وقِيلَ : غارُوا وأَغارُوا : أَخَذُوا نَحْوَ الغَوْرِ . قال الفَرّاءُ : أَغارَ : لُغَةٌ في غَارَ . واحتجَّ بِبَيْتِ الأَعْشَى . قال صاحبُ اللِّسَان : وقد رُوِىَ بَيْتُ الأَعْشَى مَخْرُومَ النِّصف : غارَ لَعْمرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا . وقال الجَوْهَرِيُّ : غَارَ يَغُورُ غَوْراً أَيْ أَتَى الغَوْرَ فهوغائرٌ قال : ولا يُقَالُ : أَغارَ . وقد اخْتُلفَ في مَعْنَى قولِه : أَغارَ لَعَمْري في البِلاد وأَنْجَدَا . فقال الأصمعيّ : أَغارَ بمعْنَى أَسْرَعَ وأَنْجَدَ أَي ارْتَفَعَ ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ولا نَجْداً . قال : ولَيْس عنده في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . وزَعَمَ الفَرّاءُ أَنَّهَا لُغَةٌ واحتجّ بهذا البَيْت . انتهى . قُلْتُ : وقال ابنُ القَطَّاع في التهذيب : ورَوَى الأَصمعيّ : أَغَارَ لَعَمْرِي في البلاد وأَنْجَدَا . وقال لو ثَبَتَت الرِّوَايَةُ الأُولَى لكان أَغار ها هنا بمعنى أَسْرَع وأَنْجَدَ ارتفع ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ونَجْداً . وليس يَجُوز عند في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . انتهى . قُلْتُ : وناسٌ يقولون : أَغارَ وأَنْجَدَ فإِذَا أَفْرَدُوا قالوا : غارَ كما قالُوا هَنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَنِي فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا : أَمْرَأَني . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : تقول : ما أَدْرِي : أَغارَ فلانٌ أَم مارَ . أَغَارَ : أَتَى الغَوْر . ومارَ : أَتَى نَجْداً . وقال ابنُ الأَثير : يقال : غارَ : إِذا أَتى الغَوْر وأَغارَ أَيضاً وهي لغةٌ قليلة . والتَّغْوِيرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ . يُقَالُ : غَوَّرْنا وغُرْنَا بمعنىً . والغَوْرُ أَيضاً : الدُّخُول في الشَّيْءِ كالغُؤُور كقُعُود والغِيَار ككِتَاب الأَخِيرَةُ عن سيبَوَيْه . ويُقَال : إِنَّك غُرْتَ في غَيءرِ مَغَارٍ أَي دَخَلْتَ في غيرِ مَدْخَل . والغَوْرُ أَيضاً : ذَهابُ الماءِ في الأَرض كالتَّغْوير يقال : غارَ الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ : ذَهَبَ في الأَرْض وسَفَلَ فيها . وقال ابنُ القَطَّاع : غاضَ . واقْتَصَرَ على المَصْدَر الأَوّل . وقال اللَّحْيَانِيُّ : غارَ الماءُ وغَوَّرَ : ذَهَبَ في العُيُون . والغَوْرُ : الماءُ الغائرُ وَصْفٌ بالمصدر . وفي التَّنْزيل العزيز قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً . سَمّاه بالمَصْدَر كما يُقَال : ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ . والغَوْرُ المُطْمَئِنّ من الأَرْض ومثل الكَهف في الجَبَل كالسَّرَبِ كالمَغَارَة والمَغَارِ ويُضَمّان والغَارِ وفي التنزيل العزيز لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأَ أَو مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً . وغَارَتِ الشمسُ تَغُورُ غِيَاراً بالكَسر وغُؤوراً بالضَّمّ وغَوَّرَتْ : غابَتْ وكذلك القَمَرُ والنُّجُومُ قال أَبو ذُؤَيْب : .
هَلِ الدَّهْرُ إِلاّ لَيْلَةٌ ونَهَارُهَا ... وإِلاَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا أَو الغارُ : كالبَيْتِ في الجَبَل قاله اللَّحْيَانيّ أَو المُنْخَفِضُ فيه قاله ثَعْلَب أَو كُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْض غارٌ قال الشاعِر : .
تَؤُمُّ سِنَاناً وكَمْ دُونَهُ ... من الأَرْضِ مُحْدَوْدِباً غَارُهَا أَو هو الجُحْرُ الذي يَأْوِي إِلَيْه الوَحْشيُّ ج أَي الجَمْعُ من كلِّ ذلك القَلِيلُ أَغْوَارٌ عن ابنِ جِنِّى والكثيرُ غيرَانٌ . وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ . والغارُ : ما خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ أَو الأُخْدُودُ الذي بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ أَو هو داخِلُ الفمِ وقيل : غارُ الفَمِ : نِطْعاهُ في الحَنْكَيْن . والغارُ : الجَمَاعَةُ من الناسِ . وقال ابنُ سِيدَه : الجَمْعُ الكَثِيرُ من النّاس . والغارُ : وَرَقُ الكَرْمِ وبه فَسَرَّ بَعضُهُم قَوْلَ الأَخْطَل : .
آلَتْ إِلى النِّصْفِ من كَلْفَاءَ أَثْأَفَها ... عِلْجٌ ولَثَّمهَا بالجَفْنِ والغَارِ والغَارُ : ضَرْبٌ من الشَّجَر . وقيل : شَجَرٌ عِظَامٌ له وَرَقٌ طِوَالٌ أَطْوَلُ من وَرَق الخِلافِ وحَمْلٌ أَصْغَرُ من الُبْنُدق أضسْوَدُ القِشْرِ له لُبٌّ يَقَع في الدَّواءِ ووَرَقُه طَيِّبُ الرِّيح يقع في العِطْرِ يُقَال لِثَمَرِه الدَّهْمَشْت واحِدَتُه غَارَةٌ ومنه دُهْن الغَارِ قال عَدِيُّ بن زَيْد :