قال شيخُنَا : وفي القَوْلَيْن جَراءةٌ عظِيمة وانتِهَاكٌ ظاهرٌ كما لا يَخْفَى . وقوله : سِوَى القَرْيَة هي مَكَّة المشرّفة : وأَحْرِ بالحاءِ المهملة جِيءَ به للتَّعَجُّب . كأَنَّه يقول ما أَحْر بأَن تُزْهَى . من قولهم : هو حَرٍ بكَذَا أَي حَقِيقٌ به وجَدِيرٌ . وقد خَبَطوا فيه خَبْطَ عَشْوَاءَ فمنهم من ضَبَطَه بالجِيمِ وزاد ياءً تحتيّة وبعضهم بالخاءِ . وفي بعض النُّسَخ وحَسْبُك أَن تُزْهَى وتُزْهَى مَجْهولاً من الزَّهْو وهو الأَنَفَة والنَّخْوة . كأَنَّه يقول : ما أَحْرَى وأَحَقَّ وأَجْدَر هذه القَرْيَةَ المُسَمَّاةَ زَمَخْشر بأَن تَتبخْتَر بنِسْبة هذا الشَّخْصِ إِليها وهو إِذَا عُدَّ أَي عَدَّهُ عَادٌّ في أُسْدِ الشَّرَى وهيَ مَأْسَدَةٌ مَشهورة زَمَخَ أَي تَكَبَّر وازْدَهَى ذلك الشَّرَى وأَظْهَر في مَقَام الإِضمار لإِظهار الاعتناءِ أَو التَّلذُّذ أَو غير ذلك من نِكَاتِ الإِظهارِ في مَحَلّ الإِضمار واللّه أَعلم . كذا حَقَّقه شيخُنَا وأَطَال فأَطاب أَحلَّه اللّهُ خيرَ مآب .
ز م ز ر .
زَمْزَرَ الوِعَاءَ زَمْزَرَةً : حَرَّكَه بعْدَ المَلْءِ لِيَتَأَبَّط . ويقال : لَحْمُه زَمَازِيرُ أَي مُتَقَبِّضٌ كالمُسْتَزْمِر . وزَمْزُورُ بالفَتْح : قَرْيَةٌ بمِصْر وتُعْرَف الآن بجَمْزُور .
ز م ه ر .
الزَّمْهَرِيرُ : شِدَّةُ البَرْدِ . قال الأَعْشَى : .
مِنَ القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجَا ... لِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا والزَّمْهَرِير هو الَّذِي أَعَدّه اللّه تَعالى عَذاباً للكُفَّار في الدَّارِ الآخرة . والزَّمْهَرِير : القَمَرُ في لُغة طَيِّئ . وازمَهَرَّت الكَواكِبُ : لَمَعَت وزَهَرَت واشتَدَّ ضَوْءُها . وازْمَهَرَّت العَينُ : احمَرَّت غَضَباً كزَمْهَرَت وذلك عند اشْتداد الأَمْر . وازْمَهَرَّ الوَجْهُ : كَلَحَ يقال : وَجْهُه مُزْمَهِرٌّ . وازْمَهرَّ اليومُ : اشْتَدَّ بَرْدُهُ . والمُزْمَهِرُّ : الغَضْبانُ وفي حَديث ابن عبد العزيز قال : " كان عُمَرُ مُزْمَهِراً على الكافِر " أَي شدِيدَ الغَضَبِ عليه " . والمُزْمَهِرُّ أَيضاً : الضَّاحِكُ السِّنِّ على التَّشْبِيه بازْمِهْرَارِ الكَوَاكِبِ .
ز ن ر .
زَنَرَهُ أَي الإِناءَ والقِرْبَةَ : مَلأَه . وزَنَرَ الرَّجُل زَنْرَاً : أَلْبسَه الزُّنَّارَ كرُمَّان وهو ما عَلَى وَسَطِ النَّصارَى والمَجُوسِ . وفي التَّهْذِيب : ما يَلْبَسُهُ الذِّمِّيُّ يَشُدُّه على وَسَطِه كالزُّنَّارَةِ والزُّنَّيْرِ لُغَة فيه كقُبَّيْط . قال بَعضُ الأَغْفَال : .
" تَحزِم فَوقَ الثَّوبِ بالزُّنَّيْرِ .
" تَقْسِمُ إِسْتِياًّ لها بِنَيْرِ مَأْخوذٌ من تَزَنَّرَ الشّيْءُ إِذَا دَقَّ وهو مَجَازٌ . والزَّنَانِيرُ : الحَصَى الصِّغارُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : هي الحَصَى فعَمَّ بها الحَصَى كُلَّه من غير أَنْ يُعَيِّن صَغِيراً أَو كَبِيراً . وأَنْشَد : .
تَحِنّ لِلظِّمْءِ مِمَّا قدْ أَلَمَّ بِهَا ... بالهَجْلِ منْها كأَصْوَاتِ الزَّنَانِيرِ وقال ابنُ سِيدَه : وعِنْدي أَنَّهَا الصِّغَارُ منها لأَنه لا يُصوّت مِنْهَا إِلاَّ الصِّغار واحِدَتها زُنَّيْرَة وزُنَّارَة . وفي التهذيب : واحدُهَا زُنَّيْرٌ . والزَّنَانِيرُ : ذُبابٌ صِغَارٌ تكون في الحُشُوشِ واحِدَتُها زُنَّيْرَةُ وزُنَّارَة . والزَّنَانِير : بِئْرٌ معروفَةٌ بأَرض اليَمَن . وزَنَانِيرُ بَغْير لامٍ : رَمْلَةٌ بينَ جُرَشَ وأَرْضِ بني عُقَيْلٍ . قال ابنُ مُقْبِل : .
" تُهْدِي زَنَانِيرُ أَرْوَاحَ المَصِيفِ لَهَاومِنْ ثَنَايَا فُرُوجِ الغَوْرِ تهْدِينَا ويقال : هي زَنَابِير بالمُوَحَّدة بَعْدَ الأَلف . وامرأَةٌ مُزَنَّرَةٌ كمُعظَّمة : طَوِيلَةٌ جَسِيمَةٌ أَي عَظِيمة الجِسْم . وزِنِّيرَةُ كسِكِّينَةِ : مَمْلُوكَةٌ رُومِيَّةٌ صَحابِيَّةٌ كانت تُعَذَّبُ في اللّه تَعَالى فاشْتَرَاهَا أَبُو بَكْر رَضي اللّه تعالَى عنه فأَعْتَقَها هكَذا ذَكَره الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولاَ ونَقَلَه عنه الحافِظُ ابنُ حَجَر في تَبْصِير المُنْتَبه . وزُنَيْر كزُبَيْر ابنُ عَمْرٍو : شاعرٌ خَثْعَمِيٌّ ونقله الحافِظُ في التَّبْصِير .
ومما يستدرك عليه :