شَبَّه إِنسانَ العَيْنِ تحْتَ الحاجِب باللَّحْدِ وذلك حين غَارَتْ عُيُونَ الإِبِلِ مِن تَعَبِ السَّيْرِ . وَرَكيَّةٌ لَحُودٌ كصَبور : زَوْرَاءُ أَي مُخَالِفَةٌ عن القَصْدِ مائِلٌَ عنه وقال ابن سيده : اللَّحُودُ من الآبارِ كالدَّحُولِ أُرَاه مَقْلُوباً . قلت : فهو يَدُلّ أَنَّ اللّحُود بِصيغَةِ الجَمْعِ . واللُّحَادَةُ بالضمّ : اللُّحَاتَةُ بالتاءِ والمُزْعَةُ من اللحْمِ يقال : ما على وَجْهِ فُلانٍ لُحَادَةُ لَحْمٍ ولا مُزْعَةُ لَحْم أَي ما عليه شيْءٌ مِن اللَّحْمِ لِهُزَالِه . وفي الحديث حَتَّى يَلْقَى اللهَ وما عَلَى وَجْهِه لُحَادَةٌ مِنْ لَحْمِ أَي قِطْعَةٌ . قال الزمخشريُّ : وما أُراهَا إِلاَّلُحَاتَةً بالتاءِ مِن اللَّحْتِ وهو أَن لا يَدَعَ شيئاً عند الإِنسان إِلاَّ أَخَذَه وقال ابنُ الأَثير : وإِن صَحَّت الرّوايَة بالدَّال فتكون مُبْدَلَة من التاءِ . كدَوْلَجٍ في تَوْلَجٍ . ولاَحَدَ فُلانٌ فُلاناً : أعْوَجَّ كُلٌّ منهما على صَاحِبِهِ ومَالاَ عن القَصْدِ . والمُلْتَحَدُ : المُلْتَجَأُ وفي بعض النُّسخ المَلْجَأُ أَي لأَن اللاجىءَ يَميل إِليه قال الفَرَّاءُ في قَوْله " ولَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاَغاً مِنَ اللهِ وَرِسَالاَتِهِ " أَي مَلْجَاً ولا سَرَباً أَلْجَأُ إِليه .
ل د د .
اللَّدِيدَانِ : جانِبَا الوادِي . وصَفْحَتَا العُنُقِ دُونَ الأُذُنَيْنِ وقيل مَضِيغَتاهُ وعُرْشَاهُ قال رؤبة : .
" عَلَى لَدِيدَيْ مُصْمَئلٍّ صِلْخَادْ ولَدِيدَا الذَّكَرِ : نَاحِيَتَاه وقيل : هما جانِبَا كُلِّ شَيْءٍ أَلِدَّةٌ وعن أَبي عَمْرٍو : اللَّدِيدُ : ظاهِرُ الرَّقَبة وأَنشد : .
" كلُّ حُسَامٍ عَلَمُ التَّهْبِيدِ .
" يَقْضِبُ بِالهَزِّ وبِالتَّحْرِيدِ .
" سَالِفَةَ الهَامَةِ واللَّدِيدِ ومن المَجاز : تَلَدَّدَ فُلانٌ إِذا تَلفَّتَ يَميناً وشِمالاً وتَحَيَّر مُتَبَلِّداً مأْخوذٌ من لَدِيدَيِ الوَادِي أَ جانِبَيْهِ وفي حديث عُثْمَانَ فَتَلدَّدْتُ تَلَدُّدَ المُضْطَرِّ أَي تَحَيَّرْتُ . وتَلدَّدَ الرجُلُ : تَلَبَّثَ وفي الحديث حين صُدَّ عن البَيْتِ : " أَمَرْتُ النَّاسَ فإِذَا هُمْ يَتَلَدَّدُونَ " أَي يَتَلَبَّثُون . ومِن المَجازِ : يقال : ضَرَبَه على مُتَلَدَّدِه . والمُتَلَدَّدُ بفتح الدالِ : العُنُقُ قال الشاعِر يَصِفُ ناقَةً : .
" بَعِيدَةُ بَيْنِ العَجْبِ والمُتَلَدَّدِ أَي أَنَّها بَعِيدةُ ما بين الذَّنَبِ والعُنُقِ . وقولهم : مَالَه عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ أَي بُدٌّ . واللَّدُودُ كصَبُورٍ اسم مَا يُصَبُّ بالمُسْعُطِ مِن السَّقْيِ والدَّاوَءِ في أَحَدِ شِقَّيِ الفَمِ كاللَّدِيدِ أَلِدَّةٌ وفي الحديث أَنه قال " خَيْرُ ما تَدَاوَيْتُمْ به اللَّدُودُ والحِجَامَةُ والمَشِيُّ " ويقال : أُخِذ اللَّدُودُ مِن لَدِيدَيِ الوَادِي . وقد لَدَّه يَلُدُّه لَدًّا بالفتح ولُدُوداً بالضمّ عن كُراع إِذا سَقَاه كذلك وقال الفَرَّاءُ : اللَّدُّ . أَن يُؤْخَذَ بِلِسانِ الصَّبِيّ فَيُمَدَّ إِلى إِحْدَى شِقَّيْه ويُوجَر في الآخَرِ الدَّوَاءُ في الصَّدَف بين اللسانِ وبين الشِّدْقِ . ولَدَّه إِيَّاه وأَلَدَّه إِلداداً وقد لُدَّ الرجُلُ فهو مَلْدُودٌ وفي الحديث " أَنّه لُدَّ في مَرَضِه فلَمَّا أَفاقَ قالَ : لا يَبْقَى في البيتِ أَحَدٌ إِلاَّ لُدَّ " فَعَلَ ذلك عُقوبةً لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذْنِه . وفي المثل " جَرَى مِنْه مَجْرَى اللَّدُودِ " قال : .
لَدَدْتُهُمْ النَّصِيحَةَ كُلَّ لَدًّ ... فَمَجُّوا النُّصْحَ ثُمَّ ثَنَوْا فَقَاءُوا استعمله في الأَعْرَاضِ وإِنما هو في الأَجْسَام كالدَّوَاءِ والماءِ . واللَّدُود : وَجَعٌ يَأْخُذُ في الفَمِ والحَلْقِ فيُجْعَل عليه دَوَاءٌ ويُضع على الجَبْهَة مِنْ دَمِهِ . ولَدَّه يَلُدُّهُ لّدًّا : خَصَمَهُ فهو لادٌّ ولَدُودٌ قال الراجِز : .
" أَلُدٌّ أَقْرَانَ الخُصُومِ اللُّدِّ