" كَفَى بالنَّأْيِ منْ أَسْمَاءَ كافِ غير أَنّ للحالِ هنا مَزِيَّةً أَعْنِي في قوله : فصاعِداً لان صاعداً نابَ في اللفظِ عن الفِعْل الذي هو زاد وكاف : ليس نائباً في اللَّفظِ عن شيءٍ أَلا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ له الذي هو : كَفَى ملفوظٌ به معه . والصَّعْداءُ بفتح فسكون وضبطه بعضُ أَئمّة اللغة بالضم كالذي يأتي بعدَه والأولُ الصوابُ : المَشَقَّةُ كالصُّعْدُدِ بالضّمّ نقلَهما الصاغانيّ . والصُّعَداءُ كالبُرَحاءِ : تَنَفُّسٌ ممدودٌ طَوِيلٌ ومنهم من قَيَّدَه : إلى فَوْقُ وقيل هو التَّنَفُّس بِتَوجُّع وهو يَتَنَفَّس الصُّعَدَاءَ ويتنفس صُعُداً وتَصَعَّدَ النَّفَسُ : صَعُبَ مَخْرَجُه . وفي التنزيل : " فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً " قيل : الصَّعِيدُ : الأَرضُ بِعَيْنِهَا قاله ابن الأَعرابيِّ أَو الأَرضُ الطَّيِّبَةُ . وقال الفراءُ في قوله تعالى " صَعِيداً جُرُزاً " : الصّعِيد : التُّرابُ وقيل هو كلُّ تُرَابٍ طَيِّبٍ وقال غيره : هي الأَرْضُ المُسْتَوِيَة وقيل : هو المُرْتَفِعُ من الأَرض وقيل : الأرضُ المُرْتَفِعَةُ من الأَرضِ المنخفضة وقيل : ما لم يُخالِطه رَملٌ ولا سَبَخَةٌ . أَو وَجْهُ الأَرض لقوله تعالى " فتُصْبِحَ صعيداً زَلَقاً " قاله أبو إسحاق . وقال جَرير : .
إذا تَيْمٌ ثَوَتْ بصَعيد أَرْضٍ ... بَكَتْ من خُبْث لُؤْمِهم الصَّعيدُ وقال الشافعي : لا يَقَعُ اسم صَعيد إلا على تُراب ذي غُبَارٍ فأَمّا البَطْحَاءُ الغَليظَةُ والكَثيبُ الغَليظُ فلا يقَعُ عليه اسم صَعيد وإِن خالطَهُ تُرابٌ أَو صَعيدٌ أَو مَدَرٌيَكُون له غُبارٌ كانَ الذي خالطه الصَّعيدَ . ولا يُتَيَمَّممُ بالنُّورة وبالكُحْل وبالزِّرْنيخ وكل هذا حجارة . قال أبو إسحاق الزجاج : وعلى الإنسان أن يضربَ بيدَيْه وَجْهَ الأَرْض ولا يُبَالي أَكان في المَوْضع تُرَابٌ أَو لم يكن لأَنّ الصَّعيدَ ليس هو التُّرَابَ إِنَّمَأ هو وَجْهُ الأَرْض تُرَاباً كان أو غيره . قال الليث : يقال للحديقة إذا خَرِبَتْ وذهب شجْراؤُها قد صارَت صَعيداً أَي أَرْضاً مُسْتَوِيَةً لا شَجَرَ فيها . ج : صُعُدٌ بضمتين وصُعُدَاتٌ جمْعُ الجمْع كطريقٍ وطُرُق وطُرُقاتٍ . والصَّعيد : الطَريق يكون واسعاً وضَيِّقاً سُمِّيَ بالصَّعيد من التُّرَاب جمْعُه صُعُدٌ وصُعُدَاتٌ أَيضاً ومنه حديثُ عليٍّ Bه : إيّاكُم والقُعُودَ الصُّعُدَات إِلاَّ مَن أَدَّى حقَّها . هي الطُرقاتُ وقيل هي جمع صُعْدَة كظُلْمةٍ وهي فناءُ باب الدَّارِ وَمَمرُّ النّاس بينَ يَدَيْهِ ومنه الحديث : " لَخَرَجْتُم إلى الصُّعُدات تَجْأَرونَ إلى اللهِ " . والصَّعيدُ : القَبْرُ أورده أبو عمر المطرز . والصعيد : بلادٌ واسعة بمصر مشتملةٌ على نواحٍ وبلاد وقرى عامرة مَسيرَةَ خمْسَةَ عشرة يوماً طولاً وفي قوانين الديوان لابن الجيعان أن الأقاليم بالديار المصرية جِهتانِ إحداهما : الوَجْهُ البَحريُّ وعدَّتُها ألفُ وستمائةٍ وإحدَى وخمسون ناحية والجِهَة الثانية : الوَجْه القبليُّ وعِدَّتُها خَمسُمائَة واثْنَتَأ عَشرَةَ ناحيةً . وهي الإطْفيحيَّةُ والفَيوميَّةُ والبَهْنَساوِيَّةُ والأُشْمُونَيْنِ والأُسْيُوطِيَّةُ والإِخْمِيمية والقُوصيَّة . والصَّعِيد : ع قُرْبَ وادِي القُرى به مَسْجِدٌ للنبي A وصُعائدُ بالضم : ع قال لَبيد : .
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهَاءِ صُعَائد ... سَبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُها