرَّكَ الدَالَ لما كانت ساكنةً لا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثم أَطْلَق كإطلاقِه عَيْهَلّ ونحوها ويُرْوَى أَيْضاً : جَدْبَبَّا وذلك أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ والدَّالُ قبلها ساكنةٌ فلم يُمْكنه ذلك وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّال لأَنَّ في ذلك انْتقَاضَ الصِّيغَة فَأَقَرَّهَا على سُكُونهَا وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن وهذه عبارة المحكم وقد أَطَالَ فيها فراجِعْه وأَغْفَلَه شيخُنا .
ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ أَي مَا أَسْتَوْخمُ نقله الصاغانيُّ .
وأَجْدَابِيَّةُ بتشديد الياءِ التحتية لأَنَّ اليَاءَ للنسبة وتخفيفُهَا يجوزُ أَن يكونَ إنْ كان عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة ثم نَزَّلُوه مَنْزِلةَ المُفْرَدِ لكونه عَلَماً فَنَسبوا إليه ثم خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لكثرة الاستعمالِ والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ وهو : د قُرْبَ بَرْقَةَ بينها وبين طَرَابُلسِ المغربِ بينه وبين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً على ما قاله ابن حَوْقَلٍ وقال أَبو عُبَيْد البكريُّ : هي مدينةٌ كبيرةٌ في صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفاً وآبارُهَا مَنْقُورَةٌ في الصَّفَا لها بَسَاتِينُ ونخلٌ كثيرةُ الأَرَاكِ وبها جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ أَبو القاسمِ بن المَهْدِيّ وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ وحَمَّامَاتٌ وفَنَادِقُ كَثيِيرَةٌ وأَسواقٌ حافلة وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ ولَهَا مَرْسًى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً منها وهي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ فَتَحَهَا مع بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا يُنْسَبُ إليها أَبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ إسماعيلَ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ وغيره كذا في المعجم لياقوت .
قلت : وأَبُو السَّرَايَا عامرَ بنُ حَسَّانَ ابنِ فِتْيَان بنِ حَمُّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ وتوفي سنة 654 كذا في ذَيْلِ الإِكمَالِ للصَّابُونِيّ .
ج ذ ب .
جَذَبَهُ أَيِ الشَّيْءَ يَجْذِبُهُ بالكسْرِ جَذْباً وجَبَذَهُ عَلَى القَلْبِ لُغَةُ تَمِيم : مَدَّهُ كاجْتَذَبَه وقد يكونُ ذلك في العَرْضِ ورُوِيَ عن سيبويهِ : جَذَبَ الشَيءَ : حوَّلَهُ عن مَوْضِعِه واجْتذَبهُ : اسْتَلَبَه كذا في المحكم وجَذَبَه كَجَاذَبَه وقولُ الشاعر : .
" ذَكَرْتُ والأَهْوَاءُ تَدْعُو لِلْهَوَى .
" والعيسُ بالرَّكْبِ يُجَاذبْنَ البُرَى يَحْتمِلُ أَن يكونَ بمعنى يَجْذِبْنَ أَو بمعنى المُبَارَاةِ والمُنَازَعَة كذا في المحكم وقد انْجَذَبَ وتَجَاذَبَ نَصّ ابنِ سيده في المحكم : وجَذَبَ فُلاَنٌ حَبْلَ وِصَالِهِ : قَطَعَهُ . وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : جَذَبَ فلانٌ الحَبْلَ بَيْنَنَا : قَاطَعَ . وجَذَبَتِ النَّاقَةُ إذا غَرَزَت وقَلَّ لَبَنُهَا تَجْذِبُ جِذَاباً فهي جَاذِبٌ وجَاذِبَةٌ وجَذُوبٌ جَذَبَتْ لَبَنَها من ضَرْعِهَا فذَهَبَ صاعِداً وكذلك الأَتَانُ وفي الأَساس ومن المَجَازِ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ : مَدَّتْ حَمْلَهَا إلى أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً . قال الحطيئةُ يهجو أُمَّه : .
لِسَانُكِ مِبْرَدٌ لَمْ يُبْقِ شَيْئاً ... وَدَرُّكِ دَرُّ جَاذبَةٍ دَهِينِ الدَّهِينُ مثْلُ الجاذِبَةِ ج جَوَاذِبُ وجِذَابٌ كنِيَام ونَائِم قال الهُذليّ : .
" بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاًجَوَاذِبُهَا تَأْبَى عَلَى المُتَغَبِّرِ قال اللِّحْيَانيّ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ إذا جَرَّتْ فَزَادَتْ عَلَى وَقْتِ مَضْرِبِهَا .
ومن المَجَازِ : جَذَبَ الشَّهْرُ يَجْذِبُ جَذْباً مَضَى عَامَّتُهُ أَكْثَرُه ومن المَجَازِ : جَذَبَ الشَّاةَ والفَصِيلَ عَنْ أُمِّهِمَا يَجْذِبُهُمَا جَذْباً : قَطَعَهُمَا عنِ الرَّضَاعِ وكذلك المُهْرَ : فَطَمَهُ قال أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَساً : .
" ثُمَّ جَذَبْنَاهُ فِطَاماً نَفْصِلُهْ