وفي الأساس : حَسَر كُمَّه عن ذراعه : كَشَفَ وعِمامَتَه عن رَأْسِه والمرأةُ دِرْعَهَا عن جَسَدِهَا . وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر . من المَجَازِ : حَسَرَ البَصَرُ يَحْسِر من حَدِّ ضَرَب حُسُوراً بالضّمّ : كَلَّ وانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدىً وما أشْبَه ذلك وهو حَسِيرٌ ومَحْسُورٌ . قال قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصِف ناقَةً : .
إنَّ العَيِسرَ بها دَاءٌ مُخَامِرُهَا ... فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ قال السُّكَّرِيّ : العَسِيرُ : النَّاقَةُ التي لم تُرَضْ . ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أي نَحْوَها . وبَصَرٌ حَسِيرٌ : كَلِيلٌ . وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : " يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ " قال الفَرَّاءُ : يُرِيد : يَنْقَلِب صاغِراً وهو كَلِيلٌ كما تَحْسِر الإبلُ إذا قُوِّمَتْ عن هُزالٍ أو كَلاَلٍ . ثم قال : وأمَّا البَصَرُ فإنه يَحْسِرُ عند أقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ .
حَسَرَ الغُصْنَ حَسْراً : قَشَرَه . وقد جاءَ في حديث جَابِر : فأخذْتُ حَجَراً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه يُريد غُصْناً من أغصانِ الشَّجَرةِ أي قَشَرْتُه بالحَجر . حَسَرَ البَعِيرَ يَحْسِرُه ويَحْسُرُهُ حَسْراً وحُسُوراً : سَاقَه حَتَّى أعْيَاه وكذلك حَسَرَه السَّير كأَحْسَرَه إحْسَاراً وحَسَّرَه تَحْسِيراً . حَسَرَ البَيْتَ حَسْراً : كَنَسَه . حسِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ عَليه يَحْسَرُ حَسْرَةً بفَتْح فَسُكُون وحَسَراً مكرّكةً : نَدِمَ على أَمرٍ فَانَه أَشَدَّ النَّدم وتَسَّرَ الرَّجلُ إِذا تَلَهَّفَ فهوَ حَسِرٌ . قال المَرَّار : .
ما أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ ... يا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ وحَسِيرٌ وحسْرانُ . وقال الزَّجَّاجُ في تَفْسِيرِ قوله عَزَّ وجَلَّ : " يَا حَسْرَةً عَلَى العِبَادِ " الحَسْرَةُ : أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الَّذِي لا منْفَعَةَ فيه . حَسَرِ البَعِيرُ كضَرَبَ وفَرِحَ حَسْراً وحُسُوراً وحَسَرَاً : أَعْيَا من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ كاسْتَحْسَرَ استِفْعَال من الحَسْرِ وهو العَيَاءُ والتَّعَب . وقال الله تَعَالى : " ولاَ يَسْتَحْسِرُون " . وفي الحَدِيث : " ادْعُوا الله ولا تَسْتَحِسُوا " أَي لا تَمَلُّوا . فَهُو حَسِيرٌ . الذَّكَرُ والأَنثَى سواءٌ ج حَسْرَي مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى . وفي الحدِيث " الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ " أَي لا يجوز للغازِي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ ولكن يُسَيِّبها . والحَسِيرُ : فَرَسُ عبدِ اللهِ بنِ حَيَّانَ بن مُرَّةَ وهو ابن المُتَمطِّر نَقلَه الصغانيّ . الحَسِيرُ : البَعِيرُ المُعْيىِ الّذي كَلَّ من كَثْرةِ السَّيْرِ . من المَجَاز يقالُ : فلانٌ كَرِيمُ المَحْسِر كمَجْلِس أَي كَرِيم المَخْبر وتُفْتَح سِينُه وهذه عن الصَّغانِيّ . وبه فُسِّر قولُ أَبيِ كَبِيرٍ الهُذَلّي : .
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ ما بها ... أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَرِ