وكذا قَيْسُ بنُ المُحَسِّرِ الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ الصَّحابِيُّ فإنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة . وقيل : المُسَحِّر وقيل المُسَخِّر أقْوال . وتَحَسَّرَ الرّجلُ : تَلَهَّفَ . ولا يَخْفَى أنَّه لو قالَ عند ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر : تَلَهَّفَ كان أجمَعَ للأقْوالِ وأحْسَنَ في التَّرْصِيفِ والجَمْع مع أنه خَالَف الأئمَّةَ في تَعْبِيرِه فإنَّهُم فسَّروا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرانَ بالنَّدَامَةِ على أمْرٍ فَاتَه والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ . ففي كلامه تَإَمُّل منْ وُجُوهٍ . تَحَسَّرَ وَبَرُ البَعِيرِ والذي في أُصولِ اللُّغَة : وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البَعِيرِ والشَّعَرُ عن الحِمار إذا سقَطَ . واقْتَصَرُوا على ذلك . ومنه قولُ الشَّاعر : .
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسلَهَا ... واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ وفي الأساسِ : وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ : أَسقَطَ رِيشَه . وزاد المُصَنِّف قولَه مِنَ الإعْيَاءِ . ولَيْس بقَيْدٍ لازِمٍ فإنَّ السُّقًوطَ قد يَكُونُ في البَعِيرِ من الأمراضِ إلاَّ أن يُقالَ : إن الإعياءَ أعَمُّ . تَحَسّرتِ الجَارِيةُ وكذا النَّاقَةُ إذا صارَ لَحْمُهَا في مَوَاضِعه . قال لَبِيدٌ : .
فإذا تَغَالَى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ ... وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُهَا قال الأَزهريّ : تَحَسَّر البَعِيرُ إذا سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْمُه وتَمَكَ سَنَامُهُ أي طَالَ وارْتَفَع وتَرَوَّى واكْتَنَزَ ثمَّ رُكِبَ أَيَّاماً فَذَهَب رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ بَعْدَ ما تَزَيَّمَ مِنْه أي اشتَدَّ اكْتِنَازُه في مَوَاضِعِهِ فقد تحَسَّرَ ومما يُسْتَدركُ عليه : الحُسَّرُ كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ في الحَرْب لأنَّهُم يَحْسِرُون عن أيْدِيهِم وأرْجُلِهم أو لأَنَّه لا دُرُوعَ عَلَيْهِم ولا بَيْضَ . ومنه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ " أنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ " . ورجل حَاسِرٌ : لا عِمَامَةَ على رَأْسِه . وامرأَةٌ حَاسِرٌ بغير هاءٍ إذا حَسَرَتْ عنها ثَيَابَها .
وفي حَديثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : " وسُئلتْ عن امرأةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْنَ يَدَيْه " أي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ . وقال ابنُ سِيدَه : امرأةٌ حَاسِرٌ : حَسَرَتْ عنها دِرْعَها . وكُلُّ مَكْشُوفَةِ الرَّأْسِ والذَّراعَين حَاسِرٌ . والجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ . قال أبُو ذُؤَيْبٍ : .
وقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً ... فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً وهو مَجازٌ . وحسَرَتِ الدَّابَّةُ وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً وحُسُوراً وأحْسَرَهَا وحَسَّرَهَا : أتْعبَهَا . قالَ : .
إلاَّ كمُعْرضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَيُبِني عَلَى الظُّلْمِ أرادَ حاسِرٌ وحَاسِرَةٌ كحَسِير . وأحْسَرَ القَومُ : نَزَلَ بهم الحَسَرُ . وقال أبو الهَيْثَم : حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً إذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى . وفي حَدِيثِ جَرِير " لا يَحْسِرُ صاحبُها أي لا يَتْعَبَ سَائِقُها . وفي الحديث " حَسَرَ أخِي فَرَساً له بعَيْنِ التَّمْر وهو مع خَالِدِ بْنِ الولِيدِ . وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُما حَدَّقَتْ إلَيْه أو خَفَاؤُه يَحْسُرُهَا أكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ : .
" يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه