كأَنَّه نَسَبَهما إلى الحُرِّيَّةِ وكَرَمِ الأَصْلِ . من المَجاز : الحُرَّةُ من السّحاب : الكثيرةُ المَطَرِ . وفي الصّحاح : الحُرَّةُ : الكَرِيمَةُ يقال : ناقَةٌ حُرَّةٌ . وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ أي كثيرةُ المَطَرِ قال عنترةُ : .
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِِ . أراد كلَّ سَحابةٍ غزيرة المَطَرِ كريمةٍ . وأبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م أي معروفٌ اسمُه حَنِيفَةُ مشهورٌ بكُنْيَتِه وقيل : اسمُه حَكِيمٌ ثِقَةٌ رَوَى له أبو داوود وأخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الرَّقاشيُّ من أهل البَصْرَة مِن أتباع التّابِعِين . وأبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرَّحمنِ البَصْرِيُّ رَوَى له مُسْلِمٌ .
من المَجاز : يُقال : باتَتْ فُلانةُ بلَيْلَةِ حُرَّةٍ بالإضافة إذا لم تُفْتَضّ لَيلَة زفافِها ولم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها . وفي الأساس : لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها . وفي الَّلسَان : فإن اقْتَضَّها زوجُها في الليلة التي زُفَّتْ إليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ . وهي أوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر أيضاً كما أن آخِرَ ليلةٍ منه يقال لها : شَيْبَاءُ على التَّشْبِيه . ويقال : لَيْلَةٌ حُرَّةٌ فيهما وكذلك ليلةٌ شَيْبَاءُ وَصْفاً .
عن ابن الأعرابيِّ : حَرَّ يَحَرُّ كَظَلَّ يَظَلُّ حَرَاراً بالفتح : عَتَقَ والاسمُ الحُرِّيَّةُ . وقال الكِسَائيُّ : جَررْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير . قلتُ : أي بكَسْر العَيْنِ في الماضي وفَتْحِها في المُضَارِع كما صَرَّح به غيرُ واحد وقد يُستَعمل في حُرِّيَّةِ الأصل أيضاً وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
حَرَّ الرجُلُ يَحَرُّ حَرَّةً بالفتح : عَطِشَ وهو أيضاً من باب تَعِبَ فهو حَّرانُ ويقال : حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ كما يقال : حارٌّ يارٌّ جارٌّ إتْبَاعاً نَقَلَه الكِسَائيُّ . ورجلٌ حَرّانُ : عَطْشَانُ مِن قوم حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَارَى الأَخِيرَتان عن اللِّحْيَانيِّ . وهي حَرَّى مِن نِسْوَةٍ حِرَارٍ وحَرَارَى : عَطْشَى وفي الحديث : " في كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ " الحَرَّى : فَعْلَى مِن الحَرِّ وهي تأْنِيثُ حَرّانَ وهما للمُبَالَغَةِ يُريدُ أنها لِشِدَّةِ حَرِّهَا قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ مِن العَطَش . قال ابن الأثِير : والمعنى أنّ في سَقْيِ كلِّ كَبِد حَرَّى أِجْراً . وفي آخَرَ : " في كلٍّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ " وفي آخَرَ : " في كلِّ كَبِدٍ حارَّةٍ أَجْرٌ " ومعنى رَطْبَةٍ أن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ وكذا إذا أُلْقِيَت على النّارِ . وقيل : كَنَى بالرُّطُوبة عن الحَياة فإنّ المَيِّت يابسُ الكَبِدِ . وقيل : وَصَفَهَا بما يَؤُولُ أَمْرُهَا إليه .
حَرَّ الماءَ يَحَرُّه حراً : أسْخَنَه . والذي في الَّلسَان : وحَرِّ يَحِرُّ إذا سَخُنَ ماء أو غيره وقال اللِّحْيَانِيّ : حَررْتَ يا رجلُ تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارةً قال ابن سِيدَه : أراه يَعنِي الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ .
مِن دُعائهم : رُمُاه اللُه بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ يُرِيدُ العَطَشَ مع البَرْدَ وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فقال : ومِن كلامهم : حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّةٍ أي عَطَشٌ في يومٍ باردٍ قال اللِّحْيَانيّ : هو دُعاءٌ معناه رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ . وقال ابن دُرَيْد : الحِرَّةُ : حَرَارة العَطَشِ والْتِهَابُه . قال ومِن دُعائهم : رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ أي بالعَطَشِ والبَرْد . كُسِرَ للازْدِوَاجِ وهو شائعٌ .
قلْتُ : ويُضْرَبُ هذا المَثَلُ أيضاً في الذي يُظْهِرُ خِلافَ ما يُضْمِرُ . صَرَّحَ به شُرَّاحُ الفَصِيح .
وحَرَارَةُ كسَحَابَة لَقَبُ أبي العَبّاسِ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ حدَّثَ عن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ .
والحَرّانُ ككَتّان لَقَبُ أحمدَ بنِ محمّدٍ الجوهَرِيِّ المَصِيصِيِّ الشاعرِ