وقولُ الجوهريِّ : مصدرٌ وَهَمٌ قال شيخُنا : وهذا ممّا لا يَنْبَغِي بمثلِه الاعتراضُ عليه : إذْ هو لعلَّه أراد كَوْنَه مَصدَراً على رَأْى مَن يقولُ في أمثاله بالمصدريَّة كما في النِّشْدَةِ وأمثالِهَا قالوا : إنه مصدرُ نَشَدَ الضَّالَّةَ أو جاءَ به على حدذْفِ مضافٍ أي اسم مصدر الإمرة بالكسر أو غير ذلك مما لا يخفَى عمَّن له إلمامٌ باصطلاحهم .
يقال : له على أمْرَةٌ مُطَاعَةٌ بالفتح لا غير للمَرَّةِ الواحدِةِ منه أي من الأمْر أيْ له عليَّ أمْرَةٌ أُطِيعُه فيها ولا تَقُل : إمْرَةٌ بالكسر إنما الإمْرَةٌ من الولاية كذا في التَّهْذِيب والصّحاح وشُرُوح الفَصِيح وفي الأساس : ولكَ عليَّ أمْرَةٌ مُطاعةٌ أي أنْ تَأْمُرَنِي مَرَّةً واحِدَةً فأُطِيعَكَ .
والأمِيرُ : المَلِكُ لِنَفَاذِ أمْرِه وهي أي الأُنْثَى أمِيَرةٌ بهاءٍ .
قال عبدُ الله بنُ هَمّام السَّلُولِيُّ : .
ولَوْ جاؤُوا بِرَمْلَةَ أو بِهِنْدٍ ... لبايَعْنَا أمِيرَةَ مُؤْمِنينا . قال شيخُنَا : وهو بناءً على ما كان في الجاهليَّة مِن تَوْلِيَةِ النِّسَاءِ وإنْ مَنَعَ الشَّرْعُ ذلك على ما تَقَرَّر بَيِّنُ الإمارةِ بالكسرِ لأنّها من الولايات وهي ملحقةٌ بالحِرَف والصَّنائع ويُفْتَحُ وهذا ممّا أنكرُوه وقالوا هو لا يُعرَف كما في الفَصِيح وشُرُوحه قاله شيخُنَا وقد ذَكَرَهما صاحبُ اللِّسَان وغيره فتَأَمَّلْ " ج أُمَراء " .
الأميرُ : قائدُ الأعْمَى لأنه يَملِكُ أمرَه ومنه قول الأعشى : .
إذا كانَ هادِى الفَتَى في البِلا ... دِ صَدْرَ القَنَاةِ أطاعَ الأميرَا . الأَمِيرُ : الجارُ لانْقيادِه له . الأَمِيرُ : هو المُؤامَر أي المُشَاوَر وفي الحديث : " أمِيرِي مِن الملائكةِ جِبْرِيلُ " أي صاحب أمْرِي ووَلِيِّي وكلُّ مَن فَزِعْتَ إلى مُشَاوَرَتِه ومُؤَامَرَتِه فهو أمِيرُك . الأَمِيرُ : المُؤَمَّرُ كمُعَظَّمٍ المُمَلَّكُ يقال : أمِّرَ عليه فلانٌ إذا صُيِّر أمِيراً .
المُؤَمَّرُ : المُحَدَّدُ بالعَلاماتِ قيل : هو المَوْسُومُ . وسِنَانٌ مُؤَمَّرٌ : أي مُحَدَّدٌ قال ابنُ مُقْبِلٍ : .
وقد كانَ فِينا مَنْ يَحُوطُ ذِمَارَنا ... ويُحْذِي الكَمِيَّ الزّاعِبِيَّ المُؤَمَّرَا . المُؤَمَّرُ : القَنَاةُ إذا جَعَلْتَ فيها سِنَاناً والعربُ تقول : أمِّرْ قَنَاتَكَ أي اجعَلْ فيها سِنَاناً .
المُؤَمَّرُ : المُسَلَّطُ . وقال خالدٌ في تفسِيرِ الزّاعِبِيُّ المُؤَمَّر : إنّه هو المُسَلَّط والزّاعِبيُّ الرُّمْح الذي غذا هُزَّ تَدافَعَ كلُّه كأنّ مُؤَخَّرَه يَجْرِي في مُقَدَّمِه ومنه قيل : مَرَّ يَزْعَبُ بحِمْلِه إذا كانَ يَتَدَافَعُ حَكَاه عن الأصمعِيِّ .
في التَّنزِيل العزيز : " أطِيعُوا اللهَ وأطِيعُوا الرَّسُول وأُولِي الأمْرِ منكم " . قالوا : أولُو الأمْرِ : الرُّؤَسَاءُ والعُلَماءُ وللمفسرِّين أقوالٌ فيه كثيرة .
وأَمِرَ الشيْءُ كفَرِحَ أمَراً وأمَرَةً بالتَّحْرِيك فيهما : كَثُرَ وتَمَّ . وحَكَى ابنُ القَطَّاع فيه الضّمَّ أيضاً قال المصنِّفُ في البَصائر : وأمِرَ القَوْمُ كسَمِعَ : كَثُرُوا وذلك لأنّهم إذا كَثُرَوا صارُوا ذا أمْرٍ مِن حيثُ إنّه لا بُدَّ لهم مِن سائِسٍ يَسُوسُهم فهو أمِرٌ كفَرِح قال : .
" أُمُّ عِيَالٍ ضَنْؤُهَا غيرُ أمِرْ . والاسمُ الإمْرُ . وزَرْعٌ أمِرٌ : كَثِيرٌ : عن اللِّحيانيّ . وقَرَأَ الحَسَنُ : " أمِرْنَا مُتْرَفِيها " على مِثَالِ عَلِمْنَا قال ابنُ سِيدَه : وعَسى أن تكونَ هذه لغةً ثالثةً وقال الأعْشَى : .
طَرِفُونَ ولادُون كلَّ مُبَارَكٍ ... أمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ . ويقال : أمَرَهم اللهُ فأمِرُوا أي كَثُرُوا .
يقال : أمِرَ الأمْرُ يَأْمَرُ أمْراً إذا اشتدَّ . والاسْمُ الإمْرُ بالكسر . وتقولُ : العرب : الشَّرُّ أمِرٌ .
ومنه حديثُ أبي سُفْيَانَ : لقد أمِرَ أمْرُ ابنِ أبي كَبْشَةَ وارتَفَعَ شَأْنُه يعني النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم . منه حديثُ ابنِ مسعود : كُنّا نقولُ في الجاهِلِيَّةِ : قد أمِرَ بنو فلانٍ أي كَثُرُوا