السّافِرةُ بهاءٍ : أُمَّةٌ من الرُّومِ سُمُّوا كأنَّهُ لِبُعدِهمْ وتَوَغُلهم في المَغْرِب ومنه الحديثُ عن سَعِيد ابنِ المُسَّيبِ مَرْفوعاً : لولا أصْوَاتُ السَّافِرةِ لسَمِعْتم وَجْبَةَ الشَّمْس حكاه الهَرَويّ في الغَرِيبْين قال الأزهريّ : كذا جاءَ التفسيرُ مُتَّصِلا بالحديث الوَجْبَةُ : الغُرُوبُ يعني صّوْتَه فحذف المضاف .
والمِسْفَرُ بالكسرة : الرّجُلُ الكَثِيرُ الأَسْفَارِ والمِسْفَرُ أيضاً القَوِيُّ على السَّفَرِ اقْتَصَر الأَزْهَرِيُّ على الثاني وجمعهما ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ونصُّه : والمِسْفَرُ : الكثيرُ الأَسفارِ القَوّيُ عليها فلو قال المصنّف هكذا كان أخْصَر زاد الأَزهريّ : وهي مِسْفَرَةٌ بهاءٍ أنشد في المُحْكم : .
" لن يَعْدمَ المَطِيُّ مِنّي مِسْفَراً .
" شَيْخاً بَحَالاً وغُلاماً حَزْورا وبَعِيرٌ مِسْفَرٌ : قويُّ على السفر قال النَّمِرُ بن توْلَب : .
أجَرْتُ إليكَ سُهوبَ الفَلاةِ ... ورَحْلي على جَمَل مِسْفَرِ وناقةٌ مِسْفَرَةٌ ومِسْفارٌ كذلك قال الأَخْطَلُ : .
ومَهْمَهٍ طامِسٍ تُخْشَى غَوائِلُه ... قَطَعْتُه بكَلُوءٍ العَيْنِ مِسْفَارِ والسُّفْرَةُ بالضَّم : طَعامُ المُسَافِر المُعَدّ للسَّفر هَذا هو الأَصْلُ فيه ثم أُطلِقَ على وِعَائِه وما يُوضَع فيه من الأَدِيم ثم شَاعَ الآن فيما يُؤْكَلُ عليه . وفي التَّهْذيب : السُّفْرَةُ : التي يُؤكلِ عليها وسُمِّيت لأنها تُبْسَطُ إذا أُكِلَ عليها . السِّفارُ ككِتَاب : حَدِيَدةٌ يُخْطَمُ بها البَعِيرُ قاله الأَزهرّي أو جِلْدَةٌ تُوضَعُ على أنْفِ البَعِير وقال اللّحْيَانيّ : السِّفارُ والسِّفارَةُ : الذي يَكُونُ على أنْفِ البَعِيرِ بمَنْزِلَةِ الحَكَمَةِ مُحَرَّكَة وقوله من الفَرَسِ زيادةٌ من المصنف على عبارة اللّحْيَانِيّ ج أسْفِرَةٌ وسُفْرٌ بالضم وسَفَائرُ .
وقد سَفَرَهُ به يَسْفِرُه بالكسر وهكذا قاله الأصمعيّ سَفَرْتُه بالسِّفارِ . وقال اللَّيثُ : هو حَبْلٌ يُشدُّ على خِطامِ البعَيرِ فيُدارُ عليه ويُجْعلُ بَقيَّتُه زِمامَاً ورُبّما كان من حَدِيد . وأسْفَرَهُ إسفاراً وهذا قولُ أبي زيْد وسَفّرَهُ تَسْفيراً وهو في المُحْكم .
وسَفَرَ الصُبْحُ يَسْفِرُ بالكسر سَفراً : أضاءَ وأشْرَقَ كأسْفَرَ وأنكرَ الأصمعيّ أسْفَرَ .
وفي البصائر والمُفْردات والإسْفارُ يخْتصُّ باللون نحو والصُّبحِ إذا أسْفَرَ أي مُشْرِقةٌ مضِيئةٌ . وفي الأساس : ومن المجاز : وجْهٌ مُسْفِرٌ : مُشْرقٌ سُروراً . وفي التهذيب : أسْفرَ الصُبحُ إذا أضاءَ إضاءَةً لا يُشَكّ فيه ومنه قولُه A : " أسْفِروا بالفجْرِ فإنه أعْظَمُ لللأجْر " يقول : صلُّوا الفجرَ بعد تَبيُّنِه وظُهورِه بلا ارْتِيَاب فيه فكلّ مَنْ نَظَرَه عَلِم أَنه الصّادِقُ وسُئلَ أحمدُ بن حَنْبَل عن الإِسْفَارِ بالفَجْرِ فقال : أَنْ يَتَّضِحَ الفَجْرُ حتى لا يُشَكَّ فيه ونحوه قال إسْحَاق وهو قولُ الشّافِعِي وأَصحابه .
ويقال : أَسْفِرُوا بالفَجْرِ : طَوِّلُوها إلى الإِسْفَارِ وقيل : الأَمْرُ بالإِسْفَارِ خاصٌّ في اللّيَالِي المُقْمِرَة لأنّ أولَ الصُّبحِ لا يَتَبَيّن فيها فأُمِرُوا بالإِسْفارِ احتِياطاً ومنه حديث عُمَر : صَلّوا المَغْرِبَ والفِجَاجُ مُسْفِرةٌ أي بيِّنةٌ مُضِيئَةٌ لا تَخَْْفى وفي حديث عَلْقَمَةَ الثَّقَفِي : كَانَ يَأْتِينَا بِلالٌ يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُونَ جِداًّ كذا في النهاية . من المجاز : سَفَرَت الحَرْبُ : وَلَّتْ . في البَصَائِر : السَّفْرُ : كَشْفُ الغِطَاءِ ويَخْتَصّ ذلك بالأَعْيَانِ يقال : سَفَرَت المَرْأةُ إذا كَشَفَتْ عن وَجْهِها النِّقَابَ وفي المحكم : جَلَتْه وفي التهذيب : ألْقَته تَسْفِرُ سُفُوراً فهي سِافرٌ وهنَّ سَوافِرُ وبه تَعْلَمُ أَن ذِكْرَ المرأةِ للتَّخْصِيصِ لا للتَّمْثِيلِ خلافاً لبعضهِم