والعَصْرِ قَبْلَ هذه العُصُورِ ... مُجَرَّسَاتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ . والعَصْرُ : اليَوْمُ . والعَصْرُ : اللَّيْلَةُ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ : .
ولَنْ يَلْبَثَ العَصْرانِ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ ... إِذا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكَا ما تَيَمَّمَا وفي الحديث حافظْ على العَصْرَيْنِ يريد صَلاةَ الفَجْرِ وصَلاةَ العَصْر سمَّاهُمَا العَصْرَيْنِ لأَنَّهما يَقَعَان في طَرَفَيِ العَصْرَيْنِ وهُما اللَّيْلُ والنَّهارُ والأَشْبَهُ أَنَّهُ غَلَّبَ أَحَدَ الاسْمَيْنِ على الآخَرِ كالقَمَرَيْنِ للشَمْسِ والقَمَر . والعَصْرُ : العَشِىُّ إِلى احْمِرارِ الشَّمْسِ . وصَلاةُ العَصْرِ مُضافَةٌ إلى ذلك الوقت وبه سُمِّيَتْ قال الشاعر : .
" تَرَوَّحْ بِنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُوفي الرَّوْحَةِ الأُولَى الغَنِيمَةُ والأَجْرُ وقال أَبو العَبّاس : الصَّلاةُ الوُسْطَى : صَلاةُ العَصْرِ وذلك لأَنَّها بَيْنَ صَلاتَيِ النّهَارِ وصَلاَتَيِ اللَّيْل ويُحَرَّك فيُقَال : صَلاةُ العَصَر نقله الصاغانيّ عن ابن دُريد . والعَصْرُ : الغَدَاة ويُسْتَعْمَل غالِباً فيما جاءَ مُثَنّىً . قال ابن ُالسكِّيّت : ويقال : العَصْرانِ : الغَدَاةُ والعَشِىّ وأنشد : .
وأَمْطُلُهُ العَصْرَيْنِ حَتَّى يَمَلَّني ... ويَرْضَى بنِصْفِ الدِّيْنِ والأَنْفُ راغِمُ يقول : إذا جاءَني أَوّلَ النّهَار وَعَدْتُه آخِرَه . هكذا أَنشده الجوهريّ وقال الصاغانيّ : والصَّوابُ في الرِّوايَة : .
" ويَرْضَى بنِصْفٍ الدِّيْن في غَيْرِ نائلِ . والشِعْرُ لعَبْد الله بن الزَّبِيرِ الأَسَديّ . وفي الحديث : حافِظْ على العَصْرَيْنِ : يُرِيد صَلاةَ الفَجْر وصَلاَةَ العَصْرِ . وفي حديثِ عَليّ رَضيَ الله عنه : ذَكَّرْهُم بأَيّام الله واجْلسْ لهم العَصْرَيْن أَيْ بُكْرَةً وعَشيّاً . والعَصْرُ : الحَبْسُ يقال : ماعَصَركَ ؟ وما شَجَرَكَ وثَبَرَكَ وغَصَنَك ؟ أَي ما حَبَسَكَ ومَنَعَكَ . قيل : وبه سُمِّيَتْ صَلاةُ العَصْرِ لأَنّها تُعْصَر أَي تُحْبَسُ عن الأُولَى . والعَصْرُ : الرَّهْطُ والعَشيرَةُ يقال : تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطُك وعَشِيرَتُكُ . وقيل : عَصْرُ الرَّجُلِ : عَصَبَتُه . والعَصْرُ : المَطَرُ من المُعْصِراتِ وبه فُسِّر بَيْتُ ذِيِ الرُّمَّة : .
تَبَسَّمُ لَمْحَ البَرْقِ عن مُتَوَضِّحٍ ... كنَوْر الأَقاحِي شافَ أَلْوَانَها العَصْرُ والأَكْثَرُ والأَعْرَف في رِوَايَة البيتِ : شَافَ أَلْونَهَا القَطْر . والعَصْرُ : المَنْعُ والحَبْسُ وكُلّ شيْءٍ مَنَعْتَه فقد عَصَرْتَهُ ومنه أُخِذَ اعْتِصَارُ الصَدَقَةِ . والعَصْرُ أَيضاً : العَطِيَّةُ . عَصَرَه يَعْصِرُهُ بالكَسْر : أَعْطَاهُ فهُما من الأَضْداد ؛ صَرَّحَ به ابنُ القَطّاع في كتاب التهذيب وأَغْفَلَه المُصَنِّف . وقال طَرَفَةُ : .
لَوْ كانَ في أَمْلاكِنَا أَحَدٌ ... يَعْصِرُ فينا كالَّذي تَعْصِرْ وقال أَبو عُبَيْد : مَعْنَاه يَتَّخِذُ فينا الأَياديَ . وقال غيرُه : أَي يُعْطِينا كالذي تُعْطِى . وكان أَبو سَعِيد يَرْوِيه : يُعْصَر فينا كالذي يُعْصَر أَي يُصابُ منه وأَنْكَرَ نَعْصِر . والعَصَرُ بالتَّحْريك : المَلْجَأُ والمَنْجَاةُ قال أَبو عُبَيْدة . وقال الدَّينَوَرِيّ : وكُلُّ حِصْنٍ يُتَحَصَّن به فهو عَصَرٌ كالعُصْرِ بالضَّمّ والمُعَصَّر كمُعَظَّم والعُصْرَةِ والمُعْتَصَرِ . قال لَبِيدُ : .
فَبَاتَ وأَسْرَى القَوْمُ آخِرَ لَيْلِهمْ ... وما كانَ وَقّافاً بِدَارِ مُعَصَّرِ وقال أَبُو زُبَيْد : .
صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ ... ولقَدْ كَانَ عُصْرَهَ المَنْجُودِ أَي كان مَلْجَأَ المَكْرُوبِ وهو مَجاز . الأَخيران ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ في التكملة . وفي اللسان : قال ابنُ أَحْمَرَ : .
يًدْعُونَ جارَهُمُ وذِمَّتَهُ ... عَلَهاً وما يَدْعُونَ منْ عُصْرِ