وأَجهَدَ الشَّيءُ : اخْتَلَطَ نقلَه الصاغانيّ . وأَجهَدَ مَالَه : أَفْنَاه وفَرَّقَه . وفي حديث الحسن لا يجْهد الرّجُلُ مالَه ثُمَّ يَقْعُدُ يَسأَلُ النّاسَ قال النَّضر : قوله لا يجْهد الرجلُ مالَه أَي يعطيه ويُفرِّقه جَميعَه ها هنا وها هنا . ولكن الذي ضبطه الصاغانيّ بخطّه في الحديث لا يَجْهَد الرَّجُل من حَدّ ضَرَبَ - وذكَر المعنَى المذكور عن النَّضْر فتأَمَّلْ . وأَجْهَدَ علينا العَدُوُّ إِذا جَدَّ في العَداوة . وعن أَبي عَمْرٍو : يقال أَجَهدَ لي القَوْمُ أَي أَشْرَفُوا . وقال أَبو سعيد : يقال : أَجهَدَ لك الأَمْرُ فارْكَبْه أَي أَمكَنَك وأَعْرَضَ لك . وجُهَادَاكَ بالضّمّ أَنْ تَفعَلَ : أَي قُصَارَاكَ وغايَةُ أَمْرِك . وبن جُهَادَةَ بالضّمّ : بَطْنٌ منهم أَي من العرب . وقولُهم : لأَبلُغَنَّ جُهَيْدَاك في هذا الأَمرِ الجُهَيْدَي بالضّمّ مخفَّفة : الجَهْد كالعُهَيْدَي من العَهْد والعُجَيلَى من العجَلة . ومن المجاز مَرْعًى جَهِيدٌ : جَهَدَهُ المالُ وأَرْضٌ جَهِيدةُ الكَلإِ . وعن أَبي عَمْرٍو : هذه بَقْلَةٌ لا يَجْهَدُها المالُ أَي لا يُكْثِر منها . وهذا كلأٌ يَجْهَدُه المالُ إِذا كَانَ يُلِحُّ على رِعْيَته . وفي المشارِق لعياضٍ نقلاً عن ابن عَرَفَة : الجُهْد بالضّمّ الوُسْع والطّاقَة والجَهْد المبالغةُ والغاية ومنه قوله تعالى " جَهْدَ أَيْمَانِهِم " أَي بالَغُوا في اليَمِينِ واجْتَهَدُوا فيها . والتَّجاهُد : بَذْلُ الوُسْعِ والمَجهودِ كالاجْتِهادِ افتعالٌ من الجَهْدِ : الطَّاقةِ . ومما يستدرك عليه : جُهِدَ الرّجلُ كُعنِيَ : بُلِغَ جُهْدُه وقيل غُمَّ . وفي التَّهْذِيب : الجَهْدُ : بلوغك غايةَ الأَمرِ الي لا تَأْلو على الجَهْدِ فيه تقول : جَهَدْت جَهْدي وأَجْهَدتُ رأْيي ونَفْسِي حتَّى بَلَغْتُ مَجهودي وجَهَدْت فُلاناً إِذَا بَلَغتَ مَشقَّتَه وأَجْهَدءتُه على أَن يَفْعَل كذا وكذا . وفي حديث الغُسْل : إِذا جَلَسَ بين شُعَبِهَا الأَربعِ ثُمَّ جَهَدَهَا أَي دَفَعَهَا وحَفَزَها . وقيل : الجَهْد من أَسماءِ النِّكاح . والجُهْد الشيءُ القليلُ يَعيش به المُقِلّ على جَهْد العَيْش . وقال أَبو عَمْرو بن العلاءِ : حَلَف باللّه فأَجْهَدَ وسارَ فأَجْهدَ ولا يَكون فَجَهَدَ . والمُجْهِد كمُحْسِن : المُعْسِر . وجُهِدَ النّاسُ فهم مجهودون إِذا أَجدَبُوا . وأَما أَجْهَدَ فهو مُجْهِدٌ فمعناه ذو جَهْدٍ ومَشَقّةٍ أَو هو من أَجْهَدَ دَاَّتَه إِذا حَمَلَ عليها في السَّيْر فوقَ طاقَتِها . ورَجلٌ مُجْهِدٌ إِذا كان ذا دابّةٍ ضَعيفةٍ من التَّعب فاستَعَاره للحالِ في قلّة المال . وأُجهِدَ فهو مُجْهَد كمُكْرَم أَي أَنّه أُوقِعَ في الجَهْد أَي المَشقّة . وفي حديثِ مُعاذٍ : أَجْتَهِدُ رَأْيي الاجتهادُ : بَذْلُ الوُسْع في طَلبِ الأَمر والمراد به رَدُّ القَضِيَّة من طَرِيق القِيَاسِ إِلى الكِتَاب والسُّنَّة . وهو مَجاز كما في الأَسَاس . والجَهْدَانُ كسَحْبَانَ : مَن أَصابَه الجَهْدُ أَي المَشقّة وسَمَّوْا مُجَاهِداً .
جيد .
الجِيدُ بالكسر : العُنُقُ قال السُّهيليّ : الجِيد إِنّمَا يُستعمل في مَقَام المَدْح والعُنُق في الذّمِّ فتقول : صَفَعْتُ عُنُقَه ولا تقول صَفَعت جِيدَه . قال : وقوله تعالى : " في جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدِ " إِنّمَا جاءَ على طريق التَّهَكُّم والتمليح بجعل الحَبْلِ كالعِقْد . وتَعقَّبه الشِّهابُ في شرح الشّفاءِ . أَو مُقَلَّدُه أَو مُقَدَّمُه وقد غَلَب على عُنُق المرأَة . قال سيبويه : يجوز أَن يكون فِعْلا وفُعْلا كُسِرَت فيه الجيم كَراهِيَة الياءِ بعد الضّمّة . فأَمّا الأَخفشُ فهو عنده فِعْل لا غير . ج أَجْيَادٌ وجُيُودٌ . والجَيَدُ بالتَّحْرِيكِ : طُولُها وحُسْنُها أَو دِقَّتُهَا مَعَ طُولٍ . جَيِدَ جَيَداً وهو أَجْيَدُ . وحكَى اللِّحْيَانيّ : ما كان أَجْيَدَ ولقد جَيِدَ جَيَداً . يذهب إِلى النّقلة . قال : وقد يُوصَف العُنق نفْسُه بالجَيَد فيقال عُنُقٌ أَجْيَدُ كما يقال عُنُقٌ أَوْقَصُ وهي جَيْدَاءُ : طوِيلةُ العُنُقِ حَسَنتُه لا يُنعَت به الرَّجلُ . وقال العجّاج : .
تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذَا مَاوَسْوَسَا ... وارْتَجَّ في أَجْيَادهَا وأَجْرَسَا