القِتْرُ : سَهْمٌ صغيرٌ . والغِلاَءُ : مصدرُ غالَى بالسَّهْمِ إِذا رَمَاه غَلْوَةً . وقال ابنُ الكَلْبيّ : أَهْدَى يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَم للنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم سِلاحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ وقد رُكِّبت مِعْبَلَةٌ في رُعْظِه فقَوَّم فُوقَه وقال : هو مُسْتَحْكِمُ الرِّصافِ وسَمّاهُ قِتْرَ الغِلاَءِ . والقِتْرُ والقِتْرَةُ أَيضاً : نَصْلٌ كالزُّجِّ حَدِيدُ الطَّرْفِ قَصِيرٌ نحوٌ من قَدْرِ الإِصبع أَو قَصَبٌ يُرْمَى بها الهَدَفُ . وقِيلَ : القتْرَةُ وَاحِدَة والقِتْرُ جَمْعٌ فهو على هذا من بابِ سِدْرَةٍ وسِدْرٍ . وقال أبو حَنيفَةَ : القِتْرُ من السِّهام : مثلُ القُطْبِ واحِدَتُه قِتْرَةٌ والقِتْرَةُ والسِّرْوَة واحِدٌ . والقَتِرُ ككَتِفٍ : المُتَكَبِّرُ عن ثعلب وأَنشد : .
نَحْنُ أَجَزْنَا كُلَّ ذَيّالٍ قَتِرْ ... في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدِى المُؤْتَمِرْ ومن المَجَاز : لاحَ به القَتِيرُ كأَمِير : الشِّيْبُ أَوْ أَولُه . وأَصْلُ القَتِير رُؤُوسُ مَسَامِير حَلَقِ الدُّرُوعِ تَلُوحُ فيها شَبَّهَ به الشِّيْبَ إِذا ثَقَّبَ في سَوَادِ الشَّعرِ ولو قال الدِّرْع كما في الصحاح كانَ أَحسنَ . وقرأْتُ في كتاب الدِّرْع والبَيْضَة لأَبي عُبَيْدَةَ ما نَصّه : ويُقَال لطَرَفَيِ الحِرْباءِ اللَّذَيْنِ هُمَا نِهَايَةُ الحِرْبَاءِ من ناحِيَتَيْ طَرَفَيِ الحَلْقَةِ ثم يُدَقَّانِ فيَعْرُضَانِ لئلاّ يَخْرُجَا من الخَرْت وكأَنّهما عَيْنَا الجَرَادَةِ : قَتِيرَانِ والجَمْع قَتَائِرُ وقُتُرٌ ويُقَال للقَتِيرِ إِذا كانَ مُدَاخَلاً ولا يَكَادُ يُرَى من اسْتوَائه بالحَلْقَةِ : قَتِيرٌ مُعَقْرَبٌ قال : .
وزُرْق من الماذِىِّ كَرَّهَ طَعْمَهَا ... إِلى المَشْرَفِيّاتِ القَتِيرُ المُعَقْرَبُ ويُشَبَّهُ القَتِيرُ بحَدَقِ الجَرادِ وبحَدَقِ الأَساوِدِ وبالقَطْر من المَطَرِ . وذَكَرَ لها شَواهِدَ ليس هذا مَحَلَّها . والقاتِرُ والمُقْتِرُ كمُحْسِن الأَخيرةُ للصاغانيّ مِنَ الرِّحالِ والسُّرُوجِ : الجَيِّدُ الوُقُوعِ على الظَّهْرِ أَيْ ظَهْرِ البَعِيرِ أَو اللَّطِيفُ منها وقِيل : هو الذي لا يَسْتَقْدِمُ ولا يَسْتَأْخِرُ وقال أَبو زَيْد : هو أَصْغَرُ السُّروجِ . وقَرأْتُ في كتاب السَّرْج واللِّجام لابنِ دُرَيْد في بابِ صفاتِ السَّرْج : وسَرْجٌ قاتِرٌ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ مُعْتَدِلاً ويُقَابِلُهُ الحَرَجُ . والقُتْرَةُ بالضَّمّ : نامُوسُ الصائدِ الحَافِظُ لِقُتارِ الإِنْسَان أَي رِيحِه كما في البَصَائر وقد أَقْتَرَ فيِها هكذا في النُّسَخ من باب الإِفْعَال والصَّوابُ كما في اللّسَان والأَسَاس : اقْتَتَرَ فيها من باب الافْتِعَال قال الزمخشريّ : أَي اسْتَتَر . وتَقَتَّر للصَّيدِ : تَخَفَّى في القُتْرَة ليَخْتِلَه . وقال أَبو عُبَيْدَة : القُتْرَةُ : البِئْرُ يَحْتَفِرُهَا الصائدُ يَكْمُنُ فيها وجَمْعُهَا قتر والقثتْرةُ : كُثْبَةٌ من بَعرٍ أَو حَصَىً تكونُ قُتَراً قُتَراً . قال الأزهريّ : أَخاف أَنْ يَكُونَ تصحيفاً وصَوابُه القُمْزَةُ والجَمْعُ قُمَز للكُثْبَةِ من الحَصَى وغَيْرِه . وقَتَرَ الشيءَ : ضَمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ وكذلك قَتَّرَه بالتَّشْدِيد كما تقدّم وقَتَرَ الدِّرْعَ : جَعَلَ لها قَتِيراً أَي مِسْمَاراً ؛ نَقله الصاغانيّ . وقَتَرَ الشَّيْءَ : لَزِمَه كأَقْتَرَ نقله الصاغانيّ ونَصّ عِبَارتِه : وأَقْتَرَ الرَّجُلُ إِذا لَزِمَ مِثْلُ قَتَرَ . ومن المَجَازِ : عَضَّهُ ابنُ قِتْرَةَ بالكَسْرِ : حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ إِلى الصِّغَر ما هُوَ لا يَنْجُو سَمِيمُهَا مشتقٌّ من قِتْرَةِ السَّهْمِ وقيل : هو بِكْرُ الأَفْعَى وهو نَحْوُ الشِّبْر يَنْزُو ثمّ يَقَعُ . وقال شَمِرٌ : ابنُ قِتْرَةَ : حَيَّةٌ صغيرةٌ تَنْطَوِي ثم تَنْزُو في الرَّأْس والجمعُ بَناتُ قِتْرَةَ . وقال ابنُ شُمَيْل : هو أُغَيْبرُ اللَّوْنِ صَغِير أَرْقَطُ يَنْطَوِي ثم يَنْقُزُ ذِراعاً أَو نحوَها ؛ وهو لا يُجْرَى يُقَالُ : هذا ابنُ قِتْرَةَ . وأَنشد : .
" له مَنْزِلٌ أَنْفُ ابنِ قِترَةَ يَقْتَرِىبِهِ السّمَّ لم يَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَا