وفي التهذيب : وجَمْعُه الذِّكَارَة : ومن أَجْله يُسَمَّى ما يَلِيه المَذَاكِيرَ ولا يُفْرَد وإِن أُفرِد فمُذَكَّر مثل مُقَدَّم ومَقَادِيم . وقال ابنُ سِيدَه : والمَذَاكير مَنْسُوبَةٌ إِلى الذَّكَر واحدها ذَكَرٌ وهو من بابِ مَحَاسِنَ ومَلاَمِحَ .
والذَّكَر : أَيْبَسُ الحَديدِ وأَجْوَدُه وأَشَدُّه . كالذَّكِيرِ كأَمِير وهو خِلافُ الأَنِيثِ وبذلك يُسَمَّى السَّيْفُ مُذَكَّراً .
وذَكَرَهُ ذَكْرا بالفَتْح : ضَرَبَه على ذَكَرِه على قِيَاس ما جَاءَ في هذَا البَاب .
وذَكَرَ فُلاَنَةَ ذَكْراً بالفَتْح : خَطَبَهَا أَو تَعَرَّضَ لخِطْبَتِها . وبه فُسِّر حَدِيث عَلِيٍّ : إِنَّ عَلِيَّا يَذْكُر فاطِمَةَ أَي يَخْطُبُها وقيل : يتَعَرَّض لخِطْبَتِها .
ذَكَرَ حَقَّه ذِكْرا : حَفِظَه ولم يُضَيِّعْه . وبه فُسِّر قولُه تعالى : " واذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُم " أَي احْفَظُوهَا ولا تُضَيِّعُوا شُكْرَهَا . كما يقول العَرَبِيّ لصاحبِه : اذْكُرْ حَقِّي عليك أَي احفظْهُ ولا تُضَيِّعْهُ .
وامرأَةٌ ذَكِرَةٌ كفَرِحة ومُذَكَّرَةٌ ومُتَذَكِّرَةٌ أَي " مُتَشَبِّهَةٌ بالذُّكور " . قال بعضهم : " إِيَّاكم وكُلَّ ذَكِرَة مُذَكَّرَةٍ شَوْهَاءَ فَوَْاَء تُبْطِل الحَقّ بالبُكَاءِ لا تَأْكُل من قِلَّة ولا تَعْتَذِرْ من عِلّة إِن أَقْبَلت أَعْصَفَت وإِن أَدبَرَتْ أَغْبَرَتْ " . ومن ذلك : ناقةٌ مُذَكَّرَة : مُشَبَّهَة بالجَمَل في الخَلْق والخُلُق . قال ذو الرُّمَّة : .
مُذَكَّرَةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا ... وَظِيفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ ونَقَل الصَّغَانيّ : يقال : امرأَةٌ مُذَكَّرةٌ إِذَا أَشْبَهَت في شَمَائِلها الرَّجُلَ لا في خِلْقَتِهَا بخلاف النَّاقَة المُذَكَّرةِ .
وأذْكَرَتِ المرأَةُ وغَيرُهَا : وَلَدَت ذَكَراً . وفي الدُّعاءِ للحُبْلَى : أذْكَرَتْ وأيْسَرَتْ أَي وَلدَت ذَكَراً ويُسِّرَ عليها وهي مُذْكِرٌ إِذَا وَلَدت ذَكَراً إِذَا كان ذلك لها عادةً فهي مِذْكارٌ وكذلك الرَّجل أيضا مِذْكارٌ . قال رُؤْبة : .
إنَّ تَمِيما كان قَهْباً منْ عَادْ ... أرْأَسَ مِذْكَاراً كثيرَ الأوْلادْ وفي الحَدِيث : " إِذَا غَلَب ماءُ الرَّجل ماءَ المرأَةِ أذْكَرَا " أَي وَلَدَا ذَكَرا وفي رواية " إِذَا سَبَقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأَةِ أذكرتْ بإِذن الله " أَي وَلدَتْه ذَكَراً . وفي حديث عمر : " هِبلَت أمُّه . لقد أذْكَرَت به " أَي جاءَتْ به ذَكَراً جَلْداً .
والذُّكْرَة بالضَّمّ : قطِعْةَ من الفُولاذِ تُزَاد في رأْسِ الفَأْسِ وغيرِه . و يقال ذهَبتْ ذُكْرُة السَّيْف . الذُّكْرَة من الرَّجل والسَّيف : حِدَّتُهُما . وهو مَجَاز . وفي الحَدِيث " أنَّه كان يَطُوف في لَيْلَة على نِسَائه ويَغتسل من كلِّ وَاحِدَة منهنّ غُسْلاً فسُئِلَ عن ذلِك فقال : إنه أذْكُر منه أَي أَحَدُّ .
وذُكُورَةُ الطِّيبِ وذِكَارَتُه بالكَسْر وذُكُورُه : ما يَصْلُح للرِّجال دُونَ النِّسَاءِ وهو الذي ليس له رَدْعٌ أَي لَوْن يَنفُضُ كالمِسْك والعُوِد والكَافُور والغَالِيَة والذَّرِيرَة .
وفي حديث عائشة " أنَّه كان يتَطَيَّب بذِكَارَةِ الطِّيب " وفي حديثٍ آخر " كانوا يَكْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّيب ولا يَرَوْن بذُكُورَتِه بَأْسا " وهو مَجَاز والمُؤَنَّثُ من الطِّيب كالخَلُوق والزَّعْفَرَان .
قال الصَّغَانيّ : والتَّاءُ في الذُّكُورة لتَأنِيث الجَمْع مثلها في الحُزُونَة والسُّهُولَة .
من أمثالهم : " ما اسمُك أذكُرْهُ " بقطْع الهَمْزِ من أَذكُره هذا هو المشهور وفيه الوَصْل أيضاً في رِوايَة أُخْرَى قاله التُّدْمِيريّ في شَرْح الفَصِيح ومعناه إنْكَارٌ عَلَيْه