قال أَبو مَنْصُورٍ : الثُّبَاتث : جَمَاعَاتٌ في تَفْرِقَةٍ وكلُّ فِرْقَة : ثُبَةٌ وهَذَا مِن ثاب وقال آخَرُونَ : الثُّبَةُ من الأَسْمَاءِ النَّاقصَةِ وهو في الأَصْل ثُبَيَة فالسَّاقطُ لاَمُ الفعْلِ في هذا القَوْل وأَما في القول الأَولِ فالسّاقِطُ عَيْنُ الفِعْلِ انْتَهَى فإذا عَرَفْتَ ذلك عَلمْتَ أَنَّ عَدَمَ تَعَرُّض المُؤَلِّفِ لِثُبَة بمعْنَى وَسَطِ الحَوْضِ في ثَابَ غَفْلَةٌ وقُصُورٌ .
وَمَثَابُ البِئرِ : مَقَامَ السَّاقِي مِنْ عُرُوشهَا على فَمِ البِئْرِ قال القُطَامِيُّ يَصفُ البِئرَ وتَهَوُّرَهَا : .
ومَا لِمَثَابَاتِ العُرُوش بَقِيَّةٌ ... إذَا اسْتُلَّ مِنْ تَحْت العُرُوشِ الدَّعَائِمُ أَوْ مَثابُ البِئْرِ : وَسَطُهَا ومَثَابَتُهَا : مَبْلَغُ جُمُومِ مَائِهَا ومَثَابَتُهَلا : مَا أَشْرَفَ مِن الحِجَارَةِ حَوْلَهَا يَقُومُ عليها الرَّجُلُ أَحْيَاناً كَيْلاَ يُجَاحِفَ الدَّلْوَ أَو الغَرْبَ أَو مَثَابَةُ البِئرِ : طَيُّهَا عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ قال ابنُ سِيدَهْ : لاَ أَدْرِي أَعَنَى بِطَيِّهَا مَوْضِع طَيِّهَا أَمْ عَنَى الطَّيَّ الَّذي هو بِنَاؤُهَا بالحِجَارَةِ قال : وقَلَّمَا يَكُونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَراً والمَثَابَةُ : مُجْتَمَعُ النَّاسِ بَعْدَ تَفَرُّقِهم كالمَثَابِ ورُبَّمَا قالوا لِمَوْضِع حِبَالَةِ الصَّائِدِ مَثَابَةٌ قال الرَّاجِزُ : .
" حَتَّى مَتَى تطَّلعُ المَثَابَا .
" لَعَلَّ شَيْخاً مُهْتَراً مُصَاباً يَعْنِي بالشَّيْخِ الوَعِلَ . والمَثَّابَةُ : المَوْضِعُ الَّذِي يُثَابُ إلَيْه أَي يُرْجَعُ إليه مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى ومنه قولُه تَعَالَى : " وإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وأَمْناً " وإنَّمَا قِيلَ للْمَنْزِلِ مَثَابَةٌ لأَنَّ أَهْلَهُ يَتَصَرَّفُونَ في أُمُورِهم ثُمَّ يَثُوبُونَ إليهِ والجَمْعُ المَثَابُ قال أَبُو إسْحَاقَ الزَّجَّاجُ : الأَصْلُ في مَثَابَة مَثْوَبَةٌ ولكن حَرَكَة الواوِ نُقِلَتْ إلى الثاء وتَبِعَتِ الواوُ الحَرَكَةَ فَانْقَلَبَتْ أَلفاً قال : وهذا إعْلاَلٌ بِاتِّبَاع بَابِ ثَابَ وقِيلَ المَثَابَةُ والمَثَابُ وَاحدٌ وكذلك قال الفَرَّاءُ : وأَنشد الشَّافِعِيُّ بَيْتَ أَبي طَالِبٍ : .
مَثَاباً لأَفْنَاءِ القَبَائلِ كُلِّهَا ... تَخُبُّ إلَيْهَا اليَعْمضلاَتُ الذَّوَامِلُ وقال ثَعْلَبٌ : البَيْتُ : مَثَابَةٌ وقال بَعْضُهُمْ : مَثُوبَةٌ ولَمْ يُقْرَأْ بها .
قلتُ : وهَذَا المَعْنَى لم يَذْكُرْهُ المُؤَلِّفُ مع أَنَّهُ مَذْكُورٌ في الصّحاحِ وهو عَجِيبٌ وفي الأَساس : ومنَ المَجًَازِ : ثَابَ إليه عَقْلُهُ وحِلْمُهُ وجَمَّتْ مَثَابَةُ البِئْرِ وهي مُجْتَمَعُ مَائهَا وبِئرٌ لَهَا ثائِبٌ أَيْ مَاءٌ يَعُودُ بَعْدَ النَّزْح وقَوْمٌ لهم ثَائِبٌ إذا وَفَدُوا جَمَاعَةً بَعْدَ جَمَاعَةٍ