فهذا في الغَضَب لأَن صَخْرَ الغَيِّ أَيْأَسَ الحَمَامَةَ مِن وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عليه ولأَن الحمامةَ أَيأَسَتْه من وَلَدِه فغَضِبَ عليها وقال شُرَّاح الفصيحِ : وَجَدْتُ على الرَّجُلِ مَوْجِدَةً أَي غَضِبْتُ عليه وأَنا واجِدٌ عليه أَي غَضْبَانُ وحكَى القَزَّازُ في الجامِع وأَبو غالبٍ التَّيّانِيّ في المُوعب عن الفَرَّاءِ أَنه قال : سَمِعْت بعضَهم يقول : قد وَجِدَ بكسر الجيم والأَكثر فَتْحُهَا إِذا غَضِبَ وقال الزمخشريُّ عن الفراءِ : سَمِعْت فيه مَوْجَدَةً بفتح الجيم قال شيخُنَا : وهي غَرِيبَةٌ ولم يَتَعَرَّض لها ابنُ مالكٍ في الشَّواذِّ على كَثْرَةِ ما جَمَع وزادَ القَزَّازُ في الجامِع وصاحِبُ المُوعب كِلاهُمَا عن الفَرَّاءِ وُجُوداً من وَجَدَ : غَضِبَ وفي الغريب المُصَنَّف لأَبي عُبَيْد أَنه يقال : وَجَد يَجُد مِن المَوْجِدَة والوِجْدَانِ جَمِيعاً . وحكى ذلك القَزَّازُ عن الفَرَّاءِ وأَنشد البيتَ وعن السيرافيّ أَنه رَوَاه بالكَسْرِ وقال : هو القياسُ قال شيخُنَا : وإِنما كانَ القِيَاسَ لأَنه إِذا انضَمَّ الجيمُ وَجَبَ رَدُّ الواوِ كقولِهم وَجُه يَوْجُه مِن الوَجَاهة ونَحْوه . وَجَد به وَجْداً بفتح فسكون فِي الحُبِّ فَقَطْ وإِنه لَيَجِد بِفُلاَنَةَ وَجْداً شَدِيداً إِذا كانَ يَهْوَاها ويُحِبُّهَا حُبًّا شديداً وفي حديث وَفْد هَوَازِنَ قَوْلُ أَبي صُرَد ما بَطْنُها بِوَالِد ولا زَوْجُها بِوَاجِد أَي أَنه لا يُحِبُّهَا أَوردَه أَبو جَعْفَر اللبليّ وهو في النهاية وفي المحكم : وقالتْ شاعِرَةٌ مِن العرب وكَانَ تَزَوَّجَهَا رجُلٌ مِن غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا .
" وَمَنْ يُهْدِ لِي مِنْ مَاءِ بَقْعَاءَ شَرْبَةًفَإِنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَةَ أَرْبَعَا .
لَقَدْ زَادَنَا وَجْداً بِبَقْعَاءَ أَنَّنَا ... وَجَدْنَا مَطَايَانَا بِلينَةَ ظُلَّعَا .
" فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بِالرَّمْلِ أَنَّنِيبَكَيْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعَا