ويُرْوَى اللَّبِدُ بالكسرِ . قال أَبو عُبَيد والكَسْر أَجْوَدُ منه أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد وهو كَصُرَدٍ اسمُ آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ بن عادٍ لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فلا يَمُوت . كذا في الأَساس . وفي اللسان : سَمَّاه بذلك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لا يُفَارِقه . ولُبَدق يَنْصَرِف لأَنه ليس بمعدُولٍ وفي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة : كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الذي كان على عَهْدِ دَاوودَ عليه السلامُ . وفي الصّحاح : تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هو الذي بَعَثَتْهُ عَادٌ في وَفْدِهَا إِلى الحَرَمِ يُسْتَسْقِى لها زاد ابنُ الشِّحْنَة : مع مَرْثَد بن سَعْد وكان مُؤْمِناً فلمّا دَعَوْا قيل : قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم فقال مَرْثَد : أَعْطِنِي بِرًّا وصِدْقاً واختار قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه ما أَصابَ قَوْمَه . فَلَمَّا أُهْلِكُوا هكَذَا في سائر النُّسخ وفي بعض منها فلما هَلَكُوا خُيِّرَ لُقْمَانُ أَي قال له اللهُ تَعالى اخْتَرْ ولا سَبِيلَ إِلى الخُلُود بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ هكذا في نُسختنا بالعين ويوجد في بعض نسخ الصحاح بَقَرات بالقاف سُمْرٍ صِفَة لِبعرات مِن أَظْبٍ جمع ظِباءٍ عُفْرٍ صِفة لها قال شيخُنَا : والذي في نُسخ القامُوس هو الأَشْبَه إِذ لا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ ولا تكون منها في جَبَلٍ وَعْرٍ لا يَمَسُّهَا القَطْرُ أَو بَقَاءَ سَبْعَةِ أَنْسُرٍ وسيأْتي للمُصنّف في العين المهملة مع الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ منها فُرْزُعَ وقال : هو أَحدُ الأَنسارِ الثمانِيَة وهو غَلطٌ كما سيأْتي كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلْفَ بَعْدَه نَسْرٌ فاختار لُقْمَانُ النُّسُورَ فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حتى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه وكان يَعيِشُ كلُّ نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً وكان آخِرُها لُبَداً فلما ماتَ ماتَ لُقْمَانُ وذلك في عَصْرِ الحارث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن وقد ذَكَرَه الشُّعرَاءُ قال النابِغَةُ : .
" أَضْحَتْ خَلاَءٍ وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُواأَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ