قال أَبو منصور : تفسير أَبي العباس لقوله : صَلَّوا عليه أَفناداً أَي فُرادَى لا أَعْلَمه إِلا من الفِنْد من أَفنادِ الجبل والفِنْد الغُصْنِ من أَغصان الشجر شَبَّه كلَّ رَجلٍ منهم بِفِنْدِ من أَفنادِ الجَبلِ وهي شمارِيخُه . وقوله A فيما رواه شَمِرٌ عن واثِلَةَ بن الأَسْفَع أنه قال : " خَرَجَ رَسُولُ الله A فقال : أَتزعُمونَ أَنِّي آخِرُكُم وفَاةً ؟ أَلاَ إِني من أَوَّلِكُم وَفَاة تَتَّبِعُونِّي أَفناداً يُهْلِكُ بعضكم بعضاً " وفي رواية : يَضْرِب بعْضُكم رقاب بعضٍ أَي تَتَّبِعُونِّي ذَوِي فَنَدٍ أَي ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ للنِّعْمةِ . وفي النهاية أَي جَماعاتٍ مُتفَرِّقينَ قوماً بعدَ قَومٍ واحدهم فِنْدٌ . وفي حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أَن النبي A قال : أَسْرَعُ الناس بي لُحُوقاً قَوْمِي تَسْتَجْلِبهم المَنَايَا وتَتنافَسُ عليهم أُمَّتُهُم وَيعِيشُ الناسُ بَعْدَهم أَفناداً يَقْتُلُ بعضهم بعضاً . قال أَب منصور : معناه أَنهم يَصيرون فِرَقاً مُختلِفِينَ يَقتُلُ بعضُهم بعضاً قال : هم فِنْدٌ على حِدَةٍ أَي فِرْقَة على حِدَةٍ . وفي الصحاح : قَدُومٌ فِنْدَأْوَةٌ : حادَّةٌ وجمْعه : فَنَادِيدُ على غيرِ قياسٍ . والفِنْدَأْيَةُ مَرَّ ذِكْرُه في الهمْز وهو الفأْسُ العَرِيضةُ الرَّأْسِ . والتَّفَنُّدُ : التَّنَدُّمُ وذكره المصنِّف في كتاب البصائر له والصاغانيُّ في التكملة .
ومما يستدرك عليه : الفِنْدَةُ بالكسر : العُودُ التامّ تُصْنَع من القَوْس وجاءُوا من كلِّ فِنْدٍ بالكسر أَي من كلِّ فَنٍّ . ونَوْع . قلت : ومنه اشتقاقُ لَفْظِ الأَفَنْدِي لصاحِب الفُنُون زادُوا أَلِفاً عند كَثْرة الاستعمالِ إن كانت عربيّةً . وقيل : روميةٌ معناه : السَّيِّدُ الكَبِيرُ كما سَمِعتُ من بَعْضٍ . ويَفْتَنِد في قَوْل حُصَيْب الهُذَلِيّ : .
تُدْعَى خُثَيْمُ بنُ عمرٍو في طوائِفِها ... في كلِّ وَجْهٍ رَعِيلٌ ثم يَفْتَنِدُ معناه يَفْنَى من الفَنَد وهو الهَرَم ويُروَى : يُقْتَثَدُ أَي يُقْطَع كما يُفقْطَع القَثَدُ . وفانِيد : نَوْعٌ من الحَلْواءِ يُعْمَل بالنَّشَا وكَأَنَّها أَعجميّةٌ لِفَقْد فاعِيل من الكلام العربيِّ . ولهذا لم يذكرْها أَكثَرُ أَهل اللُّغَة . قلت : وسيأْتي في المعجمة ولكن قال شيخنا : إِنَّه بالمهملة أَلْيَق . وفُنْدِينُ بالضم : من قُرَى مَرْوَ منها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن الحَسن الفُنْدينيّ الرازيّ .
ف - ن - ج - ك - ر - د .
فَنْجَكِرْد : قريةٌ من نَيْسَابُورَ منها أَبو الحسن علي بن أَحمدَ الأَديبُ .
ف - ن - ك - د .
وفَنْكَد : قَرْيَةٌ بِنَسَفَ .
ف - د - ك - ر - د .
وفُدْكُرْد بالضم : من قُرَى أَستْراباذَ .
ف - و - د .
الفَوْدُ : مُعْظَمُ شَعرِ الرأْسِ مما يَلِي الأُذُنَ قاله ابن فارِس وغيره . والفَوْدُ : ناحِيَةُ الرأْسِ وهما فَوْدَانِ وعليه مَشَى صاحِبُ الكفاية ونقَله في البارعِ عن الأَصمعيِّ وقال : إِن كلَّ شِقٍّ فَوْدٌ والجمع : أَفوادٌ وكذلك الحَيْدُ قال الأَغلب : .
" فَانْطَحْ بِفَوْدَيْ رَأْسِه الأَركانَا ويقال : بَدَ الشَّيبُ بِفَوْدَيْهِ . وفي الحديث . كانَ أَكثَرُ شَيْبِهِ في فَوْدَىْ رَأْسِهِ أَي ناحِيَتَيْه . وقال ابنُ السِّكِّيت : إذا كان للرَّجُلِ ضَفِيرَتَانِ يقال : للرّجُلِ فَوْدانِ . والفَوْدُ : الناحِيَةُ من كل شيءِ . والفَوْدُ : العِدْلُ وقَعَدَ بين الفَوْدَيْنِ أَي بينَ العِدْلَيْنِ ؟ . وقال مُعاويةُ لِلَبِيدٍ . كم عَطاؤُكَ ؟ قال : أَلْفانِ وخَمْسُمِائَةٍ . قال : ما بالُ العِلاَوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ . وهو مجاز . والفَوْدُ الجُوَالِقُ وهما فَوْدَانِ . والفَوْدُ : الفَوْجُ والجمع : أَفوادٌ كأَفْواجٍ . والفَوْد : الخَلْطُ يقال : فُدْتُ الزَّعْفَرانَ إذا خَلَطْته مقلوبٌ عن دُفْتُ حكاه يعقوب وفادَه يَفُوده مثل : دَافَه يَدُوفُه وأَنشد الأَزهريُّ لِكُثَيِّر يصِفُ الجَوَارِيَ : .
يبُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ في كُلِّ مَهْجَعٍ ... ويُشرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُودُ