هكذا أَنْشدَهُ ابنُ دُرَيْد كالعَسَرةِ مُحَرَّكةً . ومنه يُقَالُ : عُقَابٌ عَسْراءُ إِذا كان في يَدِهَا قَوادِمُ بِيضٌ . والعَسْرَاءُ : أُمّ أَبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عِيسى الخَيّاط المِصْرِيّ المُرَادِيّ يُعرَفُ بها قال ابنُ الجَوْزِيّ : هو موْلىً لِبَنِي مُعاوِيَةَ ابنِ خديج حدّثَ عن محمّد بن هِشَامِ بنِ أَبي خَيْرَة ضعِيفٌ . وقال الذَّهبيّ في الدِّيوان : واهٍ . وقال ابنُ ماكُولاَ : لَيْسَ بشَيْءٍ ولا تجُوزُ الرِّوايَةُ عنه . وقال الحافِظُ : ماتَ بعد العِشْرِينَ وثلاثمائة . والعَسْرَى كسَكْرَى ويُضَمّ : بَقْلَةٌ وقال أَبو حَنِيفَة : هي بَقْلَة تكونُ أَذَنَةً ثم تكون سِحَاءً إِذا الْتَوَت ثم تَكُونُ عَسْرَى وعُسْرَى إِذا يَبِسَتْ قال الشاعِرُ : .
وما مَنَعاهَا الماءَ إِلاَّ ضَنَانَةً ... بأَطْرَافِ عَسْرَى شَوْكُهَا قَدْ تَخَدَّدَا قال الصاغانيّ : يقول : مَنعاها الماءَ بُخْلاً بالكَلإِ لأَنّها إِذا شَرِبَتْ رَعَت وإِذا كانت عِطَاشاً لَمْ تَلْتَفِت إلى المَرْعَى ؛ وهذا هو مَعْنَى قَوْلِ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم : لا يُمْنَع فَضْلُ المَاءِ ليُمْنَعَ به فَضْلٌ الكَلإِ . وفي الحَدِيث : مَنْ جَهَّز جَيْش العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّة : هو بالضمّ جَيْشُ تَبُوكَ . قال ابنُ عَرَفَةَ : سُمِّىَ به لأَنَّهم نُدِبُوا إِليها في حَمَارَّة القَيْظِ فعَسُر ذلك عَلَيْهم وغَلُظ وكان إِبّانَ إِيناعِ الثَّمَرَة . قال : وإِنَّما ضُربَ المَثَلُ بجَيْش العُسْرَة لأَنّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم لم يَغْزُ قَبْلَه في عَدَدِ مِثْلِه لأَنَّ أَصحابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ كانوا ثلاثمَائة وبِضْعَةَ عَشَر ويومَ أُحُدٍ سَبْعَمائة ويَوْمَ خَيْبَر أَلْفاً وخَمْسَمائةِ ويَوْمَ الفَتْح عَشَرَةَ آلافٍ ويَوْمَ حُنَيْن اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفاً ويَوْمَ تَبُوك ثلاثينَ أَلْفاً . والعِسْر بالكَسْر : قَبِيلة من الجنّ وبه فَسَّرَ بعضُهم قولَ بنِ أَحْمَرَ : .
وفِتيانٍ كجِنَّةِ آلِ عِسْرٍ ... إِذا لَمْ يَعْدِلِ المِسْكُ القُتَارَا أَو العِسْرُ أَرضٌ يسْكُنُونَهَا وقد تُفْتح نقله الصاغانيّ . وقال ابنُ دُرَيْد : العَيْسُرانُ مِثَال هَيْجُمان : نَبْتٌ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : جاؤُوا عُسَارَيَاتٍ وعُسَارَى مثال سُكَارَى أَي بَعْضُهُم في إِثْرِ بَعْضٍ . قال الصاغانيّ : وواحِدُ العُسَارَيَات عُسَارَى مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات . والعَسِيرُ كأَمِير هكذا ضَبَطه الصاغانيّ وصاحِبُ اللّسَان فلا يُلْتَفَت إلى ضبط النُّسخ كُلّها مصغَّراً : كانَت بئْراً بالمَدِينَة على ساكِنها أفضلُ الصلاة والسلام لأَبي أُمَيَّةَ المَخْزُوميّ فَسَمَّاها النبيُّ صَلَّى اللهُ تعالى عَليْه وسَلَّم اليَسِيرَةَ بفتح التَّحتيَّة وكسْر السين تَفَاؤُلاً . ونَاقَةٌ عَوْسَرَانِيَّة إِذا كان مِنْ دَأْبِهَا تَعْسِيرُ ذَنَبِهَا هكذا في التَّكْمِلَة وفي نسخة اللّسَان : تَكْسِيرُ ذَنَبِهَا إِذَا عَدَتْ ورَفْعُهُ ومنه قَوْلُ الطِّرِمّاح : .
عَوْسَرَانِيَّةٌ إِذَا انْتَفَضَ الخِمْ ... سُ نِطَافَ الفَضِيضِ أَيَّ انْتِفاضِ