القَعِيدة أَيضاً : الغِرَارَةُ أَو شِبْهُها يكونُ فيها القَدِيدُ والكَعْكُ وجَمعُها قَعائدُ قال أَبو ذُؤَيْب يَصف صائداً : .
لَهُ مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجَاتٌ ... قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ والضمير في كَسْبِهنّ يَعود عَلَى سِهامٍ ذَكَرها قَبْلَ البيت . ومُعَذْلَجَاتٌ : مَمْلُوآت . والوَشِيق : ما جَفَّ مِن اللّحْمِ وهو القَدِيدُ . القَعِيدَةُ من الرَّمْلِ : التي ليسَتْ بمُسْتطيلةٍ أَو هي الحَبْل اللاطِيءُ بالأَرْضِ بفتح الحاءِ المُهملة وسكون المُوَحَّدة وقيل هو ما ارْتكمَ منه . وتَقَعَّدَهُ : قَامَ بأَمْرِه حكاه ثعلب وابن الأعرابيّ . تَقَعَّدَه : رَيُّثَه عَنْ حَاجَتِه وعَاقَه . تَقَعَّدَ فُلانٌ عن الأَمْرِ إِذا لم يَطْلُبْهُ وقال ثعلب : قَعْدَك اللهَ بالفتحِ ويُكْسَر كما تقدّم وبهما ضبطِ الرضيُّ وغيره وزعم شيخُنا أَن المصنف لم يذكر الكسر فنسبه إِلى القصور وقَعِيدَك اللهَ لا آتيك كلاهُما بمعنى نَاشَدْتُك اللهَ وقيل : قَعْدَك اللهَ وقَعِيدَك اللهَ أَي كأَنُّه قاعِدٌ مَعَك بِحفْظِهِ كذا في النُسخ وفي بعض الأُمَّهَاتِ يحفظ عَلَيْكَ قَوْلَك قال ابن منظور : وليس بِقَوِيٍّ قال أَبو عُبَيْدٍ : قال الكسَائيُّ : يقال قِعْدك الله أَي اللهُ مَعَك أَو مَعْنَاهُ بِصَاحِبِك الذي هو صاحِبُ كلِّ نَجْوَى كما يقال : نَشَدْتُك اللهَ وكذا قولهم قَعِيدَك لاآتيكَ وَقِعْدَك لا آتيك وكلّ ذلك في الصّحاح . وقد تقدّم بعضُ عِبارته قال شيخُنَا : وصَرَّح المازنُّي وغيره بأَنَّه لافِعْلَ لقَعيدٍ بخلاف عَمْرَك اللهَ فإِنهم بَنَوْا منه فِعْلاً وظاهرُ المُصَنِّف بل صَرِيحُه كجَماعةٍ أَنه يُبْنَى مِن كُلٍّ منهما الفِعْلُ . وفي شُرُوح الشواهِد : وأَمَّا قَعْدَك اللهَ وقَعيدَك اللهَ فقيل : هما مَصدرانِ بمعنى المُرَاقَبَةِ وانتصابُهما بتقديرِ أُقْسِم بِمُراقَبتِك اللهَ وقيل : قَعْد وقَعِيد بمعنى الرَّقيب والحفيظ فالمعْنِيُّ بهما اللهُ تعالى ونَصبهما بتقدير أُقْسِم مُعَدًّى بالباءِ . ثم حُذِف الفِعل والباءُ وانتصبا وأُبْدِل منهما الله .
عن الخليل بن أَحمد المُقْعَدُ مِن الشِّعْرِ : كُلُّ بيتٍ فيه زِحَافٌ ولم يَرِد به إِلاَّ نُقصانُ الحَرْفِ من الفاصلة أَو ما نُقِصَتْ مِنْ عَروضِه قُوَّةٌ كقول الرَّبيع بن زِيادٍ العَبْسِيّ : .
أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْر ... تَرْجُو النِّسَاءُ عَوَاقِبَ الأَطْهَارِ والقول الأَخير قاله ابنُ القَطَّاع في الأَفعال له وأَنشد البيت قال أَبو عبيدة : الإِقواءُ نُقْصَانُ الحُرُوفِ من الفاصلة فتنتقص من عروض البيت قُوَّةٌ وكان الخليلُ يُسَمِّي هذا : المُقْعَدَ قال أَبو منصورٍ : هذا صحيحٌ عن الخليل وهذا غيرُ الزِّحافِ وهو عَيْبٌ في الشِّعْر والزِّحَافُ ليس بعَيْب . ونقلَ شيخُنا عن علماءِ القوافي أَنّ الإِقْعَادَ عِبَارَةٌ عن اختلافِ العَرُوض مِن بَحْرِ الكامِل وخَصُّوه به لكثرةِ حَرَكاتِ أَجزائه ثم أَقَامَ النَّكِير على المُصَنِّف بأَن الذي ذَهَبَ إِليه لم يُصَرِّحْ به أَحدٌ من الأَئمّة وأَنه أَدْخَل في كِتابه مِن الزِّيادَة المُفْسِدة التي يَنْبَغِي اجتنابُها إِذ لم يَعْرِفْ مَعناها ولا فَتَحَ لهم بابَها وهذا مع ما أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عن أَبي عُبَيْدَة والخَليلِ وهُمَا هُمَا مِمَا يَقْضِي به العَجَبُ والله تعالى يُسامِح الجميعَ بفَضْلِه وكَرَمِه آمِين . المُقْعَدُ اسم رَجُل كانَ يَرِيشُ السِّهَامَ بالمَدينة وكان مُقْعَداً قال عاصِم بنُ ثابِتٍ الأَنصاريُّ رَضِيَ الله عنه حين لَقِيَه المُشْرِكون ورَمَوْه بالنَّبْل : .
" أَبُو سُلَيْمَانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ .
" وَمُجْنَأٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرِ أَجْرَدِ .
" وَضَالَةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ .
" وصَارِمٌ ذُو رَوْنَقٍ مُهَنَّدِ