تِرْمِيذُ كإِثْمِد قال شيخنا : الأَوْلَى التمثيلُ بِزِبْرِج لأَن التاءَ أَصليّةٌ ولذلك ذُكِرَتْ في بابها : بِبُخَارَا وإِنما يُعَبَّر بالقَرْية عن صِغَار البلاد وتِرْمذُ مدينةٌ عظيمة واسعة بخُراسانَ وقال ابنُ الأَثير : بَبلْخ على طَرَف جَيْحُونَ قال ابنُ السَّمْعَانيّ في الأَنساب : وأَهْلُ المَعرِفَة يَضُمُّون التاءَ والميمَ وهكذا قالهُ ابنُ الأَثير : والمُتَدَاولُ عَلى لسان أَهْلِها فَتْحُ التاءِ وكَسْرُ الميمِ قال ابنُ الأَثير : ولكُلٍّ مَعْنًى وبَعْضُهم يَفْتَح التاءَ وبعضُهم يَضُمُّها وبعضهم يَكْسِرُهَا ولا يُخْفَى أَنه لو قال : مثلّث الأَول والثالث لكان أَخصرَ وفيها لغةٌ رابعة فتْح الأَول وكسْر الثالث وخامسة فتح الأَوّل وضمّ الثالث ولم يَذْكر من نُسبَ إِليها كما هو عادته مع أَنهُ آكَدُ منها الإِمام أَبو عيسى محمّد بن عيسى بن سَوْرَةَ بن موسى بن الضّحَّاك السُّلَميّ الضرير الحافظ صاحب كتَاب الجامشع تَلْمَذَ للبخاريّ وشاركه في شيوخ روَى عنه أَبو العباس المحبوبيّ والهَيْثَم بن كُليب الشاشي وغيرهما وتوفِّيَ بِبُوغ من قُرَى تِرْمذ سنة 279 ، وأَبو جعفر محمّد بن محمّد بن أَحمد بن نصْر الفقيه التِّرمذيّ روى ببغدادَ عن يحيى بن بكرٍ المِصريّ وغيرِه وتوفي سنة 350 . ومما استدركه صاحب السان في هذا الباب : ت ل م ذ .
التِّلْمِيذ جمعه التَّلامِيذ وهم الخَدَم والأَتباع ونقل شيخنا عن عبد القادر البغداديّ في شرحه على شواهد المغني وحاشيته على الكعبية أَن المراد منه المتعلّم وقد أَلّف فيه رسالة مستقلّة جزاه الله خيراً انتهى وسيأْتي له ذكر في ت ل م إِن شاءَ الله تعالى .
فصل الجيم مع الذال المعجمة .
ج أَ ذ .
الجائِذُ أَهمله الجوهريّ وقال الليث : هو العَبَّابُ في الشَّرابِ وقد جَأَذ يَجْأَذُ جَأْذاً إِذا شَرِب وعن أَبي عَمرٍو نَحْوُ ذلك وأَنشد لأَبي الغَرِيب النَّصْرِيّ : .
" مُلاَهِسُ القَوْمِ عَلَى الطَّعَامِ .
" وَجَائِذٌ فِي قَرْقَفِ المُدَامِ .
" شُرْبَ الهِجَانِ الوُلَّهِ الهِيَامِ وقال شيخنا : صريح اصطلاحه أَن المضارع بالكسر كيضرِب والمصرّح به في الأَفعال وغيرها أَنه بالفتح فلو قال : وقد جأَذَ كمَنَعَ لأَصابَ واختصرَ ودفعَ الإيهامَ .
ج ب ذ .
الجَبْذُ : الحَذْبُ لغة فيه وقد جَبَذَ جَبْذاً وفي الحديث : فجَبَذَني رجُلٌ من خَلْفي . وليس مَقْلُوبَه كما ظنَّه أَبو عبيد بل لُغَةٌ صحيحةٌ ووَهِمَ الجوهريُّ وغيرُه يعني أَبا عُبَيْد في دعواهم أَنه مقلوب منه وقال ابنُ سِيده : وليس ذلك بشيْءٍ وقال : قال ابنُ جنِّي : ليس أَحَدُهما مَقْلوباً عن صاحبه وذلك أَنهما يتصرَّفان جَميعاً تَصَرُّفاً واحداً تقولُ جذَبَ يَجْذِب جَذْباً فهو جاذِبٌ وجَبَذ يَجْبِذ جَبْذاً فهو جابِذٌ فإِن جعلت مع هذا أَحدَهما أًصلاً لصاحبه فَسَدَ ذلك لأَنك لو فعلْته لم يكن أَحدُهما أَسْعَدَ بهذه الحالِ من الآخَرِ فإِذا وَقَفْتَ الحَالَ بهما ولم تُؤْثِرْ بالمَزِيَّة أَحدَهما . وجَبَ أَن يَتَوازَيَا فيتساوَيَا فإِن قَصَّر أَحدُهما عن تَصرُّف صاحبِه فلم يُساوِه فيه كان أَوْسَعُهما تَصَرُّفاً أَصلاً لصاحبه . كالاجْتِباذِ والفِعْلث كضَرَبَ جَذَب وَجَبَذَ يَجْبِذُ وفي التهذيب : الجَبْذُ لُغَةُ تَمِيمٍ في جَذَبَ الشيءَ : مَدَّه . والجَبَذَةُ مُحَرَّكَةً : الجُمَّارَةُ وهي شَحْمَةُ النخْلَة فيها خُشونَةُ يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ فتُؤْكَلُ : الجَذَبَة . وجَبَاذِ كقَطَامِ : المَنِيَّةُ كجَذَابِ قال عَمْرُو بن حميل .
فاجْتَبَذَتْ أَقْرَانَهُمْ جَبَاذِ ... أَيْدِي سَبَا أبْرَحَ مَا اجْتِبَاذِ