يُريد المَغْلُوب المُعْيَا والمَنْجُود : الهالِك . وفي الأَساس : وتقول : عِنْده نُصْرَةُ المَجْهُودِ وعُصْرَةُ المَنْجُود . نجِدَ البَدَنُ عَرَقاً إِذا سَالَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ الأَخيرةُ نادِرَةٌ إِذا عَرِق من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ فهو مَنجود ونَجِيد ونَجِدٌ ككتِفٍ : عَرِقٌ فأَمّا قوله : .
" إِذا نَضَحَتْ بِالماءِ وَازْدَادَ فَوْرُهَانَجَا وهُوَ مَكْرُوبٌ مِنَ الغَمِّ نَاجِدُ فإِنه أُشْبَع الفَتْحَةَ اضطراراً كقوله : .
فَأَنْتَ مِنَ الغَوَائلِ حِينَ تَرْمِي ... ومنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتَزَاحِ وقيل : هو على فَعِلٍ كعَمِلٍ فهو عامِلٌ وفي شِعر حُميد بن ثَور : .
" ونَجِدَ المَاءُ الذي تَوَرَّدَا أَي سَالَ العَرَقُ وتَوَرُّدُه : تَلَوُّنُه . والنَّجْدُ : الثَّدْيُ والبَطْنُ تَحْتَه كالغَوْرِ وبه فُسِّر قولهُ تعالى " وهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ " أَي الثَّدْيَيْنِ وقيل : أَي طَرِيقَ الخَيْرِ وطَرِيقَ الشَّرِّ وقيل : النَّجْدَيْنِ : الطَّرِيقَيْنِ الواضِحَينِ والنَّجْدُ : المُرْتَفع من الأَرْضِ والمعنَى أَلَمْ نُعَرِّفْه طَرِيقَيِ الخَيْرِ والشَّرِّ بَيِّنَيْنِ كبَيَانِ الطَّرِيقَيْنِ العَالِيَيْنِ . وتقول : ذِفْرَاهُ تَنْضَحُ النَّجَدَ بالتَّحْرِيك : العَرَق من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ أَو غيرِه قال النابغةُ : .
" يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماًبِالخَيْزُرانةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ وهو أَيضاً البَلاَدَةُ والإِعياءُ وقد نَجِدَ كفَرِحَ يَنْجَد إِذا بَلْد وأَعْيَا فهو ناجِدٌ ومَنْجُود . ومن المَجاز قولهم : هو طَلاَّعُ أَنْجُدِ وطَلاَّع أَنْجِدَةٍ وطَلاَّعُ نِجَادٍ وطَلاَّع النِّجادِ أَي ضابِطٌ للأُمورِ غالبُ لها وفي الأَساس : رَكَّابٌ لِصِعَابِ الأُمورِ . قال الجوهريُّ يقال : طَلاَّعُ أَنْجُدِ : وطَلاَّعُ الثَّنَايَا إِذا كان سامِياً لمَعَالِي الأُمُورِ وأَنْشَدَ بَيْتَ حُمَيْدِ بنِ أَبي شِحَاذٍ الضَّبِّيّ وقيل هو لِخَالِدِ بن عَلْقَمَةَ الدّارِمِيّ : .
" فَقَدْ يَقْصُرُ الفَقْرُ الفَتَى دُونَ هَمِّهِوقَدْ كَانَ لَوْلاَ القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ يقول : قد يَقْصُر الفَقْرُ الفَتَى عن سَجِيَّتِه من السَّخَاءِ فلا يَجِدُ ما يَسْخُو به ولولا فَقْرُه لَسَمَا وارْتَفَعَ . وطَلاَّعُ أَنْجِدَةٍ جَمْع نِجَادٍ الذي هو جَمْعُ نَجْدٍ قال زِيَادُ بن مُنْقِذٍ في معنَى أَنْجِدَةٍ بمعنى أَنْجُدٍ يَصِفُ أَصحاباً له كان يَصْحَبُهُم مَسْرُوراً : .
" كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمَائِلُهُجَمِّ الرَّمَادِ إِذا مَا أَخْمَدَ البَرِمُ .
" غَمْرِ النَّدَى لاَ يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُهُإِلاَّ غَدَا وَهْوَ سَامِي الطَّرْفِ مُبْتَسِمُ .
يَغْدُو أَمَامَهُمُ فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ ... طَلاَّعِ أَنْجِدَةٍ فِي كَشْحِةِ هَضَمُ ومعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عليه فيُبْرِزُه قال ابن بَرِّيّ : وأَنْجِدَة من الجُمُوع الشّاذَّة كما تقدَّم . وأَنْجَدَ الرَّجلُ : أَتَى نَجْداً أَو أَخَذَ في بلاد نَجْدٍ وفي المثل " أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً " وقد تَقَدَّم . وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد : ذَهَبُوا قال جَرِيرٌ : يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ فِي المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائِرِ أَو أَنجَدَ : خَرجَ إِليه رواها ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيَانيّ . وأَنجَدَ الرجلُ : عَرِقَ كنَجِدَ مثل فَرِحَ . وأَنْجَدَ : أَعَانَ يقال : استَنْجَدَه فأَنْجَدَه : استَعانه فأَعَانَه وكذلك اسْتَغَاثه فأَغاثَه وأَنْجَدَه عليه كذلك . وأَنْجَدَ الشْيءُ : ارْتَفَعَ قال ابنُ سِيدَه : وعليه وَجَّهَ الفارِسِيُّ رِوايةَ مَنْ رَوَى قولَ الأَعشى : .
نَبِيٌّ يَرَى مَالاَ تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ ... أَغَارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا