يقُول : إنّ صاحبَ الشّاءِ لا يَنْتَفِع بها لقلَّةِ لَبَنها ولا يَنْفَعُه حِمَارَاه ولا عَلاَتُه لأَنّه لَيْسَ لها لبن فيُتَّخَذ منه أقِطٌ . من أمْثَالِهم : هو أكفَرُ منْ حِمَار هو حِمَار بْن مَالك أو حِمَارُ بنُ مُوَيْلع . وعلى الثَّاني اقْتَصَر الثَّعَالبيّ في المُضَاف والمَنْسُوب . وقد ساق قِصَّةَ أهْل الأمثال . قالوا : هو رَجُلٌ مِن عَادٍ وقيل : من العَمَالِقَة . ويأْتي في جوف أنَّ الجَوْفَ وَادٍ بأَرْض عادٍ حَمَاه رَجُلٌ اسْمُه حِمارٌ . وبَسَطَه المَيْدَانيُّ في مَجْمَع الأَمْثَال بما لا مَزيد عليه قيل : كان مُسْلِماً أربعين سَنةً في كَرَم وجُودٍ فخَرجَ بنُوه عَشَرَةً للصَّيْد فأَصابَتْهُمْ صَاعِقَةٌ فَهَلكُوا فكَفَرَ كُفْراً عَظيماً وقال : لا أعْبُدُ مضنْ فَعَل ببَنيَّ هذا وكان لا يَمُرُّ بأَرْضه أحَدٌ إلا دَعَاه إلى الكُفْر فإن أجابَه وإلاَّ قَتَلَه فأَهْلَكَه اللهُ تَعَالى وأَخْرَبَ وَادِيَه وهو الجَوْف فضُرب بكُفْره المَثَل وأنْشَدُوا : .
فَبِشُؤْمِ الجَوْرِ والبَغْيِ قَديماُ ... ما خَلا جَوْفٌ ولم يَبْقَ حِمَارُ قال شَيْخُنَا : ومنهم مَنْ زَعَم أَنَّ الحِمَار الحَيوانُ المَعْرُوف وبَيَّنَ وَجْهَ كُفْرانِه نِعَمَ مَواليه . وذُو الحِمَار هو الأَسْوَدُ العَنْسِيُّ الكَذَّابُ واسمه عَبْهَلَة . وقيل له الأَسْوَدُ لِعِلاَطٍ أسودَ كان في عُنقه وهو المُتَنَبِّيِّءُ الذي ظَهَر باليَمَن . كَانَ لَه حِمَارٌ أَسْوَدُ مُعَلَّم يَقُولُ له اسْجُدْ لرَبِّك فيَسْجُد لَهُ ويَقُولُ لَه ابْرُكْ فيَبْرُكُ . وأُذُنُ الحِمَار : نَبْتُ عَريضُ الورَقِ كأَنَّه شُبِّه بأُذُن الحِمار كما في اللِّسَان . والحُمَرُ كصُرَدٍ : التَّمْرُ الهِنْديُّ وهو بالسّراة كَثير وكذلك ببلاد عُمَان ووَرَقُه مِثْلُ وَرَق الخِلاَف الَّذي يقال له البَلْخيّ . قال أبُو حنيفة . وقد رأَيتُه فيما بَيْن المَسْجدَيْنِ . ويَطْبُخ به النَّاسُ وشَجَرُه عِظَامٌ مِثْلُ شَجَر الجَوْز وثَمَرُه قُرُونٌ مِثْلُ ثَمَر القَرَظ . قال شيخُنَا : والتَّخْفِيف فيه كَمَا قَالَ هو الأعْرفُ ووَهِمَ مَن شَدَّدّه من الأَطِبَّاءِ وغَيْرهم . قلت وشَاهِدُ التَّخْفِيف قَولُ حَسَّان بْن ثَابت يَهْجُو بَني سَهْم بْن عَمْرٍو : .
أزَبَّ أصْلَعَ سِفْسِيراً له ذَأَبٌ ... كالقِرْد يَعْجُمُ وَسْطَ المَجْلسِ الحُمَرَا وفي المُثَلَّث لابن السّيد : الصُّبار بالضَّمّ : التَّمْر الهنْديّ عن المطرّز كالحَوْمَر كجَوْهر وهو لُغَة أهل عُمَانَ كما سَمِعْته منهم والأَوَّلُ أعْلَى . وإنكار شَيْخِنَا له مَحَلُّ تَأَمُّل . الحُمَر : طَائِرٌ من العَصَافير وتُشَدَّدُ المِيمُ وهو أعْلَى واحدَتُهُما حُمَرَةٌ وحُمَّرة بهَاءٍ . قال أبو المُهَوَّش الأَسَديّ يَهْجُو تَميماً : .
قَدْ كُنتُ أحْسَبُكُم أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... فإذا لَصَافِ تَبيضُ فيه الحُمَّرُ يَقًول : كُنتُ أحْسبُكُم شُجْعَاناً فإذا أنْتُم جُبَنَاءُ . وخَفِيَّة : مَوْضعٌ تُنْسَب إلَيْه الأُسْد . ولَصَافِ : مَوْضعٌ منْ منازل بَني تَميم فجَعَلَهم في لَصَاف بمَنْزلة الحُمَّر لخَوْفِها على نَفْسِهَا وجُبْنِها . وقال عَمْرُو بْنُ أحْمَر يُخَاطب يَحْيَى ابْنَ الحَكَم بْن أبي العَاص ويَشْكُو إلَيْه ظُلْم السُّعَاة : .
إنْ لا تُدَارِكْهُمُ تُصْبِحْ مَنَازِلُهُمْ ... قَفْراً تَبِيضُ على أرْجائِها الحُمَرُ فخَفَّفَها ضَرُورة . وقيل الحُمَّرَةُ : القُبَّرَة وحُمَّراتٌ جَمْع . وأنشَدَ الهِلاَليُّ بَيْتَ الرَّاجز : .
" عَلَّقَ حَوْضِي نُغَرٌ مُكِبُّ .
" إذَا غَفِلْتُ غَفْلَةً يَغُبُّ .
" وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ