ومن المجاز : فَنَّدَ الفَرَسَ تَفْنِيداً إذا ضَمَّربه أَي صَيَّره في التَّضمير كالفِنْد وهو الغُصْنُ من أَغصانِ الشَّجَرَة ويَصْلُح للغَزْو والسِّباق وقولهم للضَّامِر من الخَيْل : شَطْبَة مما يُصَدِّقه قله الصاغانيُّ وبه فَسَّر هو والزمخشريُّ الحديث أن رجلاً قال للنبيِّ A : " إِني أُرِيد أَن أُفَنِّدَ فَرساً فقال عليكَ به كُمَيْتاً أَو أَدْهمَ أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلاً طَلْقَ اليُمْنَى " كمام نقله عنه صاحب اللسان . وقال شَمِرٌ قال هارون بن عبد الله ومنه كان سُمِعَ هذا الحديث : أُفَنِّدَ أَي أَقْتَنِيَ فَرَساً لأَن افْتنادَكَ الشيءَ جَمْعُك له إلى نفْسِه من قولهم للجماعة المجتمعة : فِنْدٌ قال : ورُوِيَ أَيضاً من طريق آخَرَ . وقال أبو منصور : قوله أُفَنِّدَ فَرَساً أَي أَرْتَبِطَه وأتخذه حِصْناً أَلْجَأُ إليه ومَلاَذاً إذا دَهَمَني عَدُوٌّ . مأْخوذٌ من فِنْدِ الجَبَلِ وهو الشِّمْراخُ العَظِيمُ منه قال : ولَسْت أَعرف أُفَنِّد بمعنى أَقْتَنِي . قلت : وهذا المعنى ذكرله الزمخشريُّ في الأَساس . ولعل الوجه الاول الذي نقله عنه صاحِبُ اللسان يكون في الفائق أو غيره من مُؤَلَّفَاته فليُنْظَر . وفَنَّدَ فُلاناً على الأَمرِ : أَرادَهُ منه كفانَدَه في الأَمر مُفَانَدةً وتَفَنَّدَه إذا طَلَبَه منه نقله الصاغانيُّ . وفَنَّدَ في الشَّرَابِ تَفنيداً : عَكَفَ عليه وهذه عن أَبي حنيفةَ . وفَنَّدَ فُلانٌ تَفنيداً : جَلَس على الفَنْد بالفتح وهو الشِّمْراخُ من الجَبلِ وهو أَنْفُه الخارِجُ منه ومن ذلك يقال للضَّخْم الثقيلِ : كأَنَّه فَنْدٌ كما في الأَساس . وفِنْدٌ بالكسر : جَبَلٌ بين الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْن زادَهما الله شرفاً قُرْبَ البحرِ كما في المعجم . وفِنْدٌ اسم أَبي زيدٍ مولى عائشةَ بنت سعدِ بن أَبي وقاص مالك ابن وُهَيب بن عبدِ مناف بن زُهْرَة . وكان أحدَ المُغَنِّين المُحسِنين وكان يَجْمع بين الرِّجال والنِّساء وله يقول عبد الله بن قيس الرُّقَيَّاتِ : .
قُل لِفِنْدٍ يُشَيِّع الأَظْعَأنَا ... رُبَّما سَرَّ عَيْنَنا وكَفَانَا وكنت عائشةُ أَرسلَتْه يأْتِيها بنارٍ فوَجَدَ قَوْماً يَخْرُجُون إلى مِصْرَ فَتَبِعَهُم وأَقامَ بها سَنَةً ثم قَدِبمَ إلى المدينةِ فأَخَذَ ناراً وجاءَ يَعْدُو فَعَثَرَ أَي سقَطَ وتَبَدَّدَ الجَمْرُ فقال : تَعِسَت العَجَلَةُ فقيل : أَبْطَأُ من فِنْدٍ . وفي الأساس : وسُمِّىَ من قيل فيه . أَبطأُ من فِنْدِ لتثاقُلِه في الحاجاتِ ومن سجعات الحريريّ : أَبُطْءَ فِنْد وصُلُودَ زَنْد . وهو من الأَمثال المشهورة ذكره الميدانيُّ والزَّمَخْشَرُّ واليوسيُّ في زهر الأَكم وحمزةُ وغيرُهُم . قال شيخنا : وحكى الزَّمَخْشَريُّ في المستقصى أَن بعض الرواة حكاه بالقَاف وهو ضعيفٌ لا يُعْتَدُّ به . قلتُ : هكذا قيَّده الذَّهبيُّ بالقاف ساكتاً عليه ولكن الحافظ قال : إن ابن ماكولا رَجح الأول . والفِنْدُ : الطائِفَةُ من الليل . وأَفنادُ اللَّيْلِ : أَرْكانُه قيل وبه سُمِّى الزِّمّانِيُّ فِنْداً كما تقدمَ . وفي الحديث صلى الناس على النبي A أَفناداً أَفْناداً قال ثعلبٌ : أَي فِرْقاً بعد فِرْقٍ فُرَادَى بلا إِمامٍ هكذا فَسَّروه وقيل : جماعاتٍ بعد جماعاتِ متفرقين قوماً بعدَ قوم . قال ثعلب : وحُزِرُوا أَي المُصلُّون فكانوا ثلاثين أَلفاً يومن الملائكةِ ستينَ أَلفاً لأن مع كل مؤمنٍ مَلَكَيْنِ نقله الصاغاني . قال شيخنا : وقد قال بعض أهل السيرِ : إن المصلين عليه A لا يكادون ينحصرون . و حديث عائشة يَشْهَدُ له . انتهى