قُلْتُ : هُوَ اسْمُ صَوْت لاَ يُعْتَدُّ بِهِ . أَيْ عَلَى طَرِيقَةِ وهُمْ بَبَّانٌ وَاحِدٌ أَيْ سَوَاءٌ كَمَا يُقَالُ : بَأْجٌ وَاحدٌ . وفي قوْل عُمَرَ يُرِيدُ التَّسْوِيَةَ في القَسْمِ وكَانَ يُفَضِّلُ المُجَاهدينَ وأَهْلَ بَدْر في العَطَاءِ قال أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ بنُ مَهْدِيّ : أَيْ شَيْئاً وَاحداً قال أَبُو عُبَيْدٍ : وَلاَ أَحْسَبُ الكَلِمَةَ عَرَبِيَّةً قَالَ : ولَمْ أَسْمَعْهَا في غَيْرِ هذَا الحَديث وقال أَبُو سَعيدٍ الضَّرِيرُ : لاَ يُعْرَفُ بَبَّانٌ في كَلاَمِ العَرَبِ قال : والصَّحيحُ عنْدَنَا " بَيَّاناً وَاحداً " قَالَ وأَصْلُ هذه الكَلِمَة أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ إذَا ذَكَرَتْ مَنْ لاَ يُعْرَفُ : هَذَا هَيَّانُ بْنُ بَيَّان كَمَا يُقَالُ : طَامرُ بْنُ طَامِرٍ . قَالَ : فالمَعْنَى لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطَاءِ حَتَّى يَكُونُوا شَيْئاً وَاحِداً وَلاَ أُفَضِّلُ أَحَداً عَلَى أَحَد قال الأَزْهَرِيُّ : لَيْسَ كَمَا ظَنَّ وَهذَا حديث مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهْلُ الإِتْقَانِ وكَأَنَّها لُغَةٌ يمانيَةٌ ولم تَفْشُ في كلام مَعَدٍّ وقال الجوْهرِيّ : هذَا الحرْفُ هكذا سُمِعَ ونَاسٌ يَجْعَلُونَهُ من هيَّانَ بن بَيَّانَ قال : ولا أَراهُ محْفُوظاً عن العَرب قال أَبُو مَنْصُورٍ : بَبَّانُ حَرْفٌ رواهُ هِشَامُ بنُ سعْدٍ وأَبُو مَعْشَرٍ عن زيد بن أَسْلَمَ عن أَبِيهِ : سمعْتُ عُمَر . ومثْلُ هؤُلاَءِ الرُّوَاةِ لاَ يُخْطئونَ فيُغَيِّرُوا وبَبَّانُ وإنْ لَمْ يكُنْ عربِيًّا مَحْضاً فهو صحيحٌ بهذَا المَعْنَى وقال الليثُ : بَبَّانُ علَى تَقْدير فَعْلاَنَ ويقال عَلى تَقْدِيرِ فَعَّالٍ قال : والنُّونُ أَصْلِيَّةٌ ولا يُصَرَّفُ منه فعْلٌ قال : وهُو والبَأْجُ بمَعْنًى وَاحدٍ وقال الأَزْهَريّ وَبَبَّانُ كَأَنَّهَا لُغَةٌ يَمَانيةٌ وحَكَى ثَعْلَبٌ : النَّاسُ بَبَّانٌ وَاحدٌ لاَ رَأْسَ لَهُمْ وقال شيخُنَا : واخْتَلَفُوا في مَعْنَاهُ عَلَى ثَلاَثَة أَقْوَال : أَحدُهَا وهو قَوْلُ الأَكْثَرِ أَنَّهُ الشَّيْءُ الوَاحدُ وقال الزمخشريُّ : الضَّرْبُ الوَاحِدُ .
وثانِيهِمَا : الجَمَاعَةُ والاجْتِمَاع وإليهِ مَالَ أَبُو المُظَفَّر وغيرُه .
ثَالِثَها أَنَّهُ المُعْدِمُ الذِي لا شَيْءَ له كما نقله عيَاضٌ عنِ الطَّبْرِيّ وذكرَهُ في التوشيح أَيضاً وإنْ أَغْفَلُوه تقْصيراً انتهى .
والبأْبَبَة : هَدِيرُ الفَحْلِ في تَرْجِيعِه تَكْرَاراً له قال رُؤبة : .
" إذَا المَصَاعِيبُ ارْتَجَسْنَ قَبْقَبَا .
" بغْبغَةً مَرًّا ومَرًّ بَأْبَبَا ذكره في لسان العرب في ب و ب بتشديد اليَاءِ يَعْنِي البَابِيَّة ونَقَلَ عن الليث معناه وقال رؤبة أيضاً : .
" يَسُوقُها أَعْيَسُ هَدَّارٌ بَبِبْ .
" إذَا دَعَاهَا أَقْبَلَتْ لاَ تَتَّئِبْ فذِكْر المُصَنِّف إيَّاهُ في هذه المادة تصْحِيفٌ مِنْه ولمْ يُنَبِّه على ذلك شيْخُنا فتأَمَّل .
ب ر د ز ب .
بَرْدِزْبَهْ أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ وهُوَ بفَتْح البَاءِ مَعَ سُكُونِ الرَّاءِ وكَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وسُكُون الزَّايِ وفَتْحِ البَاءِ المُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا هَاءٌ هذَا هو المَشْهُورُ في الضَّبْطِ وبه جَزَمَ ابنُ مَاكُولاَ جَدُّ إمَام المُحَدِّثِينَ مُحَمَّدِ بن إسْمَاعِيلَ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ المُغيرَةِ بن بَرْدِزْبَهْ الجُعْفِيِّ البُخَارِيِّ كانَ فَارسِيًّا عَلَى دِينِ قَوْمِهِ ثمَّ أَسْلَمَ وَلَدُهُ المُغِيرَةُ عَلَى يَدِ اليَمَان الجُعْفِيِّ فنُسِبَ إليه نِسْبَةَ وَلاَءٍ قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ : وأمَّا إبْرَاهِيمُ بنُ المُغِيرَةِ فَلَمْ أَقِفْ عَلَى شيءٍ من أَخْبَارِه . قال : وأَمَّا وَالِدُ البُخَاريِّ فَقَدْ ذُكرَتْ له تَرْجَمَةٌ في كتاب الثِّقَاتِ لابنِ حِبَّانَ فقال في الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ : إسْمَاعِيلُ بنُ إبراهِيمَ والدُ البُخَارِيِّ يروى عن حَمَّادِ ابنِ زَيْد ومالك وَرَوَى عنه العِرَاقِيُّونَ وَتَرْجَمَه الذَّهَبِيُّ في تَارِيخ الإِسْلاَم . وهِيَ كَلمَةٌ فَارسِيَّةٌ مَعْنَاهَا الزَّرَّاع كَذَا يَقُولُه أَهْلُ بُخَارَا