وعن الليث يقال : هذه الدار على صَدَدِ هذه ودارِي صَدَدَ دارِهِ محرَّكَةَ أَي قُبَالَتَهُ وقُرْبَهُ كذا في النُّسْخ وبتذكير الضمير والصواب تأْنِيثُه كما في سائر الأُمهات نُصِبَ على الظَّرْفِ قال أَبو عُبَيْد قال ابن السِّكِّيت الصَّدَدُ والصَّقَبُ : القُرْبُ ويقال : هذا صَدَدَ هذا وبِصَدَدِه وعلى صَدَدِهِ أَي قُبَالَتَهُ . والصَّدِيدُ : ماءُ الجُرْحِ الرَّقِيقُ المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المِدَّة . وفي الحديث : يُسْقَى من صَدِيدِ أَهْلِ النار . قال ابن الأَثير : هو الدَّمُ والقَيْحُ الذي يَسِيل من الجَسَدِ . وقال ابن سِيده : الصَّدِيدُ : القَيْحُ الذِي كأَنَّه ماءٌ وفيه شُكْلَةٌ . والصَّدِيدُ في القرآن : ما يَسِيلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار . وقال اللَّيْث الصديد الدّمُ المُخْتلِط بالقَيْحِ في الجُرْحِ . وقيل : الصَّدِيِدُ : الحَمِيمُ إذا أُغْليَ حَتَّى خَثُرَ أَي غَلُظ نقله الصاغانيّ . والتَّصْدِيدُ : التَّصْفِيقُ . والتَّصدُّدُ : التَّعَرُّض هذا هو الأَصل وتُبْدَلُ الدالُ ياءً فيقال التَّصَدِّي والتَّصْدِيَةُ قال الله D " وما كانَ صَلاتُهُمْ عنْدَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وتَصْدِيَةً " فالمُكَاءُ : الصَّفِيرُ والتَّصْدِيةُ : التَّصْفِيقُ وقيل للتَّصْفِيق : تَصِديةٌ لأَن اليَدَيْنِ تَتصافَقانِ فيقابِل صَفْقُ هذه صَفْقَ الأُخرى وصَدُّ هذه صَدَّ الأُخرَى وهما وَجْهاها . وعن ابن سيده : التَّصْدِيَةُ : التَّصْفِيقُ والصَّوتُ على تحويل التّضعيف . قال : ونظيره : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي . في حروف كثيرة . قالَ : قد عَمِلَ فيه سيبويه باباً . وقد ذَكَرَ منه يَعقُوبُ وأَبو عبيدٍ أَحرُفاً .
وفي التهذيب : يقال صدَّ يُصَدِّي : تَصْدِيةً إذا صَفَّقَ وأَصله : صَدَّدَ يُصدِّدُ فكثرت الدّالات فقُلِبَت إِحداهُنَّ ياءً كما قالوا : قَصَّيْتُ أَظْفَارِي والأَصلُ : قَصَصْتُ . قال : قال ذلك أَبو عُبَيْدٍ وابنُ السِّكِّيت وغيرهما . ذَهَبَ أَبو جعفرٍ الرُّسْتُمِيُّ إلى أَن التَّصْدِيَةَ من الصَّدَى وهو الصَّوتُ ولم يُستَعمل من الصَّدَى فِعْلٌ . والحَمْل على المُستعمَل أَوْلَى .
قال شيخنا : هو كلامٌ ظاهرٌ وفي كلام المصنِّف لَفٌّ ونَشْرٌ مُشَوَّشٌ . وقول الله تعالى : " أَمّا مَنِ اسْتَغْنَى فأَنتَ لَهُ تَصَدَّى " معناه : تَتَعرَّض له وتَمِيل إليه وتُقْبِل عليه يقال : تَصَدَّى فُلانٌ لفُلان إذا تَعَرَّضَ له . والأَصْل تَصدَّدَ . وقال الأَزهريّ : ويجوز أَن يكون معنى قوله : " فَأَنْتَ له تَصَدَّى " أَي تَتَقَرَّب إِليه من الصَّدَدِ وهو القُرْبُ كما تقدم . والصُّدَّاد كَرُمَّانِ ؟ ٍ : الحَيَّةُ عن الصاغاني ودُوَيْبَّةٌ من جنْس الجُرْذَأنِ أَو سامٌّ أَبْرَصَ وقد جاءَ في كلام قيس وفسره به أبو زيد وتَبِعَه ابنُ سيده وقيل : الوَزَغُ أَنشد يعقوب : .
" مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ ثم فَسَّرَه بالوَزَغِ ج : صَدَائِدُ على غير قياس . والصُّدَّاد أَيضاً : الطريق إلى الماء . والصِّدَاد ككِتَابٍ : ما اصْطَدَّتْ به المرأةُ وهو أي الصِّدَاد : السِّتْرُ كذا في نوادر الأعراب . وصَدّاءُ كعَدَّاء : لغةٌ في صَدْآءَ وهو اسم بئرْ أَو رَكِيَّةٍ عَذْبةِ الماءِ . ورَوَى بعضُهم هذا المَثَلَ : ماءٌ ولا كَصَدَّاءَ أَنشد أَبو عُبَيْدٍ : .
وإِنِّي وتَهْيامِي بزَيْنَبَ كالَّذِي ... يُحَأوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وقيل لأبي عليٍّ النحويّ : هو فَعْلاءُ من المضاعف . فقال : نعم وأَنشد لِضرار بن عُتْبَةَ العَبْشَمِيّ : .
كأَنِّيَ مِن وَجْدٍ بِزَيْنَبَ هائِمٌ ... يُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا وبعضهم يقول : صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعَاءَ قال الجوهريُّ : سأَلْتُ عنه رجلاً بالبادية فلم يَهْمِزْه . وقد مَرَّ في الهَمْز ما يقارب ذلك فراجِعْه . والصَّدُّ بالفتح ويُضَمُّ : الجَبَلُ والسين لغة فيه . قال أَبو عَمْرٍو : يقال لكل جَبلٍ : صَدٌّ وصُدٌّ وسَدٌّ وسُدٌّ . والصَّدُّ والصُّدُّ ناحِيةُ الوادِي والشِّعْبِ وهما الصَّدَّانِ . والجمع : أَصدادٌ وصُدودٌ . وصُدّاً الجبلِ : ناحِيَتاه في مَشْعَبِه وهما الصَّدَفانِ قال حُمَيْد :