الفِنْدِيرُ بالكَسْرِ والفِنْدِيرَة بهاءٍ : قِطْعَةٌ ضَخْمَةٌ من تَمْرٍ مُكْتَنِز كالفِدْرَة بالكَسْر . والفِنْدِيرُ والفِنْدِيرَةُ : الصَّخْرَةُ العَظِيمَةُ كذا في الصّحاح . وعِبَارَةُ المُحْكم : تَنْقَلِعُ عن عُرْضِ الجَبَلِ وعِبَارَة الصّحاح : تَنْدُرُ من رَأْسِ الجَبَلِ . والجَمْعُ فَنَادِيرُ . قال الشاعر في صِفَةِ الإِبِل : كأَنَّهَا مِن ذُرَا هَضْبٍ فَنَادِيرُ . قلتُ : وقد تَقَدَّم في ف د ر الجَمْعُ بين قَوْل المصنّف هُناك وبين قَوْلِ الجوهريّ هُنا فراجِعْه . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الفَنْدُورَةُ قال ابنُ الأَعْرَابيّ : هي أُمُّ عِزْم وأُمُّ سُوَيْدٍ يعني السَّوْأَةَ .
ف - ن - ز - ر .
الفَنْزَر كجَعْفَرٍ أَهمله الجوهريّ وقال اللّيْث : هو بَيْتٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ على رَأْسِ خَشَبَةٍ طُولُها نَحْوُ سِتِّينَ ونَصّ اللّيث : طولُها سِتّونَ ذِرَاعاً للرَّبِيئَةِ يَكُون الرَّجُلُ فِيهَا هكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وصاحِبُ اللّسَانِ . قلتُ : وأَظُنّه مُعَرَّباً . وقولُ المصنّف نَحْوُ ستّيْنَ أَحَسْنُ من قَوْلِ اللّيْث ستّون فإِنّ هذِه الخَشَبَةَ ليس لها سَمْك مُعَيَّن مَعْلُوم وإِنَّمَا هو تَخْمِينٌ وحَدْسٌ كما لا يَخْفَى .
ف - ن - ق - ر .
الفُنْقُورَةُ كعُصْفُورَةٍ أَهمله الجوهريّ وقال اللَّيْث : هو ثَقْبُ الفَقْحَةِ أَي أُمّ سُوَيْدٍ كالفُنْقُورِ بلا هاءٍ وعلى الأَخير اقْتَصَر الصاغانيّ نقلاً عن اللَّيْث وعلى الأَوّلِ صاحبُ اللّسَان ولم يَعْزُه .
ف - و - ر .
فارَ الشَّيْءُ فَوْراً بالفَتْح وفُؤُوراً بالضَّمِّ وكذلك فُوَاراً كغُرَاب وفَوَرَاناً محرَّكةً : جاشَ . وفُرْتُه وأَفْرَتُه مُتَعَدِّيانِ ؛ عن ابن الأَعرابيّ . وفارَت القِدْرُ تَفُورُ فَوْراً وفَوَرَاناً إِذا غَلَتْ وفارَ العِرْقُ فَوَرَاناً محرَّكَة : هَاجَ ونَبَعَ . وقولُه : ضَرَبَ وَهَمٌ من المصَنِّف حيث عَطَفَه على ما تَقدَّم وإِنّمَا غَرَّه نَصُّ المُحكم فإِنّه قال بعد نَبَع : وضَرْبٌ فَوّار : رَغيبٌ واسعٌ . فظَنَّ المصنّف أَنّه معطوفٌ على ما قَبْلَه فتَأَمَّلْ وفارَ المِسْك يَفُورُ فُوَاراً بالضَّمّ وفَوَرَاناً ؛ محرّكَةً : انْتَشَرَ . وفَارَتُه : رائحَتُهُ . وقِيل : وِعَاؤُهُ . وأَمّا فأْرَةُ المِسْكِ بالهَمْز فقد تَقَدَّم ذِكرُها في ف أ ر . وفارةُ الإِبِلِ : فَوْحُ جُلُودِهَا إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْد قال الشاعر : .
لَها فَارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ ... كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ قال الصاغانيّ : وفَارَةُ المِسْكِ وفَارَةُ الإِبِل مَوْضِعُ ذِكْرِهما هذا التَرْكِيبُ . والمُصَنّف قد فَرَّق بَيْنَهما فذَكَرَ فارَةَ المِسْك في الهَمْزِ وفَارَةَ الإِبِلِ هنا وكأَنّه لِمُنَاسَبَةِ أَنَّ الثانِيَ من الفَوَرانِ قَطْعاً وأَما الأَوّل فاختُلِفَ فيه : فقيل : إِنّ الحَيَوانَ الّذي نُسِبَ إِليه المِسْكُ على صُورَةِ الفَأْرَةِ وهو مهموزٌ فوَجَبَ إِيرادُه هُناك بهذِهِ المُنَاسَبَة . وقد قَدَّمْنا ذِكْرَ فَارَةِ الإِبل هُناك في المُسْتَدْرَكات فراجِعْه . والفَائِرُ : المُنْتَشِرُ العَصَبِ هكذا في النُّسخ بالعَيْن والصادِ المُهْمَلَتين وهو وَهَمٌ والصَّواب : الغَضَب من الدَّوابِّ وغَيْرِهَا كما في اللّسان وغيره . ويُقَالُ : أَتَوْا من فَوْرِهِم أَي مِنْ وَجْهِهم وبه فَسَّرَ الزَّجّاجُ قولَه تَعَالَى : وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذَا . أَو قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا ومنه قولُهم : ذَهَبْتُ في حاجَة ثم أَتَيْتُ فلاناً من فَوْرِي أَي قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ . وفَوْرَةُ الجَبَلِ : سَرَاتُه ومَتْنُه قال الراعِي : .
فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلَةً ... لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتَاهَا أَوَّلُ الذُعُرِ