البَعِيرُ : الحِمَارُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : " ولِمَنْ جاءَ به حِمْلُ بعيرٍ " وفي زَبُورِ داوُودَ أنَّ البَعِير كُلّ ما يَحْمِل ويقال لكُلِّ ما يَحْمِل بالعِبْرَانِيَّةِ : بَعِيرٌ وهاتان اللُّغَتَانِ عن ابنِ خَالَوَيْهِ . قال ابن بَرِّيٍّ : وفي البَعِير سؤالٌ جَرَى في مَجْلِسِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ وكان السَّائِلُ ابن خَالَوَيْهِ والمْسؤُول المُتَنَبِّي قال ابن خالَوَيْهِ : والبَعِيرُ أيضاً الحمارُ وهو حَرْفٌ نادرٌ ألْقَيْتُه على المتنبِّي بين يَدَيْ سيفِ الدَّوْلَةِ وكانَت فيه خْنزُوانَةٌ وعُنْجُهِيَّةٌ فاضطربَ فقلتُ : المرادُ بالبَعِيرِ في قولِه تعالَى : " وَلِمَنْ جاءَ بهِ حِمْلُ بَعِيرٍ " الحِمَارُ وذلك أنّ يَعْقُوبَ وأخْوَةَ يُوسُفَ عليهم السَّلام كانوا بأرضِ كَنْعانَ وليس هناك إبِلٌ وإنما كانوا يَمْتَارُونَ على الحَمِير وكذلك ذَكَره مُقَاتِلُ بنُ سليمانَ في تَفْسِيره .
ج أَبْعِرَةٌ وجمعُ أَبْعِرَةٍ أباعِرُ وليس جَمْعاً لبَعِيرٍ كما قالَه ابنُ بَرِّيٍّ وذَكَرَ الشاهِدَ قول يزيدَ بنِ الصقيل العقيليِّ : .
ألاَ قُلْ لِرُعْيَانِ الأبَاعِرِ أهْمَلُوا ... فقد تابَ عَمّا تَعْمَلُونَ يَزِيدُ .
وإنَّ امْرَأَ يَنْجُو مِن النّارِ بعدَمَا ... تَزَوَّدَ مِن أعمالِها لَسَعِيدُ . قال : وهذا البيتُ كثيراً ما يَتَمَثَّلَ به النّاسُ ولا يَعْرِفُونَ قائِلَه .
تُجمَعُ الأَبْعِرَةُ أيضاً على أباعِيرَ ومن جُمُوع البَعِير بُعْرَانٌ وبِعْرَانٌ بالضَّمِّ والكسرِ الأخيرَةُ عن الفَرّاءِ وبُعُرٌ كرَغِيفٍ ورُغُفٍ . وبَعِرَ الجَمَلُ كفَرِحَ بَعَراً : صار بَعِيراً .
والبَعْرُ بفتحٍ فسكونٍ : الفَقْرُ التّامُّ الدّائمُ . والبَعْرُةُ : الغَضْبَةُ في الله عَزَّ وجَلّ وتصغيرُهَا بُعَيْرَةٌ .
البَعَرَةُ بالتَّحْرِيك : الكَمَرَةُ . والمِبْعَارُ بالكسر : الشَّاةُ أو النَّاقَةُ تُبَاعِرُ حالِبَها . وباعَرتِ الشّاةُ والنّاقَةُ إلى حالِبهَا أسْرَعَتْ . البِعَارُ : ككِتَاب : الاسمُ ويُعَدُّ عَيْباً لأنَّهَا رُبَّمَا أَلْقَتْ بَعْرَها في المِحْلَبِ . البُعَارُ كغُرَابٍ : النَّبْقُ الكِبَارُ يَمانِيَّةٌ . البَعّارُ ككَتّانٍ : ع .
البَعّارُ أَيضاً : لَقَبُ رَجُلٍ م أي معروفٌ . والبَيْعَرَةُ كحَيْدَرَةٍ : ع . وبَعْرِينُ كيَبْرِينَ : د بالشّام أو الصَّوابُ : بارِينُ والعَامَّةُ تقولُ بَعْرِينُ وهو بين حَلَبَ وحَمَاةَ من جهة الغَرْب وفي التَّكْمِلَة : بُلَيْدَةٌ بين حِمْصَ والسّاحِلِ . وباعِرْ بَايَا أو باعِرْبَايْ : د بناحَيةِ نَصِيبِينَ من أَعمال حَلَب مِن مُضافات أَفامِيا غَزاهم بُخْتُنَصَّرُ .
باعِرْبَايَا : ة بالمَوْصِلِ . ذَكَرَهما ياقُوت في المُعْجَم . وأَبْعَرَ المِعَي وبَعَّرَه تَبْعِيراً : نَثَلَ ما فيه مِن البَعْرِ ومِن أمثالِهم : " إنّ هذا الدّاعرِ ما زالَ يَنْحَرُ الأَباعِر وَيَنْثِلُ المَبَاعِر " .
وباعِرْبَايْ : الذين ليس لأبْوَابِهِمْ أغْلاقٌ نقلَ ذلك عن ابن حَبِيبَ نقَلَه الصّغانيُّ .
ومّما يُسْتَدْرَك عليه : قولُهُم : وهو أَهْوَنُ عليَّ مِن بَعْرَة يُرْمَى بها كَلْبٌ وأَصْلُه مِن فِعْل المُعْتَدَّةِ عن موتِ زَوْجِهَا ويقال منه : بَعَرَتِ المُعْتَدَّةُ فهي باعِرٌ . انْقَضَتْ عِدَّتُها أي رَمَتْ بالبَعْرَةِ . وَبَعَرَتْه : رَمَتْه بها كذا في الأساس . وليلةُ البَعِيرِ : هي اللَّيْلَةُ التي اشتَرى فيها رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جابِرٍ جَمَلَه وقد جاءَ هكذا في حَدِيثه . ومِن أمثالهم : " أنتَ كصاحِبِ البَعْرَة " وكان مِن حديثه أنَّ رجلاً كانت له ظِنَّةٌ في قومه فجَمَعَهَم لِيَسْتَبْرئَهم وأخَذَ بَعْرَةً فقال : إنِّي رامٍ ببَعْرَتِي هذه صاحبَ ظِنَّتي فجَفَلَ لها أحدُهم وقال : لا تَرْمِنِي بها فأَقَرَّ على نفسِه . وأبناءُ البَعِيرِ : قومٌ . وبنو بُعْرَانَ : حَيٌّ كذا في اللِّسَان