فقال : أَغَارَ : ذَهَبَ في الأَرْض أَنْجَدَ : ارْتَفَعَ . قال : ولا يكون أَنْجَدَ في هذه الرِّواية أَخَذَ في نَجْدٍ لأَن الأَخْذ في نَجْدٍ إِنما يُعادَالُ بالأَخْذ في الغَوْرِ وذلك لتقابُلهِمَا وليستْ أَغَارَ من الغوْرَ لأَن ذلك إِنما يُقَال فيه غَارَ أَي أَتَى الغَوْرَ قال : وإِنما يكون التقابل في قَوْلِ جَرير : .
" في المُنْجِدِينَ وَلاَ بِغَوْرِ الغَائِرِ وأَنْجَدَتِ السماءُ : أَصْحَتْ حكَاها الصاغانيُّ . وأَنْجَدَ الرجُلُ : قَرُبَ من أَهْلِه حَكَاهَا ابنُ سِيدَه عن اللَّحْيَانِّي . وأَنجَدَ فُلانٌ الدَّعْوَةَ : أَجَابَها كذا في المحكم . والنَّجُودُ كصبور من الإِبل والأُتُنِ : الطَّويلةُ العُنُقِ أَو هي من الأُتُن خاصّةً : التي لا تَحْمِلُ قال شَمِرٌ : هذا مُنْكَر والصواب ما رُوِيَ في الأَجناس : النَّجُودُ : الطويلةُ من الحُمُرِ وروى عن الأَصمعيّ : أُخِذَت النَّجُودُ من النَّجْدِ أَي هي مُرْتَفعة عظيمةٌ ويقال : هي النَّاقَةُ الماضَيةُ قال أَبو ذُؤَيْب .
" فَرَمَى فَأَنْفَذَ مِنْ نَجْودٍ عَائِطٍ قال شَمِرٌ : وهذا التفسيرُ في النَّجودِ صَحِيحٌ . والذي رُوِيَ في باب حُمُرِ الوَحْشِ وَهَمٌ وقيل : النَّجُود : المُتَقَدِّمةُ وفي الرَّوْض : النَّجُودُ من الإِبل : القَوِيَّةُ نقلَه شيخُنَا وقيل : هي الطًّويلة المُشْرِفَة والجمع نُجُدٌ . والنَّجُود من الإِبل المِغْزَارُ وقيل : هي الشَّدِيدةَ النَّفْسِ وقيل : النَّجُود من الإِبل : التي لا تَبْرُكُ إِلاَّ على المَكَانِ المُرْتَفِعِ نقله الصاغانيُّ . والنَّجْدُ : الطريقُ المرتفِعُ وقيل : النَّجُود : التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فتَغْزُرُ إِذا غَزُرْنَ وقد نَاجَدَتْ إِذا غَزُرَتْ وكَثُرَ لَبنُها والإِبل حينئذٍ بِكَاءٌ غَوَارِزُ وعبَّر الفارسيُّ عنها فقال : هي نحو المُمَانِح . والنَّجُودُ : المرأَةُ العَاقِلَةُ النَّبِيلة قال : شَمِرٌ : أَغربُ ما جاءَ في النَّجُود ما جاءَ في حَدِيث الشُّورَى " وكانَت امْرَأةً نَجُوداً " يريد : ذَاتَ رَأْى كأَنَّهَا التي تَجْهَد رَأْيَها في الأُمورِ يقال نَجَدَ نَجْداً أَي جَهَدَ جَهْداً . وزاد السُّهيليّ في الرَّوض : وهي المَكْرُوبة نُجُدٌ ككُتُب . وأَبو بكر عاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ ابنُ بَهْدَلَةَ وهي أَي بَهدَلَة اسم أُمّه وقيل : إِنه لَقَبُ أَبيه وقد أَعاده المُصنِّف في اللام قارِيءٌ صَدُوقٌ له أَوْهَامٌ حُجَّةٌ في القِرَاءَة وحَديثه في الصَّحيحينِ وهو من موالِي بني أَسَدٍ مات سنة 128 . والنَّجْدَة بالفتح : القِتَالُ والشَّجَاعَةُ قال شيخُنَا : قَضِيَّتُه تَرَادُفُ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ وأَنهما بمعنًى واحدٍ وهو الذي صَرَّح به الجوهريُّ والفيُّوميُّ وغيرُهما من أَهْلِ الغَرِيبِ ومَشَى عليه أَكثرُ شُرَّاحِ الشِّفاءِ وجزمَ الشهابُ في شرْحه بالفَرْقِ بَيْنَهما وقال : الفَرْقُ مثلُ الصُّبْحِ ظاهِرٌ فإِن الشجاعة جَرَاءَةٌ وإِقدَامٌ يَخوض به المَهَالِكَ والنَّجْدَة : ثَبَاتُه على ذلك مُطْمَئِنًّا من غير خَوْفِ أَنْ يَقَع على مَوْتٍ أَو يَقَع المَوْتُ عليه حتى يُقْضَى له بِإِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ : الظَّفْرِ أَو الشَّهادَةِ فيَحْيَا سَعِيداً أَو يَموت شَهِيداً فتلكَ مُقَدِّمة وهذه نَتِيجَتُها . ثم قال شيخُنَا : ويبقى النَّظَرُ في تفسِرِهَا بالقِتَال وها هو مُرَادِفٌ للشَّجَاعةِ ولها فتأَمل . وفي بعض الكتب اللغوية : النَّجدَة بالكسر : البلاءُ في الحُرُوبِ ونقله الشِّهاب في العِناية أَثناءَ النَّمْلِ تقول منه : نَجُدَ الرجُلُ بالضّم فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ وجمْع نَجُدِد وأَنْجَاد مثل يَقُظٍ وأَيْقَاظ وجمع نَجِيد نُجُدٌ ونُجَدَاءُ . والنَّجْدَة : الشِّدَّةُ والثِّقَلُ لا يُعْنَى به شِدَّة النَّفْسِ وإِنما يَعنَى به شِدَّة الأَمْرِ عليه قال طَرَفَةُ : .
" تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيَهَا نَجْدَةً