قال ابنُ الأَثِير : وقد يُضَمّ ج عُمُور بالضَّمّ . وفي الحديث : أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواكِ حتّى خَشِيتُ على عُمُوري . وقيل : العُمُور : مَنَابِتُ الأَسْنَانِ . والعَمْرُ : الشَّنْفُ . وقيل : العَمْر : حَلْقَة القُرْطِ العُليَا والخَوْقُ : حَلْقَةُ أَسْفَلِ القُرْط . وقيل : كُلُّ مُسْتَطِيلٍ بَيْنَ سَنَّتَيْنِ عَمْرٌ . والعَمْرُ : الشَّجَرُ الطِّوَالُ الواحِدَة عَمْرَةٌ . وفي التكملة : العَمْرُ بالفَتْح والعُمُر بضَمَّتَيْن : ضَرْبٌ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطَّوِيلُ وقيلَ : بل هُوَ نَخْلُ السُّكَّرِ سَحُوقاً كانَ أَو غَيْرَ سَحُوقٍ . وفي بعض النُّسخ : مَحَلُّ السُكَّرِ وهو غَلَطٌ . والسُّكَّر : ضَرْبٌ من التَّمْرِ جَيِّدٌ وقد تَقَدَّم والضَّمُّ أَعْلَى اللُّغَتَيْن قاله أَبو حَنِيفَةَ . وحكَى الأَزْهَريُّ عن اللَّيْث أَنّه قال : العَمْرُ : ضَرْبٌ من النَّخِيل وهو السَّحُوقُ الطَّوِيلُ . ثم قال : غَلِطَ اللَّيْثُ في تفسير العَمْرِ والعَمْرُ نَخْلُ السُّكَّر يقال له العَمْرُِ وهو معروفٌ عند أَهْلِ البَحْرَيْنِ . وأَنشد الرِّياشيّ في صِفَةِ حائطِ نَخْلٍ : .
أَسْوَدُ كاللَّيْل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ ... مُخالِطٌ تَعْضُوضُه وعُمُرُهْ .
" بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَليلٍ قَشَرُهْ والتَّعْضوضُ : ضَرْبٌ من التَّمْرِ . والعُمُرُ : نَخْل السُكَّرِ سَحوقاَ أَو غَيْرَ سَحُوق . قال : وكان الخَلِيلُ بنُ أَحْمَدَ من أَعْلَمِ النَّاسِ بالنَّخِيلِ وأَلْوَانِه ولو كانَ الكتَابُ من تَأْلِيفِه ما فَسَّر العُمُرَ هذا التَّفْسِيرِ . قال : وقد أَكَلْتُ أَنا رُطَبَ العُمرِ ورُطَب التَّعْضُوض وخَرَفْتُهُما مِن صِغَار النَّخْل وعَيْدَانهَا وجَبّارهَا ولولا المُشَاهَدَة لكُنْتُ أَحَدَ المُغْتَرِّين باللَّيْثِ وخَلِيلِه وهو لِسَانُه . انتَهَى . قال الصاغانيّ : وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ في العُمُرِ للمَرّارِ بن مُنْقِذ : .
عَبَقُ العَنْبَرِ والمِسْكِ بها ... فَهْيَ صَفْراءُ كعُرْجُونِ العُمُرْ وقال في العَمْر بالفَتْح : وفي الحَدِيث : كَانَ ابنُ أَبي لَيْلَى يَسْتَاكُ بِعَراجِينِ العَمْر . قال : والعَمْرُ أَكْثَرُ اللُّغَتَيْنِ وهذَا أَحَدُ وُجُوهِ اشْتِقَاقِ اسْم عَمْروٍ وهي هكذا في النُّسخ كُلّهَا ولَعَلَّه : وهو أَي العَمْرُ تَمْرٌ جَيِّد معروفٌ بالبَحْرَينِ . والعَمْرىّ بالفَتْح وياءِ النِّسْبَة . وفي بعض النُّسَخ : والعَمْرَى أَي كَسَكْرَى هكذا هو مضبوط والأُوْلَى الصَّوُاب : تَمْرٌ آخَرُ أَي ضَرْبٌ منه عَذْبٌ ؛ قاله أَبو حَنِيفَةَ أَيضاً . وقالُوا في القَسَم : عَمْرَ اللهِ ما فَعَلْتُ كذا وعَمْرََك الله ما فَعَلْتُ كذا وعَمْرََك اللهَ افْعَلْ كذا وإِلاّ فَعَلْتَ كذا وإِلاّ ما فَعَلْتَ كَذا على الزيادة بالنَّصْبِ وهو من الأَسْمَاءِ المَوْضُوعَة مَوْضِعَ المَصادِر المَنْصُوبَة على إِضْمارِ الفِعْل المَتْرُوكِ إِظْهَارُه وأَصْلُه من عَمَّرْتُكَ الله تَعْمِيراً فحُذِفَتْ زِيَادَتهُ فجاءَ على الفِعْل . وأُعَمِّرُكَ الله أَنْ تَفْعَل كذا كأَنَّك تُحَلِّفُه باللهِ وتَسْأَلُه بطُولِ عُمْرِه قال : .
عَمَّرْتُكَ اللهَ الجَلِيلَ فإِنَّنِي ... أَلْوِى عَلَيْكَ لوَ أنّ لُبَّكَ يَهْتَدِي وقال الكِسائيّ : عَمْرَكَ اللهَ لا أَفْعَلُ ذاك نُصِبَ عبى معنَى : عَمَّرتُك اللهَ أَي سَأَلْتُ الله أَن يُعَمِّرَك كأَنَّهُ قَال : عَمَّرْتُ الله إِيّاكَ . قال : ويُقال إِنّه يَمِينٌ بغَيْرِ وَاوٍ . وقَدْ يَكُونُ : عَمْرَ اللهِ وهو قَبِيحٌ . وقال أَبو الهَيْثَم : مَعْنَى عَمْرَكَ اللهَ : عبادَتَك اللهَ فنُصِبَ وأَنشد : .
عَمْرَكِ اللهَ ساعةً حَدِّثِينَا ... وذَرِينَا مِن قَوْل مَنْ يُؤْذِينَا فَأَوْقَعَ الفِعْل على اللهِ عَزّ وجلّ في قوله : عَمْرَكَ اللهَ . وفي الصّحَاح : مَعْنَى لَعَمْرُ اللهِ وعَمْرُ اللهِ : أَحْلِفُ ببَقاءِ الله ودَوامهِ . وإِذا قُلْتَ : عَمْرَكَ اللهَ فكأَنَّكَ قُلْتَ : بتَعْمِيرِك اللهَ أَي بإِقْرارِك له بالبَقَاءِ . وقَولُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبِيعَةَ :