إِذا نَزَلَ الأَضيافُ كانَ عَذَوَّراً ... على الحَيِّ حتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ . وإِنما جَعَلَتْه عَذَوَّراً لشِدَّةِ تَهَمُّمِه بأَمرِ الأَضيافِ وحِرْصِه على تَعْجِيلِ قِراهُم . العَذَوَّرُ : المُلْكُ بضمِّ فسكون هذا هو الصّوابُ وفي سائر النسخ ككَتِفٍ وهو غَلَطٌ الشَّدِيدُ الواسِعُ العَريضُ يقال : مُلْكٌ عَذَوَّرٌ قال كُثَيِّرُ بن سَعْد : .
أَرَى خالِيَ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّنِي ... كَرِيماً إِذا ما ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرَا ذاحَ وحَاذَ : جَمَعَ وأَصْلُ ذلِك في الإبِل وقد تقدمّ . واعْتَذَرَ : اشْتَكَى أَورَدَه الصاغانِيُّ . اعْتَذَرَ العِمَامَةَ : أَرْخَي لها عَذَبَتَيْن من خَلْفٍ أَورَدَه الصاغانِيُّ أَيضاً . يقال : اعْتَذَرَت المِيَاهُ إِذا انْقَطَعَتْ والمنازِلُ : دَرَسَتْ . وأَصْلُ الاعْتِذَار : قَطْعُ الرَّجُلِ عن حاجَتِه وقَطْعُه عمّا أَمْسَكَ في قَلْبه . وعَذَرٌ كحَسَنٍ ابنُ وائِل بن ناجِيَةَ بنِ الجُمَاهِرِ بنِ الأَشْعَرِ : جَدٌّ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ الصّحابيّ Bه . عُذَرُ كزُفَرَ ابنُ سَعدٍ رجلٌ من هَمْدانَ قاله ابنُ حَبِيبٍ . قَال أَبو مالكٍ عَمْرُو بن كِرْكِرَةَ : يقال : ضَرَبُوه فأَعْذَرُوه أَي فأَثْقَلُوه وضُرِبَ زَيدٌ فأُعْذِرَ أَي أُشْرِفَ به على الهَلاكِ هكذا مَبْنِيًّا للمجهول في الفِعْلَيْن في سائر النُّسخ وفي تهذيبِ ابنِ الَقطّاع : فأَعْذَرَ مبنِيّا للمعلوم هكذا رأَيتُه مضبوطاً . وقوله عزّوجَلّ وتَعَالى " وجَاءَ المُعَذِّرُونَ " منَ الأَعْرَابِ ليُؤْذَنَ لَهُم " . بتَشْدِيدِ الذّالِ المكسورِة وفتح العين المهملة أَي المُعْتَذِرُونَ : الذينَ لَهُم عُذْرٌ به قرأَ سائِرُ قراءِ الأَمْصَارِ والمُعَذِّرُونَ في الأَصْلِ المُعْتَذِرُونَ فأَدْغِمَت التاءُ في الذّال لقُرْبِ المَخْرجَيْنِ ومَعْنى " المُعْتَذِرُونَ الذين يَعْتَذِرُونَ كانَ لهم عُذْر أَو لمِ يكن وهو ها هُنَا شَبِيهٌ بأَن يكونَ لهم عُذْرٌ ويجوز في كلام العرب المُعِذِّرُونَ بكسر العين المهملة لأَن الأَصل المعْتَذِرونَ فأُسْكنت التّاءُ وأَبْدِل منها ذالٌ وأُدغِمت في الذال ونُقِلت حَركتُها إِلى العين فصار الفتْح في العين أَوْلَى الأَشْيَاءِ ومن كسَرَ العينَ جَرَّه لالْتِقَاءِ السَّاكِنِيْن قال ولم يُقْرَأْ بهذا قال : ويجوزُ أَن يكون المُعَذِّرونَ الذين يُعَذِّرُون يوُهِمُون أَن لهم عُذْراً ولا عُذْرَ لهم