يُريدُ : لقد أَبْصَرْتَ وعايَنْتَ : والعُثْرُ بالضّمّ : العُقابُ وقد تقدّم أنه بالموحّدَة تصحيف والصوابُ أنه بالثاءِ والعُثْرُ الكَذبُ ويُحَرَّكُ الأخِيرَةُ عن ابنِ الأعرابيّ . وفي الحديثِ : " ما كانَ بَعْلاً أو عَثَرِيّاً ففيه العُشْرُ " قال الأزْهريُّ : العَثَرِيُّ محْرَكةً : العِذْيُ وهو ما سَقَتْهُ السّماءُ من النَّخْلِ وقيل : هو من الزَّرْعِ : ما سُقِيَ بماءِ السَّيْلِ والمَطَرِ وأجْرِيَ إليه الماءُ من المَسَايِلِ وفي الجَمْهَرِةِ العَثَرِيُّ : الزَّرْعُ الذي تَسْقِيه السماءُ كالَعَثْرِ بفتح فسكون . وقال ابن الأثِيرِ : هو من النّخيلِ الذي يشرب بعُروقِه من ماءِ المَطَرِ يجتمع في حَفِيرَةٍ . ومن المجاز : في الحَدِيث " أبْغَضُ النّاسِ إلى اللهِ العَثَرِيُّ " وقال : هو الذي لا يَكُونُ في طَلَبِ دُنْيَا ولا آخرَةٍ يقال : جاءَ فلانٌ عَثَريّاً إذا جاءَ فارِغاً وقد تُشَدَّدُ ثاؤُه المُثَلَّثَةُ عن ابن الأعرابيّ وشَمِرٍ ورَدَّه ثَعْلَب فقال : والصَّواب تَخْفِيفُها وقيل : هو من عَثَرِيِّ النّخْلِ سُمِّيَ به لأنّه لا يحتاج في سَقْيِه إلى تَعَبٍ بدَاليَةٍ وغَيْرِها كأنّه عَثَرَ على الماءِ عَثْراً بلا عَمَلٍ من صاحِبِه فكأنّه نُسِب إلى العَثْرِ . وحَركةُ الثاءِ من تَغْيِيراتِ النّسَبِ وقال مَرَّةً : جاءَ رائقاً عَثَرِياً أي فارِغاً دون شَيْءٍ قال أبو العَبَاس : هو غير العَثَرِيِّ الذي جاءَ في الحديث مُخَففّ الثاءِ وهذا مُشَدّدُ الثَّاءِ . وعَثَّر كَبَقَّمٍ : مَأْسَدَةٌ باليَمَنِ وقيل : جَبَلٌ بتَبَالَةَ به مأْسَدَةٌ ولا نَظيرَ لها إلا خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ وقد وقَعَ في شِعْر زُهَيْرِ بنِ أبي سُلْمَى وفي شعر ابنهِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ قال كَعْبٌ : .
مِنْ خادِر من لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَه غِيلُ وقال زُهَيْرٌ : .
لَيْثٌ بعَثَّرَ يَصْطادُ الرّجالَ إذا ... ما اللَّيْثٌ كَذَّبَ عن أقْرَانِه صَدَقاً وعَثْر كبَحْرٍ : د باليَمَنِ هكذا قَيَّدَه أبو العَلاءِ الفَرَضيُّ بالسكون وذَكَره كذلك ابن السَّمْعَانِيّ وتبعه ابنُ الأثِيرِ وهو مُقْتَضَى قَولِ الأمير وإليه نُسِب يًوسُفُ بنُ إبراهيم العَثْرِيُّ عن عبدِ الرَّزَّاق وعنه شُعَيْبٌ الذّارِعُ ورَد الحازِميّ على ابنِ ماكُوا وزَعَمَ أنّه منسوبٌ إلى عَثَر كبَقَّم قال الحافظ : وليس كذلك فإن المُشَدَّد لم يُنْسبْ إليه أحدٌ ثم قال : وبالسكونِ أيضاً أبو العَبّاس أحمدُ بنُ الحَسَنِ ابنِ عليٍّ الحارثيّ العَثْريّ ومن المتأخّرين محمد بنُ إبراهيمَ العَثْرِيّ ابن قرية الشاعرُ . عُثَارَي كسُكَارَي بالضَّمِّ اسم وَادٍ لا يَخفَى أَنه لو اقتصر على قَوْله بالضّمّ لكان أَخْضَر . يقال : عَثْيَرُ الشَّيْءِ كجَعْفَر عَيْنُه وشَخْصُه هكذا في الأَصُولِ كُلِّهَا والصَّوابُ عَيثَرُ الشيْءِ بتقديمِ الياءِ على المثَلَّثَةِ كما في التَّكْمِلَةِ واللَّسَانِ ومنه يقال : عَيْثَرْتُ الشَّيْءَ إِذَا عايَنْتَ وشَخصت . عَثِرَةُ كزَنِخَة قد جاءَ ذِكْرُهَا في الحدِيثِ وقالُوا : إِنّهَا اسمُ أَرْض . وأَما الحَدِيثُ فهو " أَنه صلَّى الله عليه وسلَّم مَرَّ بأَرْض تُسَمَّى عَثِرَةَ أَو عَفِرَةَ أَو غَدِرَةَ فسمّاهَا خَضِرَةَ " أَي تفاؤُلاً لأَنّ العَثِرَة هي التي لا نَباتَ بها إِنّمَا هي صَعيدٌ قد عَلاَها العِثْيَرُ وهو الغُبَارُ والعَفِرَةُ من عُفْرَةِ الأَرض والغَدِرَةُ : التي لا تَسْمَحُ بالنَّبَاتِ وإِنْ أَنْبَتَتْ شيئاً أَسْرَعَتْ فيه الآفَةُ : أُخِذَتْ مِنَ الغَدْر قاله الصاغانيّ قد تَقَدَّم في خضر فراجعْه . من المَجَاز : يُقال : أَعْثَرَ به عندَ السُّلْطَانِ أَي قَدَحَ فيهِ وطَلَبَ تَوْرِيطَه وأَن يَقَعَ منه في عاثُورٍ كذا في الأَساسِ والتكملة . وعَيْثَرٌ كحَيْدَر ابنُ القاسِمِ مُحَدِّثٌ وذكره الصاغانيّ فيعبثر