عِيشَةٌ رَغْدٌ بفتح فسكون وَرغَدٌ محرَّكَةً قال أبو بكر : وهما لغتان : واسعة طَيِّبَةٌ وكذلك عَيشٌ رَغيدٌ وراغدٌ وأَرْغدُ الأَخيرة عن اللِّحيانيّ أَي مُخْصِب رَفِيهٌ غَزيرٌ والفعْل كسَمعَ وكَرُمَ تقول : رَغِد عَيْشُهم ورَغُدَ . وقَوْمٌ رَغَدُ ونِسْوةٌ رَغَدٌ مًحَرَّكتَيْن : مُخْصِبون مُغْزِرون . وأَرْغَدوا مَوَأشيَهُمْ : تَركوها وسَوْمَها وأَرْغَدوا : أَخْصَبُوا وأَصابوا عَيْشاً واسعاً أَو صاروا في عَيْش رَغَدْ وأَرغَد اللهُ عَيْشَهُم . وتقول : الأَمْنُ في المَعيشة الرَّغيدة أَطْيَبُ من البَرْنيِّ بالرَّغيدة الرَّغيدةُ : لَبَنٌ حَليبٌ يُغْلَى ويُذَرُّ عليه دَقيقٌ حتى يَختلِط فَيُلْعَقُ لَعْقاً . وفسّره الزَّمخشريّ بالزُّبْدة وجَمْعُهُ : رغَائدُ تقول : هم في العَيْش الرَّاغد في الرُّطَب والرَّغائد . وارْغادَّ اللَّبَنُ ارْغيدَاداً : اختلطَ بعْضُه ببعْض ولم تَتمَّ خُثُورَتُه بعْدُ . والمُرْغَأدُّ بضمّ الميم مُشَّددة الدَّال : الغَضْبانُ المُتَغيِّرُ اللَّوْنِ غَضَباً وقيل : هو الذي لا يُجيبُكَ من الغَيْظ . والمُرْغَادّ أَيضاً : هو المَريضُ لم يُجْهَدْ . وقيل : ارغْادَّ المريضُ إذا عُرِفَت فيه ضَعْضَعَةٌ من هُزَأل وقال النَّضر : ارْغَادَّ الرَّجلُ ارْغيداداً فهو مُرْغَأدٌّ وهو الذي بَدَأَ به الوَجَع فأَنْت تَرَى فيه خُمْصاً ويُبْساً وفَتْرَةً والمُرْغادُّ أَيضاً : النائمُ الذي لم يَقْضِ كَرَاهُ فاستَيْقَظَ وفيه ثَقَلَةٌ . والمُرْغَادّ أَيضاً : الشَّاكُّ في رَأْيه لا يَدْرِي كيف يُصْدِرُهُ . وكذلك الارْغِيدادُ لكُلّ مُخْتَلِط بعضُه في بعض والمصدر من المُرْغادِّ الارْغِيدَادُ . والرُّغَيْدَاءُ بالغين لغة في الرُّعَيْداءِ بالمهملة عن أَبي حنيفة وقد تقدّمت الإِشارة في رعد .
ومما يستدرك عليه : انزِلْ حيثُ يُسْتَرْغَدُ العَيْشُ . والرَّغْد : الكثيرُ الواسعُ الذي لا يُعْييك من مالٍ أَو ماءٍ أَو عَيشٍ أَو كَلإٍ . والمَرْغَدة : الرَّوْضة . والمُرْغادُّ اللبَنُ الذي لا تَتِمَّ خُثُورتُه . ارْغَلَدَّ افْعَلَلَّ من الرَّغَد قال الصاغانيّ : اللام زائدة انتهى فلا تُجْعَل حينئذ تَرجمةً على حِدَة ولا تُكتب بالحُمْرَة كما هو ظاهر ولذا أَورده الصاغانيُّ في آخر تركيب : ر - غ - د .
ر - ف - د .
الرِّفْدُ بالكسر : العَطاءُ والصِّلَةُ ومنه الحديث : من اقْتراب السَّاعَةِ أَن يكون الفَيء رِفْداً أي صِلَةً وعَطيَّةً يُريدُ أَن الخَرَاجَ والفَيءَ الذي يَحْصُل وهو لجمَأعَة المسلمينَ أَهْل الفَيْءِ يصير صِلاَتٍ وعَطَايا ويُخَصُّ به قَوْمٌ دُونَ قَوْم على قَدْر الهَوَى لا بالاستحقاق ولا يوُضَعُ مَوَاضعَه . والرَّفْد بالفتح العُسُّ وهو القَدَحُ الضَّخْمُ يُرْوِي الثّلاثةَ والأَربعةَ والعِدَّةَ وهو أَكبَرُ من الغُمَر والرَّفْد أَكبرُ منه وعَمّ بعضهم به القَدَحَ أي قَدْرٍ كان ويُكسر . والرَّفْد بالفتح مَصدرُ رَفَدَه يَرْفِدُهُ رَفْداً من حَدّ ضَرَب : أَعْطَاهُ . والإِرْفَادُ : الإِعَأنَةُ والإِعْطاءُ وقد رَفَده وَأَرْفَدَه : أَعانَهُ والاسم منهما الرِّفْد . والإِرفاد : أَن تَجْعَلَ للدَّابَة رِفَادَةً قاله الزّجَاج كالرَّفْد بالفتح قاله أبو زيد رَفَدْتُ على البعير أَرْفِد عليه رِفْداً إذا جَعَلْت له رِفادَةً وهي دِعَامَة السَّرْجِ والرَّحْل وغيرهما . وقال الأَزهَريّ : هي مثْل جَدْيَة السَّرْج وقال الليْث : رَفَدْت فلاناً مَرْفَداً ومن هذا أَخذتْ رِفادَة السَّرْج مِن تحته حتى يَرتفع . والرِّفادة أَيضاً : خِرْقةٌ يُرْفَدُ بها الجُرْحُ وغيرْه . والرِّفادَة : شْيءٌ كانت تَترَافدُ به قُرَيْشٌ في الجَأهليّة فتُخْرج فيما بينهَا كُلُّ إِنسان مالاً بقَدر طاقَته وتَشترِي به للحَاجِّ طَعاماً وزَبيباً وللنَّبيذ فلا يَزالون يُطْعِمون النَّاس حتى تَنقضِيَ أَيّامُ مَوْسِم الحَجِّ . وكانت الرِّفادةُ والسِّقايةُ لبني هاشمٍ والسِّدانةُ واللِّوَاءُ لبني عبد الدَّار وكان أَوّل قائم بالرِّفادة هاشم بن عبد مَناف وسُمِّيَ هاشماً لهَشْمه الثَريدَ