شَذَّ يَشُذُّ بالضمّ على الشُّذوذ والنُّدْرَة ويَشِذُّ بالكسر على القياسِ هذا الّذي ذكَره أَئمّة الصَّرفْ وأورده الشيخُ الشيخُ ابنُ مالِكٍ في مُصَنّفَاته شَذّاً وشُذُوذاً فهو شاذٌّ قال شيخُنَا : وحكَى الشَّهَاب في يُونُس تَثلِيثَ المُضارِع وهو غَيْرُ مَعْروفٍ ولا وَجْهَ للفَتْحِ إلاَّ إذا ثَبَتَ كَسْرُ مَاضِيه ولم يَذْكُرُوه والله أَعلم وفي المحكم : شَذَّ الشْيءُ يَشِذُّ ويَشُذُّ شَذّاً وشُذُوذَا : نَدَرَ عَن الجُمْهورِ وخَرَج عَنْهُم . وزاد غيره : وانفَرَد . وقال الليثُ : شَذَّ الرَّجُلُ إذا انْفَرَدَ عن أصحابِه وكذلك كُلُّ شيءٍ مُنْفَرِد فهو شاذٌّ وشَذَّه هو كَمدَّه يَشُذُّه لا غيرُ وشَذَّذَه وأشَذَّه أنشد أبو الفَتح بن جِنِّي : .
فَأَشَذَّنِي لِمُرُورِهِمْ فكَأَنَّنِي ... غُصْنٌ لأِوَّلِ عَاضِدٍ أو عاصِفِ قال : وأبَي الأصمَعِيُّ شَذَّهُ وسَمَّي أهلُ النحْوِ ما فَارَقَ ما عليه بَقيَّةُ بابِه وانفَرَدَ عن ذلك إلى غَيْرِه شَاذاً حَمْلاً لهذا المَوْضِع على حُكْمِ غَيْرِه . وفي الأساس : ومن المَجاز : هو شَاذٌّ عن القِيَاس وهذا مِمَّا يَشِذُّ عن الأُصول وكَلِمَةٌ شَاذَّةُ وهذه عن الليث . جاءُوا شُذَّاذاً الشُّذَّاذُ كرُمَّان القِلاَلُ و قَوْمٌ شُذَّاذٌ وهم الذينَ لمْ يَكُونوا في حَيِّهم ومَنَازِلِهِم وعِبَارة المحكم : الذينَ يَكُونُونَ في القَوْمِ لَيْسُوا في قَبَائِلهم ولا مَنَازِلهم وهو مَجاز وفي حديث قَتادَةَ وذَكَر قَوْمَ لُوطٍ فقال : " ثُمَّ أتْبَعَ شُذَّانَ القَوْمِ صَخْرّاً مَنْضُوداً " أَي منْ شَذَّ مِنهم وخَرَجَ عَنْ جَماعته وهو جَمْعُ شَاذٍّ مثْل شَابٍّ وشُبَّانٍ . والشِّذَّانُ بالكسر : السِّدْرُ . الشَّذَّانُ بالفَتْحِ والضمّ : ما تَفَرَّق مِن الحَصَى وغيرِه كالإبل ونحوِه وهو مجازٌ كما في الأساس فمن قال شُذَّان بالضمّ فهو جَمْع شَاذٍّ ومن قال بالفتح فهو فَعْلاَنُ وهو ما شَذَّ من الحَصَى قال ابنُ سِيدَه وشُذَّانُ الحَصَى ونَحْوَه : ما تَطايرَ مِنه وحكَى ابنُ جِنِّي الفَتْحَ تَبَعاً للجوهرِيُّ قال امرُؤ القَيْسِ : .
تُطَايِر شَذَّانَ الحَصَى بِمَنَاسِمٍ ... صِلاَبِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أمْعَرَا وفي كِتَاب الفرق لابن السيد : وشَذَّ الحَصَى إذا تَفَرَّق وأشَذَّتْه الناقَةُ إذا فرَّقَتْه . ومثلُه لابن القَطَّاع قال امرؤ القَيْس : .
كَأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ حِينَ تُشِذُّه ... صَلِيلُ زُيوف يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا وفي الصحاح : وشَذَّانُ الإبل وشُذَّانُها : ما افْتَرَقَ منها أنشد ابنُ الأَعْرابِيّ . . : .
" شُذَّانُهَا رَائِعَةٌ لِهَدْرهِ وشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ : مُحَدِّث واسمه هلالٌ كذا في التبصير وهو أَبُو بيدة اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ صَدوقٌ له أوْهَامٌ وأَفْرَاد من العاشرة . يقال : أَشَذَّ الرجلُ إذا جاءَ بِقَوْلٍ شَاذٍّ نادرٍ .
أَشَذَّ الشَّيْءَ : نَحَّاه وأقْصَاه . ويقال : شَاذٌّ أَي مُتَنَحٍّ وعن ابنِ الأَعرابيّ : يقال : ما يَدَعُ فُلانٌ شَاذّاً ولا نادّاً إلاَّ فَعَله إذا كان شُجاعاً لا يَلقَاهُ أَحدٌ إلاَّ قَتَلَه . وقال ابنُ القَطَّاع : أَشَذَّه : فَرَّقَه وقيل شَذَّه وأَشَذَّه بمعنىً .
ش ر ذ .
فَشَرِّذْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم وهو قول الله عزّ وجلّ في كِتابه العزيز اهمله الجوهَرِيّ وقد جاءَ بالذالِ المُعْجَمة في قراءَة الأَعْمَشِ ونبّه عليه البيضاويّ وغيره لكنه لم يَعْزُها لأَحَدٍ وقال الشِّهاب في العنايَة وقُرِئ : فَشَرِّذْ بالذال المعجمة وهو بمعنَى المهملة وقال أَبو الفتح بنُ جِنِّي في كتاب المُحْتَسب وغيرِه : لم يَمُرَّ بِنَا في اللُّغَةِ تركيب : شَرِّذ وكأَنَّ الذَال بَدَلٌ من الدّالِ : لتقارب مخرجيهما وقد أَشرْنا إِلى ذلك في أَوّل الحرف قال شيخنا : وقيل : إنه مقلوب مِن شَذَر ومنه شَذَر مَذَر للتفرُّق وذهبَ بعضُ أهلِ اللغة إِلى أنها مادّة موجودة مستعملة ومعناها التَّنْكِيل ومعنى المهمل التَّفْرِيق كما قاله قُطْرُب لكنها نادِرة .
ش ر ب ذ