والحَرَدُ : أَن يكون بَعْضُ قُوَى الوَتَرِ أَطْوَلَ من بَعضٍ وقد حَرِدَ الوَتَرُ . وفِعْلُ الكُلّ حَرِدَ كفَرِحَ فهو حَرِدٌ ككَتِف . والحُرْدِيُّ والحُرْديَّةُ بضمّهما حِيَاصَةُ الحَظِيرَةِ التي تُشَدّ على حائطِ القَصَبِ عَرْضاً قال ابنُ دريد : هي نَبَطيَّة وقد حَرَّده تَحريداً والجمع الحَرَادِيُّ . وقال ابن الأَعرابيّ : يقال لخَشَبِ السَّقْف : الرَّوَافِدُ ولِما يُلقَى عليها من أَطيانِ القَصبِ : حَرادِيُّ . وغُرْفَةٌ مُحَرَّدةٌ : فيها حَرَادِيُّ القَصبِ عَرْضاً . ولا يقال الهُرْديّ . والمُحَرَّد كمُعَظم : الكُوخُ المُسنَّم وبَيْت مُحَرَّد . مُسَنَّم . والكُوخ فارسيّته لأَنه ذُكِر في الخاءِ المعجمة : الكُوخ والكَاخ : بَيتٌ مُسَنَّم من قَصَبٍ بلا كُوَّةٍ فذِكْرُ المُسَنَّمِ بعد الكُوخ كالتكرار . والمُحَرَّد من كلِّ شْيءٍ : المُعْوَجُّ وتَحْرِيدُ الشيْءِ : تَعويجه كهَيئة الطَّاق . والمُحَرَّد اسم البَيْتِ فيه حَرادِيُّ القَصَبِ عَرْضاً . وغُرْفَة مُحَرَّدة كذلك وقد تقدّم .
وحَبْلٌ مُحَرَّدٌ إِذا ضُفِرَ فصارَتْ له حُروفٌ لا عْوِجاجِه . وحَرَّدَ الحَبْلَ تَحريداً : أَدْرَج فَتْلَه فجاءَ مُستديراً حكاه أَبو حنيفةَ . وقال مَرَّةً : حَبْلٌ حَرِدٌ مِن الحَردِ : غيرُ مُسْتَوِي القُوَى . وقال الأَزهريُّ : سَمِعْتُ العَرَبَ تقول لِلْحَبْلِ إِذا اشتدَّتْ إِغارة قوَاهُ حَتَّى تَتَعَقَّد وتَتراكَب : جاءَ بِحَبْلٍ فيه حُرُودٌ . وحَرَّدَ الشَّيْءَ : عَوَّجه كهيئةِ الطَّاق . وفي التهذيب : وحَرَّدَ زَيْدٌ تَحْرِيداً إِذا أَوَى إلى كُوخٍ هكذا نَصُّ عبارتهِ . وأما قول المصنّف : مُسَنَّم فليسَ في التهذيب ولا في غَيْره . ومَرَّ الكلامُ عليه آنِفاً . وتَحَرَّدَ الأَدِيمُ : أُلقِيَ ما عَلَيْهِ من الشَّعَر . وقولُهُم : قَطاً حُرْدٌ أَي سِرَاعٌ فقد قال الأَزهريُّ : هذا خَطأٌ . والقَطَا الحُرْد : القِصَارُ الأَرْجلِ . وهي مَوْصُوفةٌ بذلك . والحَرِيد : السَّمَك المُقَدَّد عن كُراع . وأَحْرَدَهُ : أَفْرَدَهُ ونَحَّاه عن الزَّجَّاج . وأَحْرَدَ في السَّيْرِ : أَغَذَّ أَي أَسْرَعَ . ومن المجاز : الأحْرَدُ : البَخِيلُ من الرجال اللَّئيمُ . قال رؤبة : .
وكُلّ مِخلافٍ ومُكْلَئِزِّ ... أَحْرَدَ أَو جَعْدِ اليَدَينِ جِبْزِ ويقال له : أَحْردُ اليَدَيْنِ أَيضاً أَي فيهما انقِبَاضٌ عن العَطَاءِ . كذا في التهذيب . وفي الأَساس : حردَ زيدٌ : كان يُعطِي ثم أَمسَكَ . والحُرَيْدَاءُ : رَمْلَةٌ ببلاد بني أَبي بَكْرِ بن كِلابِ بن ربيعةَ نقله الصاغاني والحُرَيْدَاءُ عَصَبَةٌ تكون في مَوْضِع العِقَال تَجعَل الدّابَّةَ حَرْدَاءَ تَنْفُض إِحدَى يَدَيْهَا إِذا مَشَتْ وقد يكون ذلك خِلْقَةً . ويقال جاءَ بِحَبْل فيه حُرُودٌ الحُرُود بالضمّ : حُرُوفُ الحَبْلِ كالحَرادِيدِ وقد حَرَّدَ حَبْلَه . والمَحَأرِدُ : المَشَافِر نقله الصاغاني . وانْحَرَدَ النَّجْمُ : انْقَضَّ والمُنْحَرِدُ : المُنْفَرِد في لُغَة هُذَيل قال أَبو ذُؤَيب : .
" كَاَنَّهُ كَوْكَبٌ بالجَوِّ مُنحَرِدُ ورواه أَبو عَمْرٍو بالجيم وفسَّره بمنفرد وقال : هو سُهَيْل . وفي الصّحاح : كوكب حَرِيدٌ : مُعْتَزِلٌ عن الكَوَاكِب . وحُرْدَانُ كعُثْمَانَ : ة بِدمشقَ نقله الصاغانُّي . وروى أَن بَرِيداً من بعضِ المُلوكِ جاءَ يسأَلُ الزُّهْرِيَّ عن رَجلٍ معه ما مع المرأَةِ : كيف يُرَرَّث . قال : من حيْثُ يخرجُ الماءُ الدّافقُ فقال في ذلك قائلُهم : .
ومُهِمَّة أَعْيَا القُضَاةَ قَضاؤُهَا ... تَذَرُ الفَقِيهَ يَشُكُّ مثلَ الجاهِلي .
عَجَّلتَ قبلَ حَنيذِها بِشوائها ... وقَطعْتَ مَحْرِدَهَا بحُكْمٍ فاصِلِ