الدِّينارُ بالكَسْر مُعَرّبٌ واختُلِف في أَصِله فقال الرّاغِب : دِين آر أَي الشريعةُ جاءَتْ به وقيل أَصلُه دِنّارٌ بالتَّشْدِيد بدَليل قولهم دَنَانِير ودُنَيْنِير فأُبْدِل من إحداهُما ياءٌ ولا يَخْفَى لو قال : فقُلِبَت إحداهما يَاءً كان أَحْسَن لِئَلاَّ يَلتَبِس بالمَصَادِرِ التي تَجِئُ على فِعّال ككِذَّابٍ في قوله تعالى : " وكَذَّبُوا بآياتِنَا كِذَّاباً " إلاّ أَن يكون بالهَاءِ فيَخْرج على أَصْله مثل الصِّنَّارَة والدِّنّامِة لأنَه أُمِن الآن من الالْتِباس ولذلك جُمِعَت على دَنَانير . ومِثْله قِيرَاطٌ ودِيباجٌ . وقال أبو مَنْصُور : دِينَارٌ وقِيرَاطٌ ودِيباجٌ أَصلها أَعجَمِيّة غير أَنّ العَرَب تَكلَّمتْ بها قدِيماً فصارت عَربِيَّة . وقد مرَّ تفسيره في ح ب ب فراجعْه . والدِّينارِيُّ : فَرَس بَكْرِ بن وائل وهو ابن الهُجَيْسُ فَرَس بَنِي تَغْلب ابْنِ زادِ الرَّكْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الذي دَفَعه إليهم سُليمانُ عليه السّلامُ كذا في أَنساب الخيلِ لمحمّد بن السائب الكَلْبِيّ وهذا الكتاب عندي بخط قَدِيم كُتِب في مصر سنة 522 يقول في آخره : وعامَّة خَيْل الجاهليّة والإسلام تُنْسَب إلى الهُجَيْسِ والدّينَارِيّ وزَاد الرَّكْب وجَلْوَى الكُبْرَى وجَلْوَى الصُّغْرَى وذي المُوتَة والقَسَامَة وسَوادَة . والفَيَّاض وذلِك مائِةٌ وسَبْعَةٌ وخَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورةٌ في الجاهِلِيَّة والإسلام سِوَى خَيْلِ رسول الله A . ودينارٌ الأنَصارِيُّ : صحابيٌّ وهو جَدُّ عَدِيّ بْنِ ثابِتِ بن دِيْنارٍ قاله ابن مُعِين وقيل اسْمُه قَيس كذا في معجم ابن فَهْد .
قلت : والضَّمِير في قوله " اسمُه " راجعٌ إلى جَدِّ عَدِيّ بدَلِيلِ ما في تَحْرِير المُشْتَبِه للحافِظِ ابن حَجَر : وقيل : اسم جَدِّه قَيْسٌ . وعَمْرُو بن دِينَارٍ : تابعيٌّ . وأَبوهُ ديِنَارٌ هذا قيل صَحَابِيُّ هكذَا أَوردَه عَبْدَان في الصَّحَابَة مَجَّرداً وليس بصحيح . قلت : وإِليه نُسِب أبو بَكْر مُحَمَّد بن زَكَرِيّا بن يَحْيَى بن عَبْدِ الله بْنِ ناصِحِ بن عَمْرِو بن دِينَارٍ الدِّينَارِيّ ويقال فيه الحارِثّي أَيضاً حَدَّث عن هانئِ بن النَّضْر ومُحَمَّد بن المُهَلَّب وتوفي سنة 302 . وبقي عليه : دِينارُ بن عَمْرٍو الأَسَدِيّ أبو عَمْرٍو البَزَّار الكُوفيّ . ودِينارٌ الخُزَاعِيّ القَرَّاط . وديِنارٌ الكُوفيّ والدُ عيسَى . ودِينارٌ والدُ سُفْيَانَ العُصْفِريّ . ودِينارٌ أبو حازِم : مُحَدِّثُون . والدِّيَنَورُ بكسر الدال وفتح النون كذا ضَبَطَه ابنُ خلِّكان وضَبَطه السَّمْعَانيّ وغيرُه بفتح الدّال وضَمّ النون وفَتْحها أيضاً : د من أَعمال الجَبَلِ بَيْن المَوْصِلِ وأَذْرَبِيجَانَ بينهما وبين هَمَذَانَ نَيِّفٌ وعِشْرُون فَرْسَخاً كَثِيرةْ الزُّروعِ والثِّمَار . وقال ابنُ الأثَير : عند قَرْمِيسِينَ . وقد خَرجَ منه عُلماءُ أَجِلَّةٌ ذَكَرهم أَهْلُ الأَنساب . والمُدَنَّرُ كمُعَظَّم : فَرسٌ فيه نُكَتٌ فوقَ البَرَشِ قاله أَبو عُبَيْدة . وقال غيرُه : فُرْسٌ مُدَنَّرٌ : فيه تَدْنِيرٌ : سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَةٌ . وبِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ : أَشْهَبُ عَلَى مَتْنَيْه وعَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُه شُهْبَةٌ . وفي الأسَاس : بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشْهَبُ مُفَلَّسٌ بَسَوادٍ وهو مَجَاز . ومن المَجَاز أيضاً : " دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنِيراً : تَلأْلأَ كالدِّينار . ويقال : كلَّمتُه فتَدَّنَر وَجْهُه أَي أَشرَقَ . ودِينَارٌ مُدَنَّرٌ : مَضْروبٌ وكذا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ . ودُنِّرَ الرَّجلُ بالضَّمّ فهو مُدَنَّرٌ : كَثُرَ دَنانِيرُهُ كالمُفلس لمَنْ كثُرَ فَلسُه .
ومما يستدرك عليه :