استعطافٌ لا قَسَمٌ قاله ابنُ بَرِّيٍّ في الحواشِي في تَرْجَمَةِ وجع في بَيت مُتَمّم السابِق وقال : كذا قالَه أَبو عليٍّ ثم قال بِدليل أَنّه لم يَجِيءْ جَوابُ القَسَمِ . ونصُّ عبارَةِ أَبي عَلِيٍّ : والدليلُ على أَنه ليس بقَسم كَوْنُه لم يُجَبْ بِجَوابِ القَسَمِ . وهو أَي قَعيدَك الله مَصْدَرٌ واقِعٌ مَوْقِعَ الفِعْل بمنزلَة عَمْرَكَ اللهَ في كونِه يَنْتَصِب انتصابَ المَصَادِرِ الواقِعَةِ مَوْقِعَ الفِعْلِ أَي عَمَرْتُك اللهَ ومعناه : سأَلْتُ اللهَ تَعْمِيرَكَ وكذلك قِعْدَكَ اللهَ بالكسر تَقْديره قِعْدك الله هكذا في سائر النّسخ . ونصّ عبارة أَبي عَلِيٍّ : قَعَّدْتُك اللهَ أَي سأَلتُ اللهَ حِفظَك من قوله تعالى : " عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " أَي حفيظ انتهت عبارَةُ ابْنِ بَرِّيّ نقلاً عن أَبي عَلِيّ . فإِذا عَرَفْتَ ذلك فقولُ شيخنا : وقولُه استعطاف لا قَسَمٌ مُخَالِفُ للجمهور تَعَصُّبٌ على المصنّف وقُصُور . قال أَبو الهَيْثم : القَعِيدُ : المُقَاعِدُ الذي يُصاحِبك في قُعُودِك فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقَاعَدَ الرجُلَ : قَعَدَ معه وأَنشد للفرزدق : .
قَعِيدَكُما اللهُ الذي أَنْتُمَا لَه ... أَلَمْ تَسْمَعَا بِالبَيْضَتَيْنِ المُنَاديَا القَعِيد : الحَافِظ للواحِدِ والجَمْعِ والمُذكّر والمُؤنَّث بلفظ واحِدٍ وهما قَعِيدَانِ وفَعِيلٌ وفَعُول ممَّا يَستوِي فيه الواحِدُ والاثنانِ والجمعُ كقوله تعالى : " إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ وكقوله تعالى : " والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ " وبه فسِّر قولُه تَعالَى : " عن اليَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ " وقال النحويّون : معناه : عن اليَمِين قَعِيدٌ وعن الشِّمالِ قَعِيدٌ فاكْتُفِي بذِكْرِ الواحدِ عن صاحِبِه وله أَمثِلَةٌ وشواهدُ . راجع في اللسان وأَنشد الكسائيُّ لِقُرَيْبَةَ الأَعرابيّة .
" قَعِيدَكِ عَمْرَ اللهِ يا بِنْتَ مَالِكٍأَلَمْ تَعْلَمِينَا نِعْمَ مَأْوَى المُعَصِّبِ قال : ولم أَسْمَعْ بيتاً أجْتَمَع فيه العَمْرُ والقَعِيد إِلاّ هذا . وقال ثعلبٌ : إِذا قُلْتَ قَعِيدَكُما اللهَ . جاءَ مَعه الاستفهامُ واليمين فالاستفهامُ كقوله : قَعِيدَكُما اللهَ أَلَمْ يَكنْ كذَا وكذا ؟ وأَنشد قَولَ الفَرزدقِ السابِقَ ذِكْرُه . والقَسمُ قَعِيدَكَ اللهَ لأكْرِمَنَّكَ ويقال : قعِيدَكَ اللهَ لا تَفْعَلْ كذا وقَعْدَكَ اللهَ بفتح القافِ وأَمَّا قِعْدَكَ فلا أَعْرفه ويقال : قَعَدَ قَعْداً وقُعُوداً وأَنشد : .
" فَقَعْدَكِ أَن لاَ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً وقال الجوهريّ : هي يَمِينٌ للعربِ وهي مصادرُ استُعْمِلت مَنصوبةً بفعْلٍ مُضمَرٍ . والقَعِيدُ : ما أَتاكَ منْ وَرَائِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طائرٍ يُتَطَيَّرُ منه بخلافِ النَّطِيح ومنه قول عَبِيد بن الأَبْرَصِ : .
ولَقَدْ جَرَى لَهُمُ ولَمْ يَتَعيَّفُوا ... تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْصَبُ ذكره أَبو عُبَيْد في بابِ السَّانِح والبَارِح . القَعِيدَة بهاءٍ : المرأَةُ وهي قَعِيدَةُ الرّجلِ وقَعِيدَةُ بَيْتِه قال الأَسْعَرُ الجَعْفِيُّ : .
لكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنَا مَجْفُوَّةٌ ... بَادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِهَا ولَهَا غِنَى والجمعُ قَعَائدُ وقَعِيدةُ الرجُلِ : امرأَتُه قال : .
أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِى ... إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكَاعِ وكذلك قِعَادُه قال عبدُ الله بن أَوْفَى الخُزَاعِيّ في امرأَتِه : .
مُنَجَّدَةٌ مِثْلُ كَلْبِ الهِرَاشِ ... إِذَا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ تَهْجَعِ .
فَلَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَماً ... وَلَوْ حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَع .
فَبِئْسَتْ قِعَادُ الفَتَى وَحْدَهَا ... وبِئْسَتْ مُوَفِّيَةُ الأَرْبَعِ والقَعِيدَة أَيضاً شْيءٌ تَنْسُجُه النساءُ كالعَيْبَةِ يُجْلَسُ عليه وقد أقْتَعَدَها جمْعُها قَعَائدُ قال امرُؤُ القَيْس : .
" رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعَائِداًوحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِرَاقِ المُنَمَّقِ