وممّا يُسْتَدْرَك عليه : فَجَّره إِذَا نَسَبَه للفُجُور كفَسَّقَهُ وكَفَّرَهُ . ومنه حَدِيثُ ابنِ الزُّبَيْر : فَجَّرتَ بنَفْسِكَ . وقال المُؤَرّج : فَجَرَ الرَّجُلُ : أَخْطَأَ في الجَوَاب . وفَجَرَ إِذا رَكِبَ رَأْسَه فمَضَى غَيرَ مُكْتَرِثٍ . وقال ابنُ شُمَيْل : الفُجُور : الرُّكُوب إِلى ما لا يَحِلُّ . وحَلَفَ فلانٌ على فَجْرَةٍ واشتمل على فَجْرَةٍ إِذا رَكبَ أَمراً قَبِيحاً من يَمِين كاذبَة أَو زِنىً أَو كَذِبٍ . والفَاجِرُ : المُكذِّبُ لِمَيْله عن الصِدْقِ والقَصْدِ . وعن ابنِ الأَعرابيّ : الفاجِرُ : الساقطُ عن الطّرِيق . وفي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عنها : يا لَفُجَرَ معدولٌ عن فاجِر للمُبَالَغَة ولا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في النِّداءِ غالِباً . وسِرْنا في مُنْفَجَرِ الرَّمْلِ : وهو طَريقٌ يكونُ فيه وهو مَجازٌ . والفَجرُ محرَّكة : يُكْنَى به عَنْ غَمَرَاتِ الدُّنْيَا . ومنه حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ Bه لأَنْ يُقَدَّمَ أَحَدُكُم فتُضْرَبَ عُنقُه خَيْرٌ له من أَنْ يَخُوض في غَمَراتِ الدُّنْيَا يا هادِيَ الطَّرِيقِ جُرْتَ إِنَّمَا هو الفَجْر أَو البَحْر يقولُ : إِن انْتَظَرْتَ حتى يُضِئَ لك الفَجْرُ أَبْصَرَتْ قَصْدَك وإِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ ورَكِبْتَ العَشْواءَ هَجَمَا بِكَ على المَكْرُوه . فضَرَب البَحْرُ مَثَلاً لغَمَراتِ الدُّنْيَا . وقد تَقدّم البَحْرُ في مَوْضِعه .
اختُلف في مَعْنَى قولِه تعالَى : بَلْ يُريدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ . فقيلَ : أَي يَقُولُ : سَوْفَ أَتُوبُ . ويُقَال : يُكْثِرُ الذُّنُوبَ ويُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ . وقيل : يُسَوِّف بالتَّوْبَة ويُقَدِّم الأَعمالَ السَّيِّئَةَ . وقِيلَ : لِيَكْفُرَ بما قُدّامَه من البَعْثِ . وقال المؤرِّج : أَي ليَمْضِيَ أَمامَهُ راكِباً رَأْسَه . وقِيل : ليُكذِّبَ بما أَمَامَهُ من البَعْثِ والحِسَابِ والجَزَاءِ .
ف - ح - ر .
افْتَحَرَ الكلامَ والرَّأْيَ بالحاءِ المُهْمَلَة أَهمله الجوهريّ وصاحبُ اللِّسَان وقال ابنُ الفَرَج عن مُدْركٍ الضِّبَابيّ : يُقَال ذلكِ إِذَا أَتَى به من قَصْدِ نَفْسِهِ ولَم يُتابِعْه عَلَيْه أَحدٌ كافْتَحَلَه ؛ الأَخيرُ نقلَه ابنُ الفَرَج عن أَبي مِحْجَن الضِّبابيّ .
ف - خ - ر