والحَرَّةُ : حَرَارةٌ في الحَلْق فإِن زادتْ فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَةُ ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثمَّ العَسْفُ وهو عند خُرُوجِ الرُّوحِ . واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ فحَرَّتْ لِي أي طَلَبْتُ منها حَرِيرَةً فعَمِلَتْها . وفي حديث أَبي بَكْرٍ : " أَفمنكم عَوْفٌ الذي يُقال فيه : لا حُرَّ بوادِي عَوْف ؟ قال : لا " . هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ كان يقال له ذلك لِشَرَفِه وعِزِّه وأَنّ من حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كان له كالعَبِيدِ والخَوَلِ .
والمُحَرَّرُ كمُعَظَّمٍ : المَوْلَى ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ أَنه قال لمُعَاوِيَةَ رضيَ الله عنهم : " حاجَتي عَطَاءُ المُحَرَّرِين " أي المَوالِي أَي لأَنهم قومٌ لا دِيوانَ لهم تَأَلُّفاً لهم على الإسلام . وتَحْريرُ الوَلَدِ أن يُفْرِدَه لطاعة الله عَزَّ وجَلَّ وخِدْمَةِ المَسْجِدِ . وقولُه تعالَى حكايةً عن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ : " إِنّي نَذَرْتُ لكَ ما في بَطْنِي مُحَرَّراً " قال الزَّجّاج : أي خادِماً يَخْدُمُ في مُتَعَبَّداتِكَ والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ . والمُحَرَّرُ : النَّذِيرَةُ . وحَرَّرَه : جَعَلَه نَذِيرَةً في خِدْمَةِ الكَنِيسَةِ ما عاشَ لا يَسَعُهُ تَرْكُها في دِينه .
ومن المَجاز : أَحرارُ البُقُول : ما أُكلَ غَيرَ مَطْبُوخٍ واحِدُها حُرٌّ وقيل : هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثةٌ : النَّفَلُ والحُرْثُبُ والقَفْعاءُ . وقال أبو الهَيْثَم : أَحرارُ البُقُولِ : ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُرُوها : ما غَلُظَ منها وخَشُنَ . وقيل : الحُرُّ : نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ . والحُرَّةُ : البابُونَجُ .
والحُرَّةُ : الوَجْنَةُ . والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ومنه قولُهم : حَفِظَ الله كَرِيمَتَيْكَ وحُرَّتَيْكَ وهو مَجازٌ . وحَرَّ الأَرْضَ يَحَرُّهَا حَرّاً : سَوّاها . والمِحَرُّ : شَبَحَةٌ فيها أَسْنانٌ وفي طَرْفِها نَقْرَانِ يكونُ فيهما حَبْلاَنِ وفي أَعْلَى الشَّبَحَةِ نَقْرَانِ فيهما عُودٌ مَعْطُوفٌ وفي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عليه . ثم يُوثَقُ بالثَّوْرَيْنِ فتُغْرَزُ الأَسْنَانُ في الأَرْضِ حتى تَحمِلَ ما أُثِير من التُّراب إلى أن يأْتيا به إلى المكانِ المُنْخَفِض . والحُرّانِ بالضمِّ : نَجْمَانِ عن يَمِينِ النّاظِرِ إلى الفَرْقَدَينِ إذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا فإذا اعْتَرَضَ الفَرْقَدان انْتَصَبَا .
قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعَثَةً ويقال لها : رَمْلَةُ حَرُورَاءَ وهي غَيرُ القَرْيَةِ التي نُسِبَ إليها الحَرُورِيُّون فإنها بظاهِرِ الكُوفَةِ . والحُرّانُ : مَوضعٌ قال الشاعر : .
فساقانُ فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا ... فجَنْبَا حِمىً فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ . وحُرَّيَاتُ : موضعٌ قال مُلَيْحٌ : .
فراقَبْتُه حتى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ ... مَطَافِيلَ منه حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ . وحُرَارُ كغُرَابٍ : هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ بين الضِّبابِ وعَمرو بن كلابٍ وسَلُول . وحُرَّى كرُبَّى : موضعٌ في بادِيَة كَلْبٍ . وأَبو محمّد القاسمُ بنُ عليٍّ الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ أَحَدُ أَجْدادِه منسوبٌ إلى نَسْج الحَرِيرِ وهو مِنْ مُشَانَةَ : قريةٍ بالبَصرةِ وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إلى الحَرِيرَة : مِن قُرَى البَصْرَةِ . وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَريرِيُّ محدِّثٌ . وقاضِي القُضَاةِ شمسُ الدينِ محمّدُ بنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ مِن عُلَمَائِنا رَوَى الحَدِيثَ . وأبو حَرِيرٍ له صُحْبَةٌ رَوَى عنه أبو لَيْلَى الأَنْصَارِيَُ . والحَرّانِيَّةُ : قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ . وأَبو عُمَرَ أَحمدُ ينُ محمّدِ بنِ الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ كشَدَّادٍ : شيخٌ لابن عبدِ البَرِّ . والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون الحَرِيرِيَّ الحَرّارَ قالَه الحافِظُ .
حزبر : الحَيْزَبُورُ بالراءِ أَهمله الجَوْهَرِيّ . وقال الصّغانِيُّ : هي لُغَةٌ في الحَيْزَبُون بالنون : للعَجُوزِ ولم يذكره المُصَنِّف لا في الباءِ ولا في النُّون وقد أَشرْنَا في حَرْف المُوحَّدة إِلى ذلك فراجِعْه .
حزر