قال : أَهْرَأْنَ للأصائِل : دَخَلْنَ فيها يقول : سِرْنَ في بَرْدِ الرَّوَاحِ إلى الماءِ . وأَهْرِئْ عنكَ من الظَّهيرَةِ أَي أَقِمْ حتَّى يسكُنَ حرُّ النَّهارِ ويَبرُدَ . وأَهْرَأَ فلانٌ فلاناً : قَتَلَهُ وأَهْرَأَ الكلامَ : أَكثَرَهُ ولم يُصِب المعنى . وإنَّ مَنْطِقَه يَهْرَأُ هَرْءاً وإنَّ منطِقَه لَغَيْرُ هُرَاءٍ . وهَرِئَ المالُ وهَرِئَ القومُ بالفتح وهُرِئَ المالُ والقومُ كعُنِيَ مبنيًّا للمفعول فهم مَهْرُوؤُونَ قال ابن بَرِّيّ : الذي حكاه أَبو عُبَيد عن الكسائي هُرِئَ القومُ بالضَّمِّ فهم مَهْرُوؤُونَ إِذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ قال ابن بَرِّيّ : وهذا هو الصحيحُ لأنَّ قوله مَهْرُوؤُونَ إِنَّما يكون جارياً على هُرِئَ . وبخَطِّ الجوهريّ في كِتابه هَرِئَ كسَمِعَ وهو تَصحيفٌ منه لا يخفى أَنَّه لو نسب هذا إلى قلم النسَّاخِ كان أَوْلى لأنَّه ليس في كتابه تصريحٌ لما قال وإِنَّما ضَبْطُ قَلَم والقَلَمُ قد يُخْطِئُ ويدلُّ عليه قوله : فهم مَهْرُوؤُونَ دلالةً بيِّنَةً ودَعْوى الغَفْلَة إلى الجوهريّ خَطَأٌ فإنَّه بعيدٌ على مِثله أَن يخفى عليه مثلُ هذا قال ابنُ مُقْبِل في المَهروءِ - من هَرَأَ البَرْدُ - يرثي عُثمانَ بنَ عفَّانَ : .
" نَعَاءِ لفَضْلِ العِلْم والحِلْم والتُّقَىومَأْوى اليَتَامَى الغُبْرِ أَسْنَوْا فأَجْدْبُوا .
ومَلْجَإ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بهِ الحَيَا ... إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ والأَبُ قال أَبو حنيفة : المَهْروءُ : الذي قد أَنضَجَهُ البَرْدُ . وهَرَأَ البَرْدُ الماشِيَةَ فتَهَرَّأَتْ : كَسَرَها فتَكَسَّرَتْ . وقِرَّة لها هَريئَةٌ على فَعيلَةٍ : يُصيبُ النَّاسَ والمالَ منها ضُرٌّ وسَقْطَةٌ أَي موتٌ . والهَريئَةُ أيضاً : الوقتُ الذي يُصيبُهُم فيه البَرْدُ . والهَريئَةُ : الوقتُ الذي يشتَدُّ فيه البَرْدُ .
ه ز أ .
هَزَأَ منه وهَزَأَ به كمَنَعَ وسَمِعَ يتعدَّى بمن تارةً وبالباءِ أُخرى نقله الجوهريّ عن الأَخفش يَهْزَأُ هُزْءاً بالضَّمِّ وهُزُءاً بضمَّتين وهُزُوءاً بالضَّمِّ والمدّ ومَهْزُأَةً على مَفْعُلة بضم العين أَي سَخِرَ منه كتَهَزَّأَ واسْتَهْزَأَ به وقوله تعالى " إِنَّما نحنُ مُسْتَهْزِئون اللهُ يَسْتَهْزِئُ بهِمْ " قال الزجَّاج : القراءةُ الجيَّدةُ على التحقيق فإذا خفَّفْتَ الهمزة جعلتَ الهمزَةَ بين الواوِ والهمزة فقُلْتَ : مُسْتَهْزِئون فهذا الاختيارُ بعد التحقيق ويجوز أَن يُبدل منها ياء فيُقْرَأَ مُسْتَهْزِيُون وأَمَّا مُسْتَهْزونَ فضعيفٌ لا وجه له إِلاَّ شاذًّا على وجه من أَبدَلَ الهمزَةَ ياءً فقال في استهْزَأْتُ استَهْزَيْتُ فيجبُ على استهزَيْتُ مُسْتَهْزونَ . وللمفسِّرينَ في معنى الاستهزاءِ أَقوالٌ كثيرةٌ . راجع تفسير الزجَّاج تَظْفَرْ بالمُراد . ورجلٌ هُزْأَةٌ بالضَّمِّ فالسكون أَي يُهْزَأُ منه وقيل يُهْزَأُ به . ورجلٌ هُزَأَةٌ كهُمَزَةٍ : يَهْزَأُ بالنَّاسِ لكونه موضوعاً للدَّلالة على الفاعِلِ إِلاَّ ما شَذَّ قال يونسُ : إِذا قال الرجلُ : هَزِئْتُ منكَ فقد أَخطأُ إِنَّما هو هَزِئْتُ بكَ واستهزَأْتُ بك وقال أَبو عمرٍو : سَخِرْتُ منك ولا يقال : سَخِرْتُ بك . وقد هَزَأَهُ كمَنَعَه يَهْزَؤُهُ هَزْءاً : كَسَرَهُ قال يصفُ دِرْعاً : .
لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وتَهْزَأُ بالمَعَابِلِ والقِطَاعِ