أَيُّهَا المُنْكِحُ الثُّرَيّا سُهَيْلاً ... عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَجْتَمَعانِ يريد : سأَلتُ اللهَ أَنْ يُطيلَ عُمْرَكَ لأَنّه لم يُرِد القَسَم بذلك . أَوْ لَعَمْرُ اللهِ أَي وبَقاءِ اللهِ . فإِذا سَقَطَ اللامُ نُصِبَ انْتصابَ المَصَادر قال الأَزْهَرِيّ : وتَدْخُل الّلامُ في لَعَمْرُكَ فإِذا أَدْخَلْتَها رَفَعْتَ بها بالابْتِداءِ فقُلْتَ : لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبِيكَ . فإِذا قُلْتَ : لَعَمْرُ أَبِيكَ الخَيْر نَصَبْتَ الخَيْر وخَفَضْتَ . فَمَنْ نَصَبَ أَرادَ أَنَّ أَباكُ عَمَرَ الخَيْرَ يَعْمُرُه عَمْراً وعِمَارةً فنَصَبَ الخَيْرَ بوُقُوع العَمْرِ عليه . ومَنْ خَفَضَ الخَيْرَ جعله نَعْتاً لأَبِيكَ . قال أَبو عُبَيْد : سأَلْتُ الفَرّاءَ : لِمَ ارْتَفَعَ لعَمْرُك ؟ فقال : علَى إِضْمارِ قَسَمٍ ثان كأَنّه قال : وعَمْرِكَ فلَعَمْرُك عظيمٌ وكذلك لَحَياتُك مِثلُه . أَو عَمْرَكَ اللهَ أَيْ أُذكِّرُكَ اللهَ تَذْكِيراً قال المُبَرِّدُ في قَوْله عَمْرَكَ اللهَ : إِنْ شِئْتَ جعلتَ نَصْبَهُ بفِعْل أَضْمَرْتَه وإِن شِئْتَ نَصَبْتَه بواو حَذَفْتَه وعَمْرِكَ اللهَ ؛ وإِنْ شئْتَ كان على قولك : عَمَّرْتُكَ اللهَ تَعْمِيراً ونَشَدْتُك اللهَ نَشْداً ثُمَّ وَضَعْتَ عَمْرَك في مَوْضِع التَّعْمِيرِ . وأَنشد فيه : .
عَمَرْتُكِ اللهَ إِلاَّ ما ذَكَرْتِ لَنا ... هل كُنْتِ جارتَنَا أَيّامَ ذِي سَلَمِ يريد ذَكَّرْتُكِ اللهَ . قال الأَزهريّ : وفي لُغَةٍ لهم : رَعَمْلُك يُرِيدون لَعَمْرُك . قال : وتَقُولُ : إِنّك عَمْرِي لَظَرِيفٌ . قلتُ : وأَنشد الزَّمَخْشَريّ قولَ عُمَارةَ بن عَقِيل الحَنْظَليّ : .
رَعَمْلُكَ إِنَّ الطائرَ الواقِعَ الّذِي ... تعرّضَ لي منْ طائرٍ لَصَدُوقُ وقال ابنُ السِّكّيت : لَعَمْرُك ولَعَمْرُ أَبِيكَ ولَعَمْرُ اللهِ مَرْفُوعة . وفي حَدِيث لَقيط : لَعْمُر إِلهِك : هو قَسَمٌ ببَقاءِ الله تعالى ودَوامه . وجاءَ في الحَدِيثِ النَّهْىُ عن قَوْلِ الرَّجُل في القَسَم : لَعَمْرُ اللهِ لأَنَّ المُرادَ بالعَمْرِ عِمَارَةُ البَدَنِ بِالحَيَاةِ فهُوَ دُونَ البَقَاءِ وهذا لا يَلِيقُ به جَلَّ شَأْنُه وتَعَالَى عُلُوَّاً كبيراً . وقد سَبَقت الإِشَارَةُ إِليه في أَوّل المادَّةِ . وعَمرَ الرَّجُلُ كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ الأَخِيرَةُ عن سيبويه عَمْراً بالفتح وعَمَارَةً ككَرَامَة وعَمَراً مُحَرَّكَةً : عاشَ وبَقِيَ زَماناً طَوِيلاً قال لَبِيدٌ : وعَمَرْتُ حَرْساً قَبْلَ مَجْرَى دَاحِسٍ لَوْ كانَ للنَّفْس اللَّجُوجِ خُلُودُ