ومن المجاز : استزادَهُ : استقصَرَه وشَكَاه أَي عتب عليه في أَمرٍ لم يَرْضه وطَلبَ منه الزِّيادة ويقال : لا مُستزادَ على ما فعَلْت ولا مَزِيدَ عَليْه وهو يَستزِيد في حَدِيثه . والتَّزيُّدُ : الغَلاَءُ في السِّعْر كالتَّزايُدِ وتَزَايْدوا في الثمن حتى بلغ منتهاه كما فيث الأساس وفي اللسان وتَزَايَدَ أَهلُ السُّوقِ على السِّلْعةِ إِذا بِيعَتْ فيمَنْ يَزِيدُ والتَّزيُّد : الكَذِبُ في الحَدِيث . والتَّزيُّد : سَيْرٌ فوق العَنَقِ يقال تَزيَّدَت الإِبلُ في سَيْرها : تكلَّفتْ فوق طاقَتها . وفي الأَساس : تَزيَّدَت الناقةُ : مَدَّت بالعُنُق وسارَت فوق العَنَقِ كأَنَّهَأ تَعوم براكِبها . وكذلك الفرَسُ . والتزّيُّد : تَكلُّفُ الزِّيادةِ في الكَلامِ وغيرِه أَي الفعْلِ وإِنسانٌ يَتَزيَّد في حَدِيثِه وكلامِه إِذا تَكلَّف مُجاوَزةَ ما يَنْبَغِي وأَنشد : .
إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجالَ فلا تَلَعْ ... وقُلْ مِثْلَ ما قالُوا ولا تَتَزَيَّدِ ويُروَى بالنون . وقد تقدَّم . كالتَّزايُدِ فيه وفي الغلاءِ كما مَرَّت الإِشارةُ إِليه . يقال فيهِما : تَزَيَّدَ وتَزايَدَ . والمَزَادَةُ : الرَّاوِيَةُ . قال شيخُنا : وإِطلاقُ المَزَادَة على الرَّاوِيَةِ وبالعكس إِنما هو مَجازٌ في الأَصحّ . قالوا سُمِّيَت رَاوِيَةً مجازاً للمُجاورة إِذ الرَّاوِيَةُ هي الدَّابَّةُ التي تَحْمِلُها وهو الذِي جَزَم به في المِفْتَاح وزَعم طائفةٌ من أَهلِ اللُّغَة منهم أَبو منصور أَن عَيْنَ المَزادَةِ واوٌ وأَنَّهَأ من الزَّوْد وبه جَزَمَ صاحبُ المِصْباحِ وأَوردَه صاحبُ اللسان في الواو والياء وهو وَهَمٌ . قال الخَفَاجِيُّ في شرح الشفاءِ : هي من الزيادة لأَنه يُزادُ فيها جِلْدٌ ثالثٌ كما قاله أَبو عُبَيْدَةَ لا من الزَّادِ كما تَوهَّمَ وقال السيد في شرح المفتاح ح : ومن فَسَّرَ المزادةَ بما جُعِل فيها الزّادُ فقدْ سَهَا أَو المَزَأدة لا تكون إِلا من جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بثالثٍ بينهما لِتَتَّسِعَ وكذلك السَّطِيحةُ ح : مَزَادٌ ومَزَايِدُ قاله أَبو عُبَيدَةَ : والظاهر من عبارة المصنّف أَنهما قولانِ والمعروف أَن الثاني بيانٌ للأَول كما قاله شيخُنا . وفي المحكم : والمَزَأدَةُ التي يُحمَل فيها الماءُ وهي ما فُئِمَ بجِلْدِ ثالثٍ بين الجِلْدَيْنِ لتتَّسِعَ سُمِّيِّ بذلك لمَكَانِ الزِّيادة وقيل : هي المَشْعُوبة من جانبٍ واحدٍ فإِن خَرَجَتْ من وَجْهَيْنِ فهي شَعِيبٌ . وقالوا : البَعيرُ يَحمِل الزَّادَ والمَزَأدَ أَي الطَّعامَ والشَّرَابَ والمَزادةُ بمنزلةِ رَاوِيةٍ لا عَزْلاءَ لها . قال أَبو منصور : المَزَادُ بغير هاءٍ هي الفَرْدةُ التي يَحْتَقِبها الرَّاكبُ بِرَحْلِه ولا عزلاءَ لها . وأَما الرَّاوِيةُ فإِنها تَجْمَع بينْ المَزادتينِ يُعكَمانَ على جَنْبَي البَعِير ويُرَوَّى عليهما بالرِّواءِ وكلّ واحدة منها مَزَادةٌ والجمع مَزايِدُ . وربما حذَفُوا الهاءَ فقالوا : مَزَادٌ . وقال ابن شُمَيْل : السَّطِيحة جلدان مُقابَلاَنِ والمَزَأدةُ تكون من جِلْدين ونِصْف وثَلاثةِ جُلود سُمِّيَتْ لَأنها تَزِيد على السَّطِيحَتَيْنِ . قال شيخُنا : والمعروفُ في المَزَادةِ فتح الميم . وقال صاحب المصباح : القِياسُ كسرُها لأَنها آلة يُستقَى فيها الماءُ . قلت : ويخالفه قول السيد في شرح المفتاح : إنها ظَرْفٌ للماء وعليه فالقيَاسُ الفتْحُ ويؤَيِّده قولُه بعدُ : يُستَقَى فيها إذ لو كانَتْ آلةً لقال يُسْتَقَى بِهَا . فَتأَمَّلْ . والله أعلم .
والزَّوائِدُ : زَمَعَاتٌ في مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ لزيادِتها . وذ الزَّوَائد : الأَسَدُ سُمِّيَ به لتَزيُّده في هَدِيره وزَئِيره وصوتِه قاله ابن سيده وأَنشد : .
أوْذِي زَوَائدَ لا يُطافُ بأَرضِهِ ... يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوبِ المُرْسَلِ وذو الزَّوائد : جُهَنِيٌّ صَحابِيٌّ سَكَن المدينة . وعن أَبي أُمامةَ بن سَهْل قال : هو أَوّل من صَلَّى الضُّحَى ؛ كذا في مُعْجَم ابن فَهْد والتَّجْريد للذَّهَبِيّ والاستيعاب والإِصابة . ولم يذكروا اسمه . وقال ابنُ عبد البَرّ : له رِوايةٌ عن النبي A في حَجَّةِ الوداع