والمِقْدَارُ والقَدْرُ : القُوَّة . وأَمّا القَدَارَةُ بالفَتْح والقَدَرُ محرَّكةً والقُدُورَةُ والقُدُورُ بضَمِّهما فمِنْ قَدِرَ بالكَسْر كالقُدْرَة والقِدْرَانِ بالكَسْر وفي التهذيب بالتَّحْرِيك ضَبْطَ القَلَم والقَدَارُ بالفَتْح ذَكره الصاغانيّ ويُكْسرُ وهذه عن اللّحيانيّ والاقْتِدار على الشَّيْءِ : القثدْرَةُ عَلَيه والفِعْلُ كَضَرَب وهي اللُّغة المشهورةُ ونَصَرَ نَقَلَهَا الكسائيُّ عن قوم من العَرَبِ وفَرِحَ نقلها الصّاغَانيّ عن ثَعْلَب ونَسَبَها ابنُ القَطّاع لِبَنِي مُرَّةَ من غَطَفَانَ واقْتَدَر . وهُوَ قادرٌ وقَديرٌ ومُقْتَدِرٌ . وأَقْدَرَه اللهُ تعالَى على كذا أي جَعَلَه قادِراً عليه . والاسْمُ من كُلِّ ذلك المَقْدِرَةُ بتثليث الدّال . والقَدْر : التَّضْيِيق كالتَّقْدِير . والقَدْر : الطَّبْخُ . وفِعْلُهُمَا كضَرَبَ ونَصَر يُقَال : قَدَرَ عليه الشَّيْءَ يَقْدِرُه ويَقْدُرُه قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه : ضَيَّقَه عن اللّحيانيّ . وتَرْكُ المُصَنِّف القَدَرَ بالتَّحْرِيك هنا قُصُورٌ . وقولُه تَعَالَى : فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ . أَي لَنْ نُضَيِّق عليه ؛ قاله الفَرّاءُ وأَبو الهَيْثَم . وقال الزَّجّاج : أَي لَنْ نُقدِّر عليه ما قَدَّرنا من كوْنِه في بَطْنِ الحُوتِ . قال : ونَقْدِرُ : بمعنَى نُقدِّر . قال : وقد جَاءَ هذا في التَّفْسِير . قال الأَزْهريّ : وهذا الذي قالَهُ صحيحٌ والمعنى ما قَدّرَهُ اللهُ عَلَيْه من التَّضْيِيقِ في بَطْنِ الحُوت... وكُلُّ ذلك سائغٌ في اللُّغَة والله أَعلم بما أَراد . وأَمّا أَنْ يكونَ من القُدْرَة فلا يَجُوز لأَنَّ من ظَنَّ هذا كَفَر والظَنُّ شَكٌّ والشَّكُّ في قُدْرَةِ الله تعالى كُفْرٌ . وقد عَصَمَ الله أَنْبِيَاءَه عن ذلك ولا يَتَأَوَّل مِثْلَه إِلاّ جاهلٌ بكلامِ العَرَب ولُغَاتهَا . قال : ولَمْ يَدْرِ الأَخْفَشُ ما مَعْنَى نَقْدِر وذَهَب إِلى مَوضع القُدْرَة إِلى مَعْنَى فظَنَّ أَن يَفُوتَنا ولم يَعْلَمْ كلامَ العرب حتى قال : إِنّ بعض المفسّرِين قال : أَرادَ الاسْتِفْهَام : أَفَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه ؟ ولو عَلِمَ أَنّ معنَى نَقْدِر : نُضَيِّق لم يَخْبِطْ هذا الخَبْطَ . قال ولَمْ يَكُنْ عالِماً بكلام العَرَب وكان عالِماً بقياسِ النَّحْو . وقال : وقولُه تعالى : وَمَنْ قُدِرَعَلَيْه رِزْقُهُ . أَي ضُيِّقَ . وَقَدَرَ عَلى عِيَالِه قَدْراً : مِثْل قَتَرَ . وقُدِرَ على الإِنْسَانِ رِزقُه : مثل قُتِرَ . وأَمّا القَدْرُ بمعنَى الطَّبْخِ الّذِي ذكرَهُ المُصَنّف فإِنّه يُقال : قَدَرَ القِدْرَ يَقْدُرَها ويَقْدِرُها قَدْراً : طَبَخَهَا . ومنه حَدِيثُ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِى اللَّحْمِ : أَمَرِني مَوْلايَ أَنْ أَقْدُرَ لَحْماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لَحْم . واقتْدَرَ : أَيضاً : بمَعْنَى قَدَرَ مثلُ طَبَخَ واطَّبَخَ وقد تَرَكَه المصنّف هُنَا قُصوراً ولَمْ يَذْكُرْهُ فيما بَعْد ولهذا لَوْ قَالَ : والقَدْرُ : التَّضْيِيقُ كالتَّقْدِيرِ والقدْرُ : الطَّبْخُ كالاقْتِدار لكانَ أَحْسَنَ . والقَدْرُ : التَّعْظِيمُ وبه فُسِّر قولُه تَعَالَى : وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه . أَي ما عَظَّمُوا الله حَقَّ تَعْظِيمِه . والقَدْرُ : تَدْبِيرُ الأَمْرِ يُقَالُ : قَدَرَهُ يَقْدِرُه بالكَسْرِ أَي دَبَّرَه . والقَدْرُ : قياسُ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ يُقَالُ : قَدَرَه بِهِ قَدْراً وقَدَّرَهُ إِذا قاسَهُ . ويُقَالُ أَيضاً : قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ لَهُ بهذا المَعْنَى . ومنه حَدِيث عائشةَ رَضي الله عنها : فَاقْدِرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ المُشْتَهِيَة للنّظَر أَي قَدِّرُوا وقايِسوا وانظُرُوه وأَفْكِرُوا فيه . والقَدْرُ : الوَسَطُ من الرِّحالِ والسُّرُوجِ يقال : رَحْلٌ قَدْرٌ وسَرْجٌ قَدْرٌ ؛ ذكره الزمخشري في الأَساس . وزادَ في اللسان : يُخَفَّف ويُثقَّل . وفي عبارة المُصَنّف قُصُورٌ ظاهِرٌ . ولم يذكر أَبو عُبَيْدَة في كِتَاب السَّرْجِ واللجَام إِلاَّ : سَرْجٌ قاتِرٌ وقد تقدّم وكأَنّ الدالَ لُغَةٌ في التاءِ . وفي التَّهْذِيب : سَرْجٌ قادرٌ : قاترٌ وهو الواقِي الذي لا يَعْقِرُ . وقيل : هو بَيْنَ الصَّغِيرِ والكَبير