وهَمَذَانُ مُحَرَّكَةًُ د من كُوَرِ الجَبَلِ بينه وبين الدِّينَوَرِ أَرْبَعُ مَراحِلَ ونقَلَ شيخُنا عن شَرحِ الشِّفَاءِ للشِهاب أن المعروفُ بين العَجَم إهمالُ دَالِه فكأنّ هذا تَعرِيبٌ له بَنَاهُ هَمَدَانُ بنُ الفَلُّوج ابن سَامِ بنِ نُوحٍ عليه السلام قاله هِشامُ بن الكلّبيّ وهو أخو أصفَهَانَ ووُجِد في بعضِ كُتُبِ السّريانِيّين أَن الذي بنى هَمَذَانَ يقال له كرميس بن جلمون وذكر بعضُ علماءِ الفُرس أَن اسم هَمَذَان إنما هو نادَمه ومعناه المحبوبة وقال ربيعة بن عثمان : كان فَتْحُ هَمَذَانَ في جُمَادَى الأُولَى على رَأْسِ ستَّةِ أَشهُرٍ من مَقْتَل عُمَر بنِ الخَطَّاب وكان الذِي فَتَحَهَا المُغِيرَة بن شُعْبة في سَنَةِ أَرْبَعٍ وعِشرينَ مِن الهِجْرَةِ ويُقَال : إِن أَوَّل مَن بنى هَمَذَانَ جم بن نوجهان بن شالخ بن أَرْفخشِذ بن سام بن أَسفَنْدِيَار وسماها مساور ويعرب فيقال ساروق حصنها بهمن بن أسفنديان وهو أَحسنُ البِلادِ هواءً وأَطيبُهَا وأَنْزَهُهَا وما زالَ مَحَلاًّ للملوكِ ومَعْدِناً لأَهْلِ الدِّين والفَضْلِ لولا شِتَاؤُه المُفْرِط بحيث قد أُفْرِدَتْ فيه كُتُبٌ وذُكِرَ أَمرُه في الشِّعْرِ والخُطَب قال كاتِبُ بَكرٍ : .
هَمَذَانُ مَتْلَفَةُ النُّفُوسِ بِبَرْدِها ... والزَّمْهَرِيرِ وحَرُّهَا مَأْمُونُ .
غَلَبَ الشِّتاءُ مَصِيفَهَا ورَبِيعهَا ... فَكَأَنَّمَا تَمُّوزُها كَانُونُ وسأَل عُمرُ بنُ الخَطَّابِ رَجُلاً : من أَين أَنت ؟ فقال : من هَمَذانَ . فقال : أَمَا إِنَّهَا مَدِينَةُ هَمٍّ وأَذًى يُجَمِّد قُلوبَ أَهْلِهَا كما يَجْمُد ماؤُها .
ه ن ب ذ .
الهَنْبِذَةُ أَهمله الجوهَرِيُّ وقال ابنُ دريد هو : الأَمْرُ الشديدُ ج الهَنَابِذُ وكذلك الهَنْبَثَة والهَنَابِثُ كذا في التكملة واللسان .
ه و ذ .
الهَوْذَةُ : القَطَاةُ وخَصَّ بعضُهم بها الأُنْثَى وبها سُمِّيَ الرجُل ج هُوذٌ على طَرْحِ الزائِدِ قال الطِّرِمّاحُ : .
مَنَ الهُوذِ كَدْرَاءُ السَّرَاةِ ولَوْنُها ... خَصِيفٌ كلَوْنِ الحَيْقُطَانِ المُسَيَّحِ وقيل : هَوْذَةُ مَعْرِفَةً كما هو صَنِيع الجوهَريّ وغيرِه هي القَطَاةُ الأَنْثَى وقيل : طائرٌ غيرُها . هَوْذَةُ : اسم رَجُل م وهو هَوْذَةُ بنَ عَلِيٍّ الحَنَفِيّ صاحِبُ اليَمَامَة قال الجوهريُّ : سُمِّيَ باسمِ القَطَاةِ وأَنشد للأَعْشَى : .
" مَنْ يَلْقَ هَوْذَةَ يَسْجُدْ غَيْرَ مَتَّئِبٍإِذَا تَعَمَّمَ فَوْقَ التَّاجِ أَوْضَعَا قال شيخُنَا : وقَع في شُروح الشِّفَاءِ خِلافٌ في ضَبْطِ هَوْذَةَ هذا فقال البُرْهَان الحَلَبِيُّ إِنه بالفتح كما جزمَ به الجوهريُّ وهو ظاهِرُ المُصنّف أَو صَرِيحه وقال الدَّمِيرِيُّ : إِنه بالضَّمّ وتَعَقَّبُوه وزعمَ القُطْبُ الحَلَبِيُّ أَن دالَهُ مُهمَلة وغلَّطَه في ذلك البرْهَانُ وهو جَدِيرٌ بالتَّغليطِ فإِن إِهمال دالِه غيرُ معروفٍ كما أَن الضمّ كذلك انتهى . والهَاذَةُ : شَجَرَةٌ لها أَغْصَانٌ سَبْطَةٌ لا وَرَقَ لها ج الهَاذُ قال الأَزْهَرِيُّ : رَوَى هذا النّضْرُ قال : والمحفوظ في بابِ الأَشْجَارِ الحاَذُ . واليَهُوذِيّ : اليَهُودِيّ لُغَة فيه قاله أَبو عَمرو في فائِت الجَمْهَرة قال شيخُنَا : صَرِيحة أَنَّ الياءَ زائدة في أَوَّله وأَصل المادّة هوذ وهو في المهملة ربما يَتَوَجَّه لأَنهم قالوا في الفعل منه هَادُوا أَي صارُوا يَهُوداً وأَمَّا في المُعْجَمَة فلم يُسْمَع له تَصريفٌ إِلاَّ على جِهَةِ الحَدْسِ كما قاله ابنُ السَّرَّاج في أُصولِه ووافقوه فكان الأَوْلَى أَنْ يَعْقِدَ لمثْل هذا فَصْلَ الياءِ آخِرَ الحُرُوف ويَذْكر يَهُوذَا فيه انتَهى . قلت : وهو ابنُ يَعْقُوب عليهما السلام . ومما يستدرك عليه : الهَوْذُ بن عَمرِو بن الأَحَبّ بن رَبِيعَة بن حِزَامِ بن ضِنَّة بَطْن من عُذْرة منهم بُثَيْنَةُ بنت حَبَإٍ بن ثَعْلَبَةَ بن الهَوْذِ العُذْرِيّة صاحِبة جِمِيل بن مَعْمَر