وقال : عَدَّه مَعَدّاً وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ لأَنَّه قد قال : كَزَّ القُصَيْرَى والقُصَيْرَى عُضْوٌ فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مقابلَتِهِ بالعِدَّةِ . ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العرب والمِيمُ زائدةٌ أو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ لقولهم : تَمَعْدَدَ لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام وهذا قولُ سيبويهِ وقد خُولِفَ فيه . وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ أًَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِم أَو تَنَسَّبَ هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : أَو انْتَسَبَ إِليهِمْ أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ونقَلَ ابن دِحْيَةَ في تاب التَّنْوِير له عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدٍّن وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ التذكيرُ والصَّرْفُ وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخنا . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ Bه الصَّوابُ : قال رسول اللهِن A : " تَمَعْدَدُوا وخْشَوْشِنُوا وانتَضِلُوا وامشُوا حُفاةً " أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ وكانوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشٍ يقول كُونُوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ . وهكذا هو في حديث آخَرَ : " عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ " . وفي الناموس وحاشية سَعْدِي جلبي وشرحِ شيخنا : لا يَبْعُدُ أن يكون الحديث جاء مرفوعاُ عن عمر فليس للتَّخْطئِةِ وجهٌ والحديثُ ذكره السيوطي في الجامع رواه الطَّبرانِيُّ عن ابن حَدْرَدٍ هكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجه الطَّلرانِيُّ وأَبو الشَّيخ وابن شاهين وأبو نُعَيمٍ كُلُّهم من حديثِ يَحيى بن أبي زائدةَ عن ابن أبي سعيدٍ المقْبُرِيّ عن أبيه عن القعقاع عن ابن أبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبد الله بن أَبي سَعِيد ضَعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورواه أيضاً البَغَوِيُّ وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٍّ من حَدِيُِ أَبي هريرة . والكُلُّ ضَعيفٌ . وأوردَه ابنُ الأَثِيرِ فقال : وفي حديث عُمر : " واخْشَوْشِنُوا " بالنون كما في الرِّواية المشهورة وفي بعضها بالموحَّدِةِ . وفي رواية أُخْرَى : تَمَعَّزُوا بالزاي من المَعْزِ وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في شَرْحِ المُفَصَّلِ . ويقال : تَمَعْدَدَ الغُلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ قال الراجِزُ : .
" رَبَّيْتُه حتَّى إذا تَمَعْدَدَا وفي شرح الفصيح لأبي جَعفَرٍ : والمُعَيْدِيُّ فيما قاله أبو عُبَيْدٍ حاكِياً عن الكِسَائيِّ تَصْغِيرُ المَعَدِّيّ هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إلى مَعَدٍّ . وكانَ يَرى التَّشدِيدَ في الدَّالِ فيقول : المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيدٍ : ولم أسمع هذا من غيره قال سيبويه : وإِنَّما خُفِّفَت الدَّالُ من المُعَيْدِيّ استثقالاً للتشديدين أي هَرباً من الجمعِ بينهما مع ياءِ التَّصغير . قال سيبويه : وهو أكثرُ في كلامِهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيٍّ في غيرِ هذا المَثَلِ يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هذا الاسم إذا أرادوا به المثل . قال سيبويه : فإن حَقَّرت مَعدِّيّ ثَقَّلْتَ الدَّالَ فقلتَ مُعَيِدِّيّ . قال ابن التيانِيّ : يعني إذا كان اسم رجلٍ ولم تُرِدْ به المثل وليس من باب أُسَيْدِيٍّ كَرَاهَةَ تواليس الياآتِ والكَسرات فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةٌ وإنما حذفت من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسرةٌ فعلم أن لا عِلة لحذفِهِ إلا الخِفَّةُ وأنه مثلٌ كذا تُكُلِّم به فوجَبَ حِكايَتُه وقال ابن دُرُسْتَويْهِ : الأَصلُ في المُعَيْدِيّ تشديدُ الدَّالِ لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إظهار التضعيفِ فأدغم الدال الأولى في الثانية ثم استثقِلَ تشديدُ الدالِ وتشديدُ الياءِ بعدها فخففت الدالُ فقيل : المُعَيْديّ وبَقِيَت الياءُ مشسَدَّدةً . وهكذا قاله أبو سعيدٍ السِّيرافيُّ وأنشدَ قول النابغة : .
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرٍيبِ