عَقَدَ الحَبْلَ والبَيْعَ والعَهْدَ يَعْقِدُهُ عَقْداً فانعقَدَ : شَدَّهُ . والذي صَرَّحَ به أَئِمَّةُ الاشتِقَاقِ : أَنَّ أَصلَ العَقْدِ نَقِيض الحَلِّ عَقَدَه يَعْقِده عَقْداً وتَعْقَاداً وعَقَّده وقد انْعَقد وتَعَقَّدَ ثم استُعمل في انواعِ العُقُودِ من البيوعاتِ والعُقُود وغيرها ثم استُعْمِل في التصميم والاعتقادِ الجَازمِ . وفي اللِّسَان : ويقال عَقَدْتُ الحَبْلَ فهو مَعْقُود وكذلك العَهْد ومنه عُقْدةُ النِّكَاح وانقعَد الحَبْلُ انعقاداً . ومَوْضِعُ العَقْدِ من الحَبْل : مَعْقَد وجَمْعُه : المَعَاقِدُ . وعَقَدَ العَهْدَ واليَمِينَ يَعْقِدُهما عَقْداً وعَقَّدهما : أَكَّدَهما . قال أَبو زَيْدٍ في قوله تعالى : " والذِنيَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ " وعَاقَدَت أَيمانُكُم وقد قُرِئ : عَقَّدت بالتشديد معناه التَّوكِيدُ والتَّغلِيظُ كقولهِ تعالى " ولا تَنْقُضُوا الأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها " وقال إِسحاقُ بن فَرج : سَمِعت أَعرابِيّاً يقول : عَقَدَ فُلانٌ عُنُقَهُ إِليه أَي إلى فُلان إِذا لَجَأَ إليه وعَكَدَها كذلك . وعَقَدَ الحاسِبُ يَعْقِد عَقْداً : حَسَبَ . والعَقْدُ بفَتح فسكونٍ : الضَّمَانُ والعَهْدُ جمْعُه : العُقُود . وقوله تعالى " يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بالعُقُودِ " قيل : هي العُهُودُ وقيل : هي الفَرائِضُ التي أُلزِمُوها وقال الزَّجاج أَوفوا بالعُقُود خاطَبَ اللهُ المؤمنين بالوفاءِ بالعُقُودِ التي عَقَدَهَا الله تعالى عليهم والعُقُودِ التي يَعْقِدُهَأ بعضهم على بعضٍ على ما يُوجِبُه الدِّينُ . والعَقْدُ : الجَمَلُ المُوَثَّقُ الظَّهْرِ قال النابغة : .
فكيف مَزَارُهَا إلاَّ بعَقْدٍ ... مُمَرٍّ ليس يَنْقُضُه الخَؤُونُ والعَقَدُ بالتَّحريكِ قبيلةٌ من بَجِيلَةَ أَو اليَمَنِ يَعْنِ قيساً ذَكَرَهَأ ابنُ الأَثِير منها بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ العَقَدِيّ . وأبو عامرٍ عبدُ الملك ابن عمرو بن قيس البصريُّ . قال الحاكم : يُنْسَب إلى العَقَد مَولَى الحارِث بن عُبَادِ بن قَيْس بن ثَعْلَبةَ ابن بَكْرِ بن وائِلٍ وومثله قال ابنُ عبد البّرِّ والرّشاطيّ وأَبو عليّ الغَسَّاني وكلُّهم اتَّفَقُوا على أَنه عَقَدِيٌّ وأَنَّه من قَيْسٍ فتحصَّلَ من أَقوالِهِم تَرْجِيحُ القَوْلِ الأَخِيرِ . والله أعلم . والعَقَد : عُقْدَةٌ في اللِّسَانِ وهو الالْتِواءُ والرَّتَجُ . وعَقِدَ الرَّجلُ كفَرِحَ فهو اَعْقَدُ وعَقِدٌ : في لِسَانِه عُقْدَة وَعقِدَ لسانُه يَعْقَدُ عَقَداً . وقال ابن الأَعرابيِّ : العَقَد تَشَبُّثُ ظَبْيَةِ اللَّعْوَةِ بِبُسْرَةِ قَضِيبِ الثَّمْثَمِ هكذا أَورَدَه في نوادِرِه . وقد فَسَّرَه الصاغانيُّ وقلَّدَه المصنِّف بقوله : أَي تَشَبُّثُ حَيَائِ الكَلْبةِ بِرأْسِ قَضِيبِ الكَلْبِ فإِنَّ الثَّمْثم كلْبُ الصَّيْدِ واللَّعْوة : الأُنثَى وظَبْيَتُها : حَياؤُها . والعَقَدَة بهاءٍ : أَصْلُ اللِّسانِ وهو ما غَلُظَ منه . وكذلك العَكَدَةُ . والعَقِدُ ككَتِقٍ وجَبَلٍ : ما تَعقَّدَ من الرَّمْلِ وتَرَاكَمَ واحدُهما بهاءٍ والجمع أَعقادٌ وقيل : العَقَدُ تَرَطُّب الرَّمْلِ من كثْرة المَطَرِ . والعَقِد كَكَتِفٍ : الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ عن ابن الأَعْرَابيِّ . وقال غيره : جَمَلٌ عَقِدٌ : قَويٌّ . والعَقِدُ : شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ لخاصِّيَّةٍ فيه . والعِقْدُ بالكسر : القِلادَةُ وهي الخَيْطُ يُنْظَمُ فيه الخَرَزُ ج : عُقُودٌ وقد اعتقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيره إذا اتَّخَذَ منه عِقْداً قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ : .
وما حُسَيْنَةُ إِذْ قامتْ تُوَدِّعُنا ... لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذْراً ومَرْجَانا