وقِتْرَةُ مَعْرفةٌ لا يَنْصَرِف . وصَرَّحَ الزَّمخشريّ أَنّها إنَّمَا سُمِّيتْ بذلك كأَنَّ لها قِتْرةً تَرْمِى بها قال : .
أَحْدُو لِمَوْلاتِي وتُلْقِى كِسْرَهْ ... وإِنْ أَبَتْ فعَضَّها ابنُ قِتْرَهْ ومن المَجاز : أَبو قِتْرةَ : إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ تَعَالَى وهي كُنْيَتُه أَو قِتْرَةُ : عَلَمٌ للشَّيْطَانِ وفي الحَدِيث : تَعَوَّذُوا باللهِ من الأَعْمَيَيْنِ ومن قِتْرَةَ وما وَلدَ . قال الخَطّابِيّ في إِصلاح الأَلفاظ : يُرِيدُ بالأَعْمَيَيْن الحَرِيقَ والسَّيْلَ . . وقِتْرَةُ بكَسْرِ فَسُكُون : من أَسماءِ إِبْلِيسَ . وقيل : كُنْيَتُه أَبو قِتْرَة . وهكذا نَقَلَهُ الحَافِظ في التَّبْصِير . وأَقْتَرَ الرَّجل : افْتقر قال .
" لَكمْ مَسْجِد اللهِ المَزُورَانِ والحَصَىلَكُمْ قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقتَرَا يريدُ من بَيْنِ من أَثرَى وأَقْتَر . وفي الحَدِيثِ : فَأقْتَرَ أَبَواه حَتَّى جَلضسَا مع الأَوْفاض أَي افْتَقَرا حَتَّى جَلَسَا مع الفقَرَاءِ . ويُقَالُ : أَقْتَر : قَلَّ مالُه ولَه بَقِيَّةٌ مع ذلك فهو مُقْتِرٌ . وأَقْتَرتِ المَرْأةُ فهي مُقْتِرَةٌ إِذا تَبَخَّرَت بالعُودِ قال الشاعِر : .
تَرَاهَا الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِبَاءً ... ومِقْدَحَ صَفْحَةٍ فيها نَقِيعُ والقَتُورُ كصَبُور : البَخِيلُ يقال : رَجُل مُقَتِّرٌ وقَتَورٌ . وقولُه تعالى : وَكانَ الإِنْسَانُ قَتوراً . تَنْبِيهٌ على ما جُبِلَ عليه الإِنْسَانُ من البُخْل كذا في البَصَائر . وقُتَيْرَةُ كجُهَيْنةَ : اسمٌ وقُتَيْرَةُ : أَبو قَبِيلَةٍ من تجُيِب َ منهم المُحَدِّثانِ مُحَمّدُ بنُ رَوْحٍ حَدَّث عن جماعَة وعنه الحَسنُ بنُ داوُودَ ابنِ وَرْدَانَ ؛ والحَسَنُ بنُ العَلاءِ القُتَيْرِيّانِ عن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ حَسّانَ وعنه جابِرُ بنُ قَطَنٍ الخُجَنْدىّ . وفاتَهُ حَبِيبُ بنُ الشّهِيد القُتَيْرِيُّ مَوْلَى عُقْبَةَ بنِ نَجْدَةَ القُتَيْرِيِّ رَوَى عنه يَزِيدُ بن أَبِي حَبِيب ؛ هكذا ضَبَطَهُ الأَئِمَّة بالتَّصْغِيرِ في كلّ ذلك وضَبَطَهُ الحافِظُ في التَّبْصِير بفَتْح فكَسر . وممّا يُسْتَدْرك عليه : القُتْرَة بالضَّمِّ : ضِيقُ العَيْشِ وهو مَجازٌ . ولحمٌ قاتِرٌ إِذا كانَ لَهُ قُتَارٌ لِدَسَمِه ورُبّمَا جَعَلَتِ العربُ الشَّحْمَ واللَّحْمَ قُتَاراً ومنه قولُ الفَرَزْدَقِ : .
إِلَيْكَ تَعَرَّقْنَا الذُّرَا برِحَالِهَا ... وكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وفي صُلْبِ وكِبَاءٌ مُقَتَّر كمُعَظَّم . وقَتَرَتِ النارُ : دَخَّنَت . وأَقْتَرتُهَا أَنا . واسْتَقْتَرَهُ : حاوَل الاسْتمكانَ به ؛ عن الفَارِسيّ . والقُتْرَةُ بالضَّمّ : صُنْبُورُ القَنَاةِ . وقِيل : هو الخَرْقُ الَّذِي يَدْخُل منه الماءُ الحائطَ وهو مَجاز . ورَحْلٌ قاتِرٌ أَي واَقٍ لا يَعْقِرُ ظَهْرَ البَعِيرِ . وفي الأَساسِ : إِذا كانَ قَدْراً لا يَمُوجُ فيَعْقِر . والقَتِيرُ : الدِّرْعُ نَفْسُهَا قال سَاعِدَةُ ابن جُؤَيَّةَ : ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ . وهو مما جاءَ بَعْض ما في الدّرعِ فقامَ مَقَامَ الدِّرْعِ وهو مستدرَكٌ على أَبي عُبَيْدَةَ فإِنّه لم يذكُرْه في كِتابه . والقُتْرَة بالضَّمّ : الكُوَّةُ والجَمْعُ القُتَر ومنه قولُهم : اطَّلَعْنَ من القُتْر أَي الكُوَى وهُوَ مجازٌ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ أَبي أُمَامَة رَضِيَ الله عنه : مَنْ اطَّلعَ من قُتْرَةٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فَهِيَ هَدَرٌ . والقُتْرَةُ أَيضاً : النافِذَة وعَيْنُ التَّنُّورِ وحَلْقَة الدِّرْعِ . وقُتْرةُ البابِ : مكانُ الغَلْقِ ؛ وكلُّ ذلك مَجاز . وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْسٌ حَسَنُ التَّقْدِيرِ . ومنه قولُ أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحِىّ : .
دِرْعِي دِلاَصٌ شَكُّهَا شَكٌّ عَجَبْ ... وَجَوْبُهَا القاتِرُ من سِرِّ اليَلَبْ وفي الحَدِيث : يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْه قال ابنُ الأَثِير : أَي يُسوِّى لَهُ النُّصُولَ ويَجْمَع له السِّهَامَ . من التَّقْتِير وهو إِدْنَاءُ أَحَدِهِمَا إِلى الآخَر .
ق - ث - ر